شهدت منطقة الشروق بالقاهرة جريمة قتل جماعي بشعة، راح ضحيتها ثلاثة أطفال على يد والدتهم التي تخلصت منهم “خنقًا” في لحظة يأس شيطانية أثناء نومهم، وذلك لعدم قدرتها على تحمل مسؤوليتهم بعد انفصالها عن زوجها. تم القبض على المتهمة واعترفت بتفاصيل الحادث. حُرر محضر بالواقعة وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل المأساة
دارت حكاية الحادث الإجرامي منذ البداية عندما تعرضت سيدة تُدعى “هند” لمشاكل أسرية أدت إلى انفصالها عن زوجها منذ حوالي أربع سنوات. عاشت بعدها مع أطفالها الثلاثة داخل فيلا بالحي الراقي بمدينة الشروق. بمرور الوقت، بدأت تشعر بضغوط نفسية أدت إلى توترها الدائم، لشعورها بعدم قدرتها على مواجهة متطلبات الحياة والوفاء بالتزامات ومصاريف المدرسة الدولية لأولادها كما كانت تتمنى. عندئذ، اسودت الدنيا في وجهها، ووسوس لها شيطانها في لحظة ضعف بضرورة التخلص من “فلذة كبدها” رغم حبها الشديد لهم.
الجريمة الصادمة
ظلت المتهمة، التي فقدت اتزانها وتوازنها، تراودها الفكرة وتلح عليها لعدة أيام بعدما اسودت الدنيا في وجهها أمام عدم قدرتها على تلبية رغباتهم كما اعتادت. ثم أسرعت فجأة أثناء نومهم بغرفهم ليلًا، لتخنقهم واحدًا تلو الآخر برابطة عنق “كرافتة” بلا رحمة لدموعهم ونظراتهم البريئة للأم التي انقضت عليهم لتنهي حياة ملائكة الجنة الثلاثة بتلك الطريقة الوحشية التي تفوق أي تصور، وبلا ذنب. لتفيق بعدها على الصدمة وتنهار غير مصدقة ما حدث وكأنه حلم مفزع.

اكتشاف الكارثة
بعد الحادث، تعالت صيحات وصرخات المتهمة ليتجمع جيرانها ويكتشفوا الكارثة التي تدمي القلوب حسرة وألمًا، وتم إبلاغ شرطة النجدة بالحادث. خلال دقائق، انتقلت قوة من رجال المباحث للفحص والمعاينة داخل الفيلا بالمجاورة السادسة بالحي الثالث. وتبين أن الضحايا الثلاثة هم طفلة عمرها 9 سنوات وولدان عمرهما 6 و8 سنوات، كانوا يدرسون في مدارس دولية بمبالغ كبيرة لم تستطع الأم تدبير نفقاتها. وبدلًا من التعامل بحكمة وهدوء ونقلهم إلى مكان آخر وفق ظروفها، تخلصت منهم في لحظة تبلدت فيها مشاعرها.
ضبط الأم
تم القبض على الأم المتهمة وهي في حالة ذهول شديد، تنساب دموعها على خديها، تسأل عن ضحاياها وتردد أسماءهم وسط بكاء شديد من جيرانها الذين أكدوا أنهم يعلمون أنها كانت تعاني من ضائقة مالية وضغوط نفسية دفعتها لحياة الاكتئاب والعزلة، ولم يتصوروا أن تكون النهاية بهذا الشكل المأساوي الحزين. تم نقل الجثث إلى ثلاجة حفظ الموتى بسيارة الإسعاف تحت تصرف النيابة التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن. كما قررت حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ولا يزال التحقيق مستمرًا.