لدينا حالة زهو وفرحة بقنواتنا الوطنية
فى لحظة تاريخية دقيقة تمر بها منطقتنا العربية، تبرز الحاجة إلى إعلام مسئول أكثر من أى وقت مضي.. فالأزمات المتلاحقة التى يشهدها الشرق الأوسط- من صراعات مسلحة، وانقسامات سياسية، وتحديات اقتصادية واجتماعية عميقة- جعلت من الإعلام أحد أبرز الفاعلين فى صياغة مشهد متوتر، إما أن يسير نحو التهدئة، أو أن ينفجر بفعل خطاب متهور، غير منضبط، غير مسئول، حيث نشاهد ونتابع إعلاماً لا يقوم بمهمة الإعلام المعروفة، بل إعلام موجه يغير الحقائق، ولذلك فلدينا حالة زهو وفرحة بقنواتنا الوطنية مثل القاهرة الإخبارية التى تقدم ومعها اكسترا نيوز نموذجا للإعلام الموضوعى الهادف ونتمنى أن يسير كل الإعلام المصرى والعربى على نفس النهج لأنه فى ظل هذا الواقع الملتهب، لم يعد مقبولًا أن يُمارس الإعلام دون ضوابط..ولم يعد ممكنًا التساهل مع أى خروج لبعض القنوات والبرامج على الأكواد الإعلامية المعتمدة، تلك التى تشكّل العمود الفقرى لأخلاقيات المهنة، وتحمى المجتمع من الوقوع فى شرك التضليل، أو التحريض، أو الفتن. الإعلام، فى جوهره، ليس ساحة للمكايدة أو الاستعراض، بل هو صوت الحقيقة، ولسان المواطن، وعين المجتمع.
الأكواد الإعلامية التى وضعتها نقابة الإعلاميين لم تكتب لمجرد التنظيم الإداري، بل جاءت نتاجًا لتجربة طويلة وفهم عميق لما تعنيه الكلمة عندما تُقال على الهواء، أو تُنشر على موقع، أو تُبث عبر منصّة.. الكلمة قد تبنى وقد تهدم.. فالإعلام دوره غاية فى الأهمية فى ظل الظروف التى نعيشها.
ولذلك، نؤكد اليوم وبلا مواربة، أن الالتزام بالأكواد الإعلامية ليس ترفًا مهنيًا، بل ضرورة وطنية تمليها المرحلة، ومسئولية أخلاقية يتحملها كل من يعمل فى هذا المجال، سواء أكان مذيعًا أو محررًا أو منتجًا أو مدير محتوي.. والأهم أن هذه الأكواد تساهم فى إعلام جاد والدليل ان التزام قنوات المتحدة وماسبيرو بالأكواد لم يمنعها من ممارسة دورها الإعلامى باحتراف..
لقد رصدنا فى نقابة الإعلاميين، خلال الأشهر الماضية، تجاوزات متكررة لبعض المنابر الإعلامية تمس جوهر الأكواد المهنية.. وللأسف، فإن غياب الرقابة الذاتية يدفع البعض إلى تقديم محتوى مثير، لكنه غير موثوق.
ومن هنا، فإن نقابة الإعلاميين تجدد دعوتها إلى كل العاملين فى المجال الإعلامي، أن يعوا حجم مسئوليتهم، وأن يتعاملوا مع الكود الإعلامى على أنه عقد شرف،
إن الإعلام المهنى ليس فقط من يملك معدات حديثة واستوديوهات براقة، بل هو من يلتزم بالتحقق، ويوازن فى التقديم، ويراعى الحساسية الاجتماعية، ويُعلى من قيمة السلام الأهلى على حساب الإثارة التجارية. الإعلام الحقيقى لا يقسم ، بل يوحد.. ولا يزرع الشك، بل يُعيد الثقة.