غدًا الأحد، تدخل امتحانات الثانوية العامة مرحلة الحسم والجد، بانطلاق أولى المواد الأساسية اللغة العربية، حيث يقف أكثر من 813 ألف طالب وطالبة على بوابة المصير، وكلٌّ يحمل ما زرع طوال العام.. هى لحظة فارقة، إما أن يُكرم فيها الطالب بما بذله من جهد وصبر وتعب، أو يُهان نتيجة التهاون والركون إلى الغش والتسريبات وأوهام اللجان الخاصة ، وكما قالوا قديمًا «من جد وجد، ومن زرع حصد».
وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير محمد عبد اللطيف الذى يتابع على مدار الساعة كل الإجراءات مع المخضرم خالد عبدالحكم رئيس امتحانات الثانوية، أعلنت بوضوح أن الامتحانات هذا العام «خط أحمر» ، وأن الدولة بكل أجهزتها عازمة على فرض الانضباط الكامل وضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأنها لن تتهاون مع أى محاولة للغش أو تسريب أو تجاوز.
ومن المتوقع أن الوزارة لن تكتفى هذه المرة بالمواجهة اللحظية داخل اللجان، هناك قرارات حاسمة بمراجعة أوراق إجابات الطلاب فى لجان الغش الشهيرة بعد انتهاء الامتحانات، وقد نشهد ولأول مرة فى تاريخ الثانوية العامة إعلان -لجان لم ينجح فيها أحد- إذا ثبت تورطها فى مخالفات جماعية.
الرسالة واضحة لا تهاون ولا مكان للمجاملات أو غضّ الطرف، والهدف هو إعادة الهيبة لامتحانات الثانوية العامة، وإعادة الثقة فى عدالة المنظومة التعليمية، بعد أن تألم المجتمع بأسره من مشاهد العبث والغش، والتى أفرزت لنا كوارث حقيقية فى بعض الكليات العملية، أبرزها كليات الطب وطب الأسنان فى جامعات جنوب الوادى وسوهاج وأسيوط، حينما فُوجئ الجميع بطلاب لا يعرفون أبجديات التخصص لأنهم وصلوا إليه عبر بوابة الغش لا الجهد وكانت النتيجة رسوباً شبه جماعي.
وعليه، فإننا نُخاطب اليوم عقل وضمير كل طالب وولى أمر، لا تبحث عن طرق ملتوية، فكل طريق غير طريق الجد والاجتهاد نهايته الندم.
استعد وراجع دروسك وتوكل على الله، وادخل لجنتك مرفوع الرأس، واثقًا أن التعب لا يضيع، وأن النجاح الحقيقى هو ما يتحقق بعرق الجبين لا بتصوير الورق.
إنها لحظة الاختبار الحقيقى ، فإما الكرامة وإما الحسرة وغدًا نلتقى لنقول «نجح من يستحق ورسب من استسهل».