لم يكن الأمر مفاجئاً أن يندلع الصراع بين جيش الحرب الإسرائيلى وإيران فالمقدمات التى سبقت الأحداث الدامية من تقليم أظافر أذرع إيران فى المنطقة سواء عن طريق القضاء على قدرات حزب الله فى لبنان واغتيال زعمائه وقادته العسكريين.. أيضاً الضربات الإسرائيلية لجماعة أنصار الله الحوثى فى اليمن وإن كانت لم تؤثر كثيراً حيث ظلت جماعة الحوثى بين كل آونة وأخرى تضرب المدن الإسرائيلية ببعض الصواريخ والمسيرات من اليمن.. ناهيك عما يجرى فى غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.. كل تلك المقدمات جعلت جيش «الحرب» الإسرائيلى فى حالة من «النشوة» و»الغرور» معاً حتى خُيِّل له أنه يستطيع تكرار نفس السيناريو -الذى تم فى لبنان أو اليمن- فى إيران وبالفعل حينما بدأ العدوان الإسرائيلى فجر الجمعة الماضية استطاع أن يباغت القوات الإيرانية بعدة ضربات مفاجئة أودت بحياة عدد من قادة الحرس الثورى الإيرانى لعل أبرزهم حسين سلامى قائد الحرس الثورى ونائبه ناهيك عن ضرب عدد من المواقع العسكرية والنووية فى قلب العاصمة الإيرانية «طهران» واغتيال عدد من علماء الذرة الإيرانيين.
ولكن سرعان ما استردت إيران زمام الأمر وبدأت فى الرد وبقوة بدفعات من الصواريخ «فرط الصوتية» على الكثير من مدن إسرائيل تل أبيب وحيفا وغيرهما وهو ما جعل السواد الأعظم من سكان إسرائيل يقيمون فى الملاجئ بصورة شبه دائمة.
لعل إسرائيل هذه المرة تكون قد أخطأت التقديرات والحسابات فالقدرات الإيرانية- رغم الحظر المفروض- على نظام الملالى هناك- إلا إنهم طوروا العديد من الصواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى وهو ما بدا واضحاً من «الرشقات» الصاروخية التى ضربت العمق الإسرائيلى فى مفاجأة أذهلت الكثير من مؤيدى الكيان اللقيط على المستوى العالمي.
أضف إلى ذلك مجموعة المسيرات التى نجحت إيران خلال السنوات القليلة الماضية فى إنتاجها بتقنية عالية جداً جعلت من روسيا تستعين بها فى حربها ضد أوكرانيا وأثبتت نجاحاً كبيراً فى ميدان المعارك هناك.
إذن الكفتان متساويتان حتى كتابة هذه السطور رغم الدعم اللامحدود الذى تتلقاه إسرائيل من حلفائها الغربيين أمريكا
المفترض أنها لن تقف مكتوفة الأيدى كما صرح زعماؤها فى عدة مناسبات وكما نشرت وسائل الإعلام العالمية وبالتالى فهل نحن مقدمون على حرب عالمية ثالثة يتم من خلالها تغيير خريطة الشرق الأوسط أم أن هناك عقلاء فى النظام العالمى يمكن أن يحولوا دون توسع رقعة الصراع «الإسرائيلي- الإيراني» ويتم الاكتفاء بما حدث بين الجانبين.. لأن القادم سيكون أسوأ بكثير مما هو حادث الآن.. ولن تقتصر التداعيات على دولتى الصراع فحسب بل سوف تمتد هذه الآثار إلى دول كثيرة وأولها دول الشرق الأوسط وغيرها من الدول الكبري.. فهل نجد الرجل الرشيد الذى يحول دون ذلك نرجو ذلك.