لاصوت يعلو فوق صوت الحرب الإسرائيلية – الإيرانية.. شاشات المحطات الإخبارية المحلية والعالمية تزين المقاهى فى أنحاء مصر.. والحديث عن الضربات الإيرانية الصاروخية المدمرة لتل أبيب وحيفا وكل بقاع الكيان الصهيونى لا ينقطع .. وتوارت اهتمامات أخرى للمصريين كان لها السبق من قبل مثل مباريات الأهلى فى كأس العالم وغيرها .. ولكن فى الساعات الأخيرة انتقل فجأة مركز العمليات من طهران وتل أبيب إلى واشنطن حيث يحبس العالم أنفاسه انتظارا للقرار الأمريكى سواء بالتدخل مباشرة فى الحرب أو الاكتفاء بالدعم العسكرى واللوجيستى للجيش الإسرائيلى .. وبينما تتطاير فى الهواء أنباء من هنا وهناك عن ضربات أمريكية وشيكة لأهداف إيرانية محددة .. نجد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ينفى ما أوردته تلك التقارير الصحفية الأمريكية بشأن منحه الضوء الأخضر لتنفيذ خطط هجومية ضد إيران، مؤكدا أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن المسار الذى سيسلكه فى التعامل مع طهران.
ورغم نفى ترامب القاطع إلا أن الصحف الأمريكية لا تتوقف عن نشر تقاريرها بشأن دخول واشنطن وانخراطها فى الحرب مباشرة مع إسرائيل.. وتزعم تلك الصحف أن ترامب وافق على خطة عسكرية لاستهداف إيران، لكنه أجّل إصدار الأوامر النهائية فى انتظار ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.
هاجم ترامب عبر منصته «تروث سوشيال» صحيفة وول ستريت جورنال بشكل مباشر وقال انها لا تعرف شيئا عن أفكارى بشأن إيران»، دون أن ينفى بشكل مباشر جوهر ما ورد فى التقرير، فى حين أكد مسئولون بإدارته أنه لا يزال يدرس خياراته.
وتهرّب ترامب من الإجابة عن سؤال بشأن مدى اقترابه من اتخاذ قرار بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، مكتفيا بالقول «قد أفعل، وقد لا أفعل. لا أحد يعرف ما سأفعله. ما يمكننى قوله هو أن إيران تواجه مشاكل كثيرة، وتريد التفاوض. وأقول لهم: لماذا لم تفاوضونى قبل كل هذا الموت والدمار؟».. وصدق ترامب فى قوله : قد أفعل وقد لا أفعل.. وربما قد يفعل – وجريدتنا الغراء ماثلة للطبع وهذا المقال بين يديك عزيزى القاريء – ويصدر أوامره بضربات أمريكية مباشرة لإيران .. وان كنت أتمنى ألا يفعل لأن انخراط أمريكا فى الحرب سيجعلها حرب شاملة وقد تقود المنطقة والعالم كله إلى حرب عالمية ثالثة ستأكل الأخضر واليابس وتخلف وراءها خسائر فادحة ودماء وضحايا وأشلاء تتناثر فى الهواء وذكريات أليمة وموجعة قد تعود بنا إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية فى النصف الأول من القرن الماضى .
وبينما الجدال يحتدم حول القرار الأمريكى الترامبى المنتظر انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى مقاطع لفيديوهات أثارت الجدل ولم يتم التأكد من صحتها حتى الآن لمظاهرات لعشرات الإسرائيليين تحت شعار»أوقفوا الحرب.. آسفون يا إيران»، وطالب الإسرائيليون إيران بوقف الحرب على إسرائيل.. ولم تنشر أى جهة رسمية إسرائيلية أى تصريحات عن تلك المظاهرات التى ظهرت فى فيديوهات بشكل كبيرعلى مواقع التواصل وتفاعل معها الآلاف، ولكن الواقع المرير والمرعب الذى يعيشه الإسرائيليون منذ فجر السبت الماضى وهم يعيشون داخل الأنفاق يؤكد حقيقة هذه المشاهد فقد نفد صبرهم وفقدوا القدرة على التحمل والحياة العار التى يعيشونها لأول مرة منذ قيام دولة الاحتلال الصهيونى .
نتنياهو اعترف بهذه الحقيقة وقال إن إسرائيل تدفع ثمنا بالغا بسبب العمليات ضد إيران ولكنه عاد سريعا إلى لغة التهديد والوعيد وقال سيتم القضاء على تهديد طهران النووى والباليستى بنهاية العمليات الإسرائيلية.. أضاف «أصدرت تعليماتى بأن لا أحد لديه حصانة فى إيران، سنقلل الحديث ونترك الأعمال تتحدث».
تهديدات نتنياهو تبخرت فى الهواء عندما كشف الجيش الإسرائيلى عن تطور مذهل فى الضربات الايرانية عندما اكد أن إيران أطلقت صاروخا باليستيا واحدا على الأقل يحمل رأسا حربيا بقنبلة عنقودية على وسط إسرائيل الخميس.وقال مسئول عسكرى إسرائيلى «إن مثل هذا الصاروخ يشكل تهديدا لمنطقة أوسع بكثير من الرءوس الحربية الصاروخية الباليستية الإيرانية الأخري،
إيران ليست وحدها فى مواجهة التحالف الإسرائيلى – الأمريكى فهناك حلفاء لطهران وان كانوا لم يتدخلوا بشكل مباشر فى الحرب بعد.. الرئيس الصينى شى جين بينج، تباحث مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وقال أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يعد أولوية عاجلة فى ظل تصاعد التوترات الدولية، مشددًا على أن استخدام القوة ليس الطريقة الصحيحة لحل النزاعات بين الدول.
والسؤال الذى يدق الرءوس : إلى أين تسير بنا الحرب الإسرائيلية – الإيرانية.. هل تتوقف آلات الدمار قريبا ليعم السلام المنطقة من جديد ..أم تحمل الأيام وربما الساعات القليلة القادمة شرارات حرب شاملة تقودنا جميعا إلى حرب عالمية ثالثة لن ينجو منها أحد وسيخرج الجميع منها خاسرا ولن يربح منها أحد .. يارب ألطف بعبادك الضعفاء.