«الأحزان لا تأتى فرادى».. فجعت فى الأسبوع الأخير بخبرين حزينين وسط أحزاننا على شهدائنا فى غزة وفلسطين والعالم الإسلامى وأحداثه المتوترة فى خليجنا العربى..
فقد فجعت بوفاة ابن أخى العزيز ممدوح سعد العقيد عبدالقادر الذى وافته المنية فجأة شاب وكنت على موعد معه لتهنئته بمنصبه الجديد كمسئول فى مرور شرق القاهرة بعد تجربة ناجحة فى مرور السلام والبساتين.. وما انتهيت من عزائه فجعت بخبر وفاة أخى وحبيبى وصديق العمر لنصف قرن محمد الفوال المغاورى رفيق الدرب فى الكلية بإعلام القاهرة والجمهورية منذ 1973.. رحمه الله.. والابن العزيز عبدالقادر لم أفقده وحدى بل فقده كل من تعامل معه.. فقد كان جابر الخواطر ويقدم نموذجا مميزا لأبناء الشرطة المصرية فى خدمته للمواطنين وأداء الواجب.. وهذا ما تعلمه من جده العمدة عبدالقادر الذى حمل اسمه أن خدمة الناس واجب.. تعرف عليه كل أبناء «الجمهورية» الجريدة فى مساندتهم فى استخراج الأوراق الثبوتية للسيارات الخاصة بهم ولم يحدث ان طرق بابه إنسان إلا وقدم له الخدمة المطلوبة وأرشده إلى الطريق الصحيح.. كثير من الأصدقاء الذين تعرفوا عليه من الصحفيين والعمال يقولون لى «دا ابن موت» لا يوجد أحد بهذه الأخلاق الرفيعة والمقابلة الطيبة.. كان كريما فى مقابلته ودودا فى معاملته.. يوم وفاته التى أبلغت بها صباحا كانت مفاجأة فقد داهمته الأزمة القلبية صباحا ولم تمهله.. وأثناء معرفتى بالخبر الحزين دار أمامى شريط ذكريات طويل وكنت يومها «الخميس» على موعد مع الصديق الفوال مدير تحرير جريدتنا والذى يعرفه أيضاً حيث يعالج فى المستشفى.. تصدرت ذكرياتى يوم فرحته بالتقدم لكلية الشرطة وفرحة والده وأسرته بقريته ميت عفيف.. كان الشاب عبدالقادر متيما بقريته ومساعدا لأهلها متحليا بأخلاق الكبار والتواضع الكبير مر شريط ذكرياته عندما كان يخدم فى الصعيد وفى عدة مواقع وعندما جاء وحدة السلام ثم البساتين وعودته إلى شرق القاهرة كان سعيدا يقول لى «اننى أفرح عندما أساعد مواطن» وهذا ما تعلمته فى كلية الشرطة والواجب الانسانى لمساندة المواطن خدمة وجبر الخواطر يعطينى الدفعة للأمام.. تذكرت فرحته فى أول مولود له وإقامته لحفل فى منزله بالقرية والفرحة فى عيونه وأسرته.. خبر وفاته لم يكن بالنسبة مفاجأة بل صدمة كبيرة لرجل شرطة تميز بخدمة المواطن وفعلا كان يطبق ما درسه فى أفعاله.. لم يحدث أن تواصل معه شخص إلا وجاء يشكر فى أدائه كان نموذجا متميزا ترك إرثا طيبا من السيرة العطرة.. وعندما التقى به زميلى محمد الفوال مدير التحرير فى وحدة المرور أشاد بأدائه وفهمه لعمله وحبه له.
فى المأتم الذى أقيم للعقيد وجدت كل القرى المحيطة بقريتنا بالباجور بكل فئاتهم قادمين لأداء واجب العزاء فى خريطة حب له بينما كنت جالسا وسط المعزين ووسط أعمامه واخواته وأبناء عمومته وعائلته الجميع يملأ الحزن عيونهم.. الهواتف التى تلقيتها بين مصدق وغير مصدق ليعزى فى العقيد عبدالقادر كان يسبق كلامهم فقد رجل «شرطة» يعرف عمله جيدا رحمه الله وأنزل الصبر والسلوان مع والده العزيز أخى ممدوح وعلى اخوانه وعائلته الصغيرة والكبيرة.. رحمه الله.. أكد لى دائما ان السيرة الطيبة أطول بعمل الإنسان الطيب من العمر.. وأمس الجمعة كانت الجمعة الأولى على الفقيدين عبدالقادر والفوال الأخ والصديق وأشكر أخى الزميل محمد زين العابدين مدير تحرير التحرير بخطبة الجمعة بمسجد «الجمهورية» بفيضه بالدعاء لزميلنا محمد الفوال الذى انتهيت من واجب عزائه يوم الخميس فى مسجد القوات المسلحة بسيتى ستار بحضور عربى من السفراء والصحفيين بالجمهورية والصحف المصرية الذين قدموا واجب العزاء فى فقيد «الجمهورية» وعميد الشئون العربية.. رحم الله الجميع.