الرئيس السادات اكتشف بعد أيام من عبور قناة السويس بأنه يحارب أمريكا وليس إسرائيل، فكانت الحكمة التى أوصلتنا إلى سلام الفخورين بانتصاراتهم وعادت أرضنا ومازلنا نحترم اتفاقاتنا رغم حزب الحنجوريين، هذا هو المشهد الأول، وعندما وقف صدام حسين وقصف إسرائيل بصواريخ سكاد وفشل الباتريوت فى اصطيادها عن عمد لتتدخل أمريكا وتحتل العراق وتعدم صدام وتحل الجيش العراقي، المشهد الثالث هو سوريا وما جرى فيها حتى بات يحكمها من كانت أمريكا ترصد لرأسه عشرات الملايين، المشهد الرابع ما جرى فى غزة وجنوب لبنان وجيوب العراق على مدار عامين، المشهد الخامس هو الجارى تصويره الآن فى طهران، فماذا سيكون مشهد النهاية فى الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل؟
فى ضوء المحددات التالية:
1 – لن تسمح أمريكا وأوروبا- تحت أى ظرف- بهزيمة إسرائيل أمام أى دولة فى الإقليم.
2 – لن تستطيع إسرائيل تحقيق أهدافها «ضرب البرنامج النووى وإسقاط النظام» فى إيران دون تدخل أمريكا بشكل مباشر فى الحرب.
وهناك سيناريوهات يمكن حصرها فيما يلي:
– الأول تعطيل وليس تدمير البرنامج النووى ثم استكمال المفاوضات والوصول إلى اتفاق يحفظ ماء وجه النظام الإيراني.
– الثانى تدمير البرنامج النووى مع الإبقاء على النظام الذى سيكون قد فقد شرعيته مع سقوط مشروعه النووي.
– الثالث تدمير البرنامج ثم إسقاط النظام واستدعاء نظام حكم جديد موال لإسرائيل.
– الرابع استمرار الحرب لمدة طويلة مع العبث فى الداخل الإيرانى بتفخيخ وضرب تماسك المجتمع مع ايقاظ الكوامن الإثنية النارية.
– الخامس نزوح ملايين الإيرانيين إلى الدول المجاورة خاصة «الخليج- تركيا- أذربيجان- باكستان- العراق» وهنا سيكون هناك حالة غير مسبوقة من الفوضي.
– السادس فى حالة تحويل إيران إلى ما يشبه دولة منزوعة القوة والسيطرة دون مشروعه النووى ربما يتم تقطيع أوصال إيران وتقسيمها كما يلي:
دولة عربستان فى الاهواز وهذا يخلق بؤرة توتر مع العراق.
دولة بلوشية فى الجنوب وهذا يخلق مشكلة مع بلوش باكستان قد تمتد إلى أفغانستان دولة كردية وهذا يخلق أزمة فى تركيا والعراق وسوريا.
انضمام الآذريين الإيرانيين إلى أذربيجان وهذا يخلق أزمات مركبة مع روسيا فى منطقة القوقاز.
تسليم خراسان إلى تنظيم القاعدة ليكون منطقة توتر فى آسيا الوسطى لضرب مشروعات الصين.
– السادس استمرار الحرب وتغذيتها من الأطراف الدولية ليطول أمدها وهذا سيؤثر على جميع دول المنطقة دون استثناء وقد يمتد آثاره إلى الولايات المتحدة نفسها.
– السابع ان تتمكن إيران من حسم المعركة وهزيمة إسرائيل وهذا افتراض قائم حتى لو بنسبة ضئيلة أو شبه معدومة وفقا للمحددات والافتراضات أعلاه.
السابع إذا دخلت أمريكا بشكل مباشر ربما تدخلت الصين وكوريا الشمالية وروسيا وهذا قد يشعل حربا عالمية ثالثة.
بقيت نقطة مهمة وهى ان نمط المعارك والحروب قد تغير وأصبحت المسيرات وأجهزة الاستخبارات هى الأدوات الحاسمة فى المعارك الحديثة.
تجنيد إسرائيل لعناصر متعاونة بهذا الحجم مع الموساد أمر يستحق الدراسة المعمقة من الجميع
وفى انتظار اكتمال المشهد الخامس.