يواصل الكيان الإسرائيلى إشعال الحرائق فى منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ أجندته التى أعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن شرق أوسط جديد من النوع المستأنس يكون هو الأسد الوحيد الذى يزأر فيه فيخاف ويتوارى الجميع عن الطريق لإفساحه لهذا المغرور الذى فقد صفات الأسد الحقيقى الذى يتصف بالقوة المقرونة بالشجاعة والعدالة وتحول إلى ضبع جبان يبحث عن الطعام حتى لو كان بين الجيف.
منذ صدمة طوفان الأقصى التى سددتها له المقاومة الفلسطينية لا يزال الكيان الإسرائيلى فاقداً للعقل والوزن ومنذ ذلك التاريخ طفت صفاته الدموية المبنية على الكراهية وعشق الدم الحرام ولم يكفه دماء أكثر من خمسين ألفا من الأطفال والنساء فى قطاع غزة قتلهم بدم بارد بالقصف بالطائرات والدبابات فحول عيونه المتعطشة لشرب المزيد من الدماء إلى الضفة الغربية فقتل وأصاب الآلاف ثم تحول إلى جنوب لبنان وسوريا وصولاً إلى إيران التى فتح معها جبهة جديدة.
الكيان الإسرائيلى الذى تصور أنه يمكن أن يتحول إلى شرطى المنطقة وكيل للقوى الغربية لمعاقبة إيران وكسرها وتغيير نظامها بسبب حلمها امتلاك برنامج نووى يشكل حائط صد وحماية ضد التهديدات الإسرائيلية وضع نصب عينيه فعل المستحيل لوأد الجمهورية الإيرانية وتقليم أظافرها لتدخل قفص الطاعة الإسرائيلى وتعيش تحت رحمة طائراته وقاذفاته وتتخلى عن برنامجها النووى معتمدًا على القيادة الأمريكية التى تتماهى مع الكيان فى رغبته امتصاص دماء الجميع وتمده بالدعم العسكرى فضلاً عن الغطاء السياسى.
الجمهورية الإيرانية المحاصرة منذ ثمانينيات القرن الماضى والتى يقاطعها الغرب ويمتعها من امتلاك التكنولوجيا الحديثة بكل أنواعها، فاجأت الكيان الإسرائيلى وأطلقت صواريخها فملأت قلوب الإسرائيليين خوفا ورعبا وألمًا وأشعلت النار فى شتى مدن الأرض المحتلة لتشكل منها صورة قريبة الشبه بين الصور التى ترد إلينا من قطاع غزة التى تتعرض للدمار وهو ما لم يكن يتوقعه قادة الكيان الإسرائيلى الذين أعدوا عدتهم للهجوم وصنعوا شبكة صاروخية أطلقوا عليها القبه الحديدية لتواجه أى هجوم ولكنها باتت أوهن من بيت العنكبوت أمام الصواريخ الإيرانية فتساقطت الصواريخ لتشكل لوحة فسيفسائية من النيران التى تساقطت على رءوسهم.
النيران المشتعلة فى الشرق الأوسط تتسع وتتسع بفعل حماقات حكومة المتطرفين فى الكيان الإسرائيلى الذين يغدونها وينفخون فيها ليلا ونهارًا لتحقيق حلمهم بدولة إسرائيل الكبرى ولكنهم قد يستيقظون يوماً وهم يحرقون بأفعالهم أو تحت ضربات قوى أخرى لا تعرف المستحيل وتستعد جيدًا لأى مغامرة اسرائيلية ليعود الجميع من حيث جاءوا مثلما يهربون الآن تحت ضربات الصواريخ الإيرانية بالقوارب إلى قبرص أو إلى الملاجئ المحصنة حتى تحين الفرصة ويغادرون مثلما يغادر أصدقاؤهم الآن.