لا ننكر أن المستفيد الأول من ضرب إسرائيل لإيران هو شرطى العالم أمريكا خاصة بعد أن اقتربت إيران من تحقيق الحلم النووى بشكل كامل وهو ما لا تريده أمريكا بأى شكل من الأشكال.. وهو ما دفع أمريكا لتضع إسرائيل فى المواجهة المباشرة وتوجه ضربتها المفاجئة لإيران التى استهدفت بها طائرات وشخصيات قيادية لها وزنها وثقلها وأماكن أخرى حساسة للغاية..
العالم كله توقع أن تسقط إيران ولكنها استجمعت قواها وردت برشقات صاروخية جعلت الكيان كله يهتز وأظهرت الجيش الذى لا يقهر بأنه مجرد نمر من ورق وأنه لولا الدعم الأمريكى والأوروبى لن يكون له أى وجود أو قوة على الأرض.
نتنياهو نفذ التعليمات بالحرف الواحد ووجه الضربة القاسية لإيران على أمل أن يقضى على أى تهديد إيرانى فى المستقبل وتجاهل إمكانية الرد العنيف الذى وصل لهدم مئات المبانى والعمارات ومقتل العشرات وإصابة المئات.. ورغم أن إسرائيل تخفى بشكل كامل حقيقة الأرقام فى الإصابات والقتلى إلا أن الأمر يتضح بشدة فليس هناك ما يمكن أن يخفيه نتنياهو أو إعلامه العبرى.
وتتكرر الضربات الإيرانية وسط صمت العالم الذى يشاهد ما يحدث وما سينتهى إليه الأمر.. أما نتنياهو فينتظر أن يتم التدخل العاجل من أمريكا لوقف الحرب وبدء المفاوضات لحصد الامتيازات.. لكنه فوجئ أن أمريكا تمارس دور المشاهد دون تدخل رغم دعمها المكثف والمستمر للكيان.
المشكلة أن نتنياهو نفذ الضربة بغباء شديد فى مناطق حيوية مع استهداف قيادات كبرى.. ولذلك لم تجد إيران أمامها سوى الرد العنيف الذى أفقد الكيان توازنه وبدأ يستنجد بكل من يجده أمامه ليظهر بمظهر المعتدى عليه.
أما إيران فتقف خلفها دول وكيانات قوية كالصين وباكستان وكوريا ولا ننسى أن كل منها لها موقف مع أمريكا نفسها وأبسط رد منها هو دعم إيران.. وبالضرورة قامت إيران بإرسال صواريخها التى اخترقت القبة الحديدية الوهمية ليحدث ما نراه جميعا بشكل يومى مع نداءات واستغاثات من الكيان الكيوت الضعيف الذى يتعرض للقصف!!
الأهم فى الأمر كله هو الحالة التى ظهر عليها جيش الاحتلال الذى روج فى العالم كله أنه الجيش الذى لا يقهر مع كل ما يملكه من أسلحة حديثة وطائرات وصواريخ وقبة حديدية ودعم مفتوح من أمريكا بالمليارات.. ليكتشف العالم كله أن الجيش الذى لا يقهر هو مجرد وهم كبير تم الترويج له من إعلام فاشل.
وهذه هى المرة الثانية التى يظهر فيها جيش الكيان على حقيقته بعد أن كشفه الجيش المصرى فى حرب أكتوبر لتصرخ جولدا مائير مستنجدة بأمريكا التى أقامت جسرا جويا لإنقاذ الكيان والجيش الذى لا يقهر ويتم وقف الحرب فى 24 أكتوبر.. ثم تأتى إيران بعد 55 عاما لتؤكد ما فعله الجيش المصرى.. ليظهر هنا السؤال الذى يفرض نفسه.. هل هذه هى إسرائيل التى تقتل المدنيين العزل والأطفال والنساء والعجزة بلا رحمة.. فإذا كانت هذه هى حقيقة الكيان الغاصب الوهمى.. فماذا عن الجيش الذى لا يقهر والذى أجبرته صورايخ إيران على الفرار والاختباء مع المدنيين فى المخابئ.. أعتقد أنه لم يعد هناك شىء يخفى على أحد من حقيقة الكيان الوهمى وجيشه الذى يقهر ويقهر ويقهر.. وليحفظ الله مصر شعبا وجيشا وقيادة.