«لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم».. قالها الله سبحانه فى سورة التين.. وهذا يعنى أن الإنسان مخلوق بالصورة التى هو عليها فى أحسن الملامح الجميلة والتى تميزه عن بقية خلق الله.. فكل منا له شكله الذى يتوافق مع جسده بشكل متناغم غير متنافر وغير متكرر.. فلن تجد إنسانا يشبه آخر وإذا رأينا تشابها فبالقدر البسيط وليس بالكربون أو طبق الأصل.. حتى بصمات الأصابع فى اليد الواحدة لكل منا مختلفة عن الأخرى وكذلك الأمر فى العينين والأنف وهكذا سيظل الإنسان غير متطابق فى الهيئة والملامح إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.. وأن ما يصيب الإنسان من تغير فى الهيئة نتيجة مرض أو إصابة.. يتيح له إجراء الجراحة التجميلية كإعادة عظام فك أو أنف أو ترقيع فى الوجه.. دون تغيير كامل فى الملامح كى لا يتدخل فى خلقة الله ويخالف إرادته كما يحدث فى بعض الأوساط الفنية حيث تشاع عمليات التجميل لمجرد التجميل والتشبه بالفنانة الفولانية فى ملامح الوجه أو فى الصدر أو الخصر وغيرها.. الأمر الذى يعد تدخلا فى التغيير للملامح والاعتراض أن الصورة التى خلقنا بها وتعارفنا عليها.
أقول ذلك بمناسبة شيوع عمليات التجميل فى أوساط الفنانين خاصة الفنانات للحصول على جمال مثالى مثل برجينت باردو أو صوفيا لورين أو الأميرة ديانا وغيرهن من الجميلات والفاتنات.. رغم أن بعض الفنانات اللائى يقمن بتلك العمليات التجميلية على قدر كبير من الجمال ولكنها البدعة وحب التقليد وربما عدم القبول والرضا بتصوير الله لهن.. الأمر الذى قد يصل بهن الحال من الحصول على الشكل غير المرجو والمأمول مما يعرضهن إلى مشاكل نفسية لأن بعض العمليات التجميلية تفشل وتعطى نتائج عكسية تصل فى بعض الأحيان إلى حد الكارثة وربما يصل الحال إلى الانهيار العصبى والعزلة عن المجتمع خجلاً من ملامحهن الجديدة وربما يؤدى ذلك إلى الانتحار أو الوفاة خلال إجراء العملية وكم من حالات قرأنا عنها دون ذكر أسماء وحالات أخرى انتهت إلى المحاكم لمقاضاة الطبيب الذى أجرى العملية.
الغريب أن بعض الفنانات اعترفن بالخضوع لعمليات تجميل ودافعن عن ذلك بشراسة وأكدن أنهن لم تخجلن من الاعتراف بحجة أن التجميل حق مشروع لكل سيدة.. وأن ما تم إنفاقه من أموال طائلة للوصول إلى جمال مثالى لأنهن طالما ارتضين بذلك فكل شىء يهون من أجل الجمال.. وكأن الجمال هو كل شىء ناسين أن الجمال نسبى وأن الجمال هو جمال الروح.. فهناك إناس جمال الروح لديهن أكثر من الجمال ذاته.. وأعرف كثيرات من الجميلات تعيسات فى حياتهن الزوجية وربما يتعرضن للطلاق لأن الرجل أو الزوج لا يجد فيها ما يستهويه للاستمرار فى العلاقة الزوجية فهو لا يريد زوجة مجرد فاترينة أو واجهة وإنما يريد الاستقرار الاجتماعى والعاطفى ودفء الأسرة والطاقة وليس كتمثال جميل لامرأة من الشمع والأغرب أن هناك البعض من النساء العاديات يلجأن إلى إجراء عمليات تجميل فى تقليد للفنانات وهذا الأمر مستغرب ومحير ولكنها الموجة كما يقول البعض رغم الدراية بخطورة بعض تلك العمليات وقبل بضعة أشهر توفيت فتاة بعد حقنا بمادة طبية «فيلر» داخل مركز تجميل غير متخصص أو بمعنى أصح غير مرخص للقيام بتلك العمليات لأن الإقبال على تلك العمليات رغم خطورتها فى كثير من الأحيان شجعت الكثير من الأطباء وحتى غير المتخصصين على فتح مراكز تجميل فهى سبوبة ولقمة عيش.
الحقيقة.. لسنا فى معرض حرمانية هذه العمليات رغم أن أحد شيوخ الفتوى بدار الإفتاء أكد أن عمليات التجميل إذا كانت لعلاج مرض معين كإعادة عضو مصاب لوضعه الطبيعى أو لإزالة تشوهات بالوجه والجسد نتيجة حرق أو لتقويم أسنان أو لإزالة إصبع زائدة فهذا جائز ولا حرج أما لمجرد التجميل فقط دون داع فهذا لا يجوز.. وهذه الفتوى موجزة وواضحة لأن التجميل نوع من التدخل فى خلق الله لقول رسولنا الكريم «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات» وهذا يعنى أن هذا العمل منهى عنه ويعاقب صاحبه لقوله سبحانه «ولآمرنهم فليغيرن خلق الله» النساء 119.
أقول للذين ينجرفون ويلهثون خلف تلك العمليات إن الجمال ليس كل شىء والجمال ليس السعادة كلها فكثيرا ما نجد رجالا بيض وفى غاية الوسامة متزوجين من نساء سمر البشرة أقل فى الجمال من الرجل نفسه والعكس فى أوروبا حيث العيون الزرقاء والخضراء والبياض الناصع ولكنها الأذواق، والمثل يقول «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلعة» وسبحان الله عندما أتفحص الوجوه أجد كثيراً أن كل ملامح أراها متفقة مع صاحبها لذا عند قيام البعض بتغيير الخلقة.. أجده غير متناسق كالزرع الشيطانى وعموما لابد من الرضا والقبول بخلقة الله وتصويره لنا فهو الذى صورنا ونحن فى أرحام أمهاتنا رضينا أم أبينا وإلا ستكون عيشته ضنكا اللهم لك الحمد على كل شىء فأنت المصور والبديع والعليم بشئون عباده.
وأخيراً
> الرضا بالمقسوم.. وبالقضاء والقدر.. عبادة.. اللهم سترك ورضاك
> الحرب الدائرة الآن بين إيران وإسرائيل خراب على الجميع لابد من نهاية..!
> الاحتجاجات تتزايد يوماً بعد يوم فى أمريكا ضد سياسات ترامب لأن وعوده فى الانتخابات الرئاسية لم يتحقق منها شىء.. بل زادت الأمور تعقيداً.!
> أتمنى عدم نسيان أهالينا فى غزة وسط هذا الحراك العالمى.