دخلت الحرب الإسرائيلية – الإيرانية مرحلة جديدة وخطيرة، مع ظهور أسلحة لم تكن متوقعة خاصة من إيران التى بدأت استخدام صواريخ «فتاح» الفرط صوتية، ثم أتبعتها بصواريخ أخرى «سجيل» التى أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أنها عنقودية متعددة الرؤوس، وهو ما تسبب فى صدمة لتل أبيب التى تكبدت خسائر لم تكن تتوقعها خلال الأيام السبع الماضية سواء على مستوى الخسارة المباشرة التى تربو على 28 مليار دولار، أو فى البنية التحتية والطرق والمستشفيات، بالإضافة إلى السياحة والاستثمار، بجانب الخسائر البشرية التى قدرت حتى أمس بـ 24 قتيلا ونحو 838 مصابا.. صدمة الصواريخ الجديدة التى أصابت أهدافاً مهمة فى قلب إسرائيل فرضت حالة إضافية من الرعب والخوف بين الإسرائيليين الذين يحاولون الهروب، خاصة وأن التوقعات تشير إلى أن طهران لديها ترسانة متعددة من الصواريخ لم تستخدمها حتى الآن.
وفيما تواصل القصف المتبادل بين الطرفين بموجة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية والرد الانتقامى من إسرائيل أكدت المؤشرات أن الحرب مستمرة وفى تصاعد رغم محاولات القوى الدولية والإقليمية لخفض التوتر، فنتنياهو أكد وهو يقف على خلفية الدمار فى مستشفى سوروكا أن إيران ستدفع ثمن هجماتها. وأن كل الخيارات مطروحة، مضيفاً: سنواصل ضرب قدرات إيران النووية والباليستية وسنحقق كل أهداف الحرب.. ولن تحصل طهران على السلاح النووي.
فى المقابل جاءت تصريحات على لاريجانى مستشار المرشد الإيرانى لتؤكد أن أى حديث عن الاستسلام خطأ كبير، مضيفاً أن إسرائيل كانت تتصور أنها ستجبر طهران على التراجع خلال أيام، وطالب لاريجانى الإيرانيين بالصمود للدفاع ومعاقبة المعتدين فيما كشف الحرس الثورى أنه استهدف بدقة عالية أحد أهم مراكز القيادة والمعلومات للجيش الإسرائيلي.
ارتفاع وتيرة المواجهة والصدمة التى أصابت الجميع من التداعيات الخطيرة سواء الحالية أو المنتظرة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً دعا قوى إقليمية ودولية للتدخل بكل السبل لمنع التصعيد المتزايد، الصين بدأت تحركات موسعة معلنة أن وقف الحرب أولوية، واتفق الرئيس الصينى شى جين بينج ونظيره الروسى بوتين خلال اتصال هاتفى على أنه لن يكون هناك حل عسكرى للقضايا المتعلقة بالبرنامج النووى الإيرانى وإنما الحلول سياسية ودبلوماسية.
أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيحسم قراره بشأن إيران خلال أسبوعين، مشيرة إلى أن هناك فرصة كبيرة للحل الدبلوماسي، وسط ترقب لموقف واشنطن من المشاركة فى الهجوم الإسرائيلى على إيران.
وقالت ليفيت فى مؤتمر صحفي، إنها تحمل «رسالة مباشرة» من ترامب، مفادها أن هناك فرصة كبيرة لمفاوضات قد تحدث أو قد لا تحدث مع إيران فى المستقبل القريب، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى أبلغها أنه سيتخذ قراره بشأن إيران خلال الأسبوعين المقبلين.