من يحسم الحرب، إسرائيل أم إيران؟.. سؤال الساعة الذى يدور فى أذهان الجميع، ومحور تساؤلاتهم، وما أوراق ونقاط القوة والضعف لدى تل أبيب، وماذا عن كروت ونقاط القوة والضعف لدى طهران، وماذا سيحدث فى المنطقة إذا حسمت إسرائيل المواجهة لصالحها، وماذا سيكون مستقبل المنطقة إذا خرجت إيران دون استسلام وأجبرت إسرائيل على الخضوع وما السيناريو الأسوأ لهذه الحرب التى لا يرغب فيها الجميع؟
التساؤلات لا تنتهي، لكن دعونا فى البداية نتفق أن الحرب بين تل أبيب المدعومة بكافة السبل والوسائل أمريكياً، وطهران التى تواجه تحالفاً إسرائيلياً ـ أمريكياً غربياً، إنها حرب تدار عن بعد، بمعنى ليست حرباً برية على الأرض بين الجيشين الإسرائيلي، والإيراني، خاصة أنه لا حدود تجمعهما، فإسرائيل تعتمد على القوات الجوية والمقاتلات الأمريكية المتطورة مثل «إف- 35» و«إف- 15» و«إف- 16» بالإضافة إلى طائرات التزود بالوقود جواً، والطائرات الأخرى المساندة، وأيضاً عناصر الموساد التى تتواجد على الأراضى الإيرانية، وحققت ضربات مؤلمة، ومعلومات مؤثرة، واستهداف قادة من أبرز العسكريين الإيرانيين، وتحديد مواقع حيوية للطائرات الإيرانية، وهنا حدث انكشاف سافر للدولة الإيرانية، وباتت السماء الإيرانية فى حوزة المقاتلات الإسرائيلية، تعيث فيها قصفاً وتدميراً دون وجود أى مخاوف أو دفاعات جوية، واستهدفت عمليات القصف الجوى الإسرائيلى المتواصل، محيط المنشآت النووية أو ذات الصلة بها وكذلك تصفية قادة عسكريين وخبراء فى مجال الطاقة النووية، وضرب البنية التحتية والاقتصادية والطاقة، والمنشآت الخاصة بالبترول والغاز الإيراني، واستهداف منظومات الدفاع الجوي، ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.. والسؤال ماذا سيحدث إذا تواصل الهجوم الجوى الإسرائيلى على بنك الأهداف الإيرانية وما تأثيراته على استقرار الدولة الإيرانية وهل يمكن الإقدام على خطوات أخرى خطيرة مثل ما أشارت إليه التصريحات الإسرائيلية حول استهداف المرشد الأعلى فى إيران، وحديث ترامب أنه رفض طلباً إسرائيلياً باغتيال خامنئي، وهل يمكن كما تشير التصريحات إسقاط النظام الإيرانى من خلال عمليات جوية مكثفة خاصة أن هذا الهدف طبقاً للمعلومات هو أساس الهجوم الإسرائيلى وليس القضاء على البرنامج النووى الإيراني، لذلك لابد أن تمتلك طهران حلولاً حاسمة لحالة الاستباحة من قبل القوات الجوية الإسرائيلية المدعومة أمريكياً وغربياً.. خاصة أن هناك جسراً جوياً أمريكياً، وتعزيز القيادة المركزية الأمريكية بقدرات إضافية، ودفع حاملة طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط لكن الحديث أن واشنطن لا تشارك فى الحرب ضد إيران أو لم تتورط، هو عبث وتلاعب بالعقول لذلك القوات الأمريكية تدعم بكافة السبل فى الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الإيرانية حتى السفن الغربية تقوم بهذا الدور، والرادارات الأمريكية المتقدمة تدعم دفاع إسرائيل، وتل أبيب قولاً واحداً لا تستطيع أن تحسم المعركة لوحدها ولكنها تلعب دور الواجهة فى الحرب على الشرق الأوسط وبدعم أمريكى مطلق وبلا حدود، وغربى أيضاً خاصة البريطاني، الذى يحاول تنفيذ خطة خداع وارتداء عباءة الحياد وعدم التورط فى الحرب، وهو يساند إسرائيل بحراً وجواً واستخباراتياً وتحديد الأهداف الإيرانية المطلوب تدميرها.
من يصرخ أولاً، ويطالب بوقف الحرب، ومن يتألم ومن يطلب الوساطة من أجل فتح مسارات السياسة والدبلوماسية.
إيران مازال فى جعبتها عدد كبير من الأوراق العسكرية ليست القدرة الصاروخية فحسب والتى أيضاً مازال لديها إمكانيات أكبر، أيضاً مازالت القوات البحرية الإيرانية وبكافة أنواع القطع البحرية فوق المياه وتحتها لم تشارك إلا فى إطلاق بعض الصواريخ، كما أن لديها مسيرات متطورة شبحية وانقضاضية لعبت دوراً مهماً فى الحرب الروسية ـ الأوكرانية والسؤال هل ستكون هناك معارك برية على الأرض أو عمليات خاصة، خاصة على الأراضى الإيرانية.
فى ظنى أن الوقت مبكر للحديث عن ذلك، وهو مرتبط بمدى صمود إيران وضرباتها المؤلمة، خاصة أن لديها قوات برية خاصة ويمكنها تعزيز ذلك بأذرعها فى لبنان واليمن، والعراق لأن إقدام إسرائيل وأمريكا وحلفائهما على عمليات برية سيكون أمراً صعباً وغير واقعى ويرتبط أيضاً بمدى نجاح واشنطن وتل أبيب فى الحملة الجوية على إيران، التى لديها أوراق أيضاً مثل مضيق هرمز، أو استهداف مصالح وقواعد أمريكية فى المنطقة، أو استهداف سفن وقطع بحرية أمريكية ولديها الوسائل التى تحقق ذلك ولكن ذلك أيضاً مرتبط بمستوى التصعيد، وفى ظنى أن التصعيد وارد بشكل كبير فى ظل تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يطالب فيها محذراً بإخلاء العاصمة الإيرانية على الفور ومن هنا لا أحد يدرى ما الخطوة الأمريكية القادمة فى ظل هذا الصراع، وفى ظل الخطر الداهم الذى يهدد إسرائيل، بعد الضربات والهجمات الصاروخية الإيرانية المؤلمة والمدمرة، وفشل منظومات الدفاع الجوى والقبة الحديدية، ومنظومة »ثاد« الأمريكية، لذلك هناك قلق وخوف أمريكى غربى على إسرائيل التى تعانى من حالة هلع وارتباك، وأنها بطل من ورق لا تمتلك إلا ضربات القوات الجوية وفى ظنى لم تتعرض لاختبار حقيقى إذا كنا نتحدث عن لبنان وغزة وإيران التى تفتقد لمنظومات دفاع جوى متطورة أو قوات جوية متطورة للتصدى لهذا الاختراق الجوى الإسرائيلى للعمق الإيرانى والذى بات تهديداً وجودياً.