ضرب الوهن غالبية الأندية الجماهيرية، بعد سنوات من الارتباك والتجارب، دفع معظمها ثمن غياب الاحترافية ووثوب مجموعة من الهواة على كراسى الإدارة بها، وصارت تلك الهيئات العريقة حكرا على مجموعة بعينها من الأسماء والشخصيات، وتعتمد فى المقام الأول على الدعم المقدم منها.. تزهو وتزدهر حينما يحنو هؤلاء عليها.. وتتأزم مواقفها حين تتجمد روافد المال والدعم لأى سبب من الأسباب..
نظرة سريعة إلى الأندية الجماهيرية فى كل المحافظات، ستجدها غارقة فى التخبط، تنتظر الفرصة المناسبة كى يأتى رجل الأعمال ليتولى الصرف وتغطية المطالب والمتطلبات المالية الخاصة بالفرق والإدارات، بل وتغطية المرتبات البسيطة للعاملين والموظفين فى النادى بأى شكل من الأشكال، ولن تلمس أى نوع من المؤسسية فى التعامل مع كل صغيرة أو كبيرة بالنادى أو الهيئة، وحينها ستتحسر على تاريخها الممتد والحافل بالإنجازات والأساطير.
لن نلتفت إلى ما يروجه البعض من مقولات حول افتقاد هذه المؤسسات لمقومات النهوض والتطور، فهى تمتلك أقوى العوامل وأكثرها تأثيرا وهى الجماهيرية الممتدة، والعشق المجرد والمتعمق فى كل أسرة أو حى أو مدينة بالمحافظة أو الإقليم الذى ينتمى إليه النادي، وهو عامل لا يمكن إغفاله بأى حال من الأحوال لمن يقدر قيمته، ويسعى للتعامل معه والاستفادة من قدره وأهميته.
الأمر لا يحتاج سوى جمعية عمومية واعية وقادرة على التمييز بين الصالح والطالح، واختيار من يؤمن بقيمة المكان ولديه الفكر والخطط اللازمة لتطويره وتحسين خدماته، واستثمار تاريخه الطويل بطرق وسبل تواكب التطور الجارى فى خريطة الرياضة العالمية.. ووقتها لن يجد المتعطفون على الأندية الجماهيرية مجالا للظهور أو التواجد أو مزاحمة أصحاب الفكر والإيمان الحقيقى بعراقة الكيان.. وستنهض الأندية من جديد على أكتاف المخلصين من أبنائها، وليس وفقا لرؤى وأهواء الباحثين عن الشو الاجتماعى بكل صوره وأشكاله.
انظر حولك، ستجد فى كل محافظة أو مدينة كبيرة ناديا يحتوى على قصص وروايات بالجملة لبطولات وذكريات وشخصيات طالما فرضت نفسها على الساحة الرياضية لسنوات طويلة، وستجدك حريصا كل الحرص على تقديم يد العون لهذا النادى تكريما لأسماء من ارتدوا قميصه وعشقوا ألوانه ولعبوا تحت رايته.. وستميل تلقائيا لدعمه ومساندته.. وهذا واجبنا تجاه الأندية الجماهيرية.