ثلاث جرائم عائلية مدمرة.. وقعت في لحظة غضب وتهور.. نتيجة لحياة الاستهار وعدم ضبط النفس.. الأولي لشاب تخلص من زوجته بالطعنات أمام طفليه بالشارع.. والثانية لآخر أنهي حياة نجله “بسكين المطبخ ” بعد خلاف بينهما.. والثالثة قيام طالبة ثانوي “مهتزة نفسيا” بتمزيق شقيقها الطفل حتي الموت بلارحمة.. تم القبض علي المتهمين وأخطر اللواء محمود أبوعمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وتباشر النيابات المختصة التحقيق.
تأتي تلك الحوادث المؤسفة لتضاف إلي سلسلة جرائم “العنف الأسري “التي انتشرت مؤخراً وبشكل يومي و مخيف لعدم التعامل في أي خلاف بعقلانية وهدوء.. وهو مايؤدي إلي “خراب البيوت” وزلزلة كيانها وتدميرها وتشريد لباقي أفرادها نفسيا ومعنويا بلا ذنب في وقت لاينفع فية الندم.. الأمر الذي يتطلب من المجتمع المدني وكل من يهمه الأمر دراسة تلك الظاهرة المخيفة والمدمرة والعمل علي حلها بحملات توعية وتثقيفية للقضاء عليها والحد من تكرارها.
قاتل زوجته
وقد دارت أحداث الجريمة الأولي بالحي الراقي بالقاهرة الجديدة عندما فوجيء شاب بعد انتهاء عقد إيجار مسكنه بمطالبة المالك له بزيادة تفوق طاقته مقابل الاستمرار.. الأمر الذي دفعه وكغيره الكثير ممن يعانون من تلك الأزمات المتكررة لاصطحاب زوجته وطفليه للبحث عن شقة آخري جديدة وهما في حالة نفسية سيئة بسبب معاناة “الترحال ” وعدم قدرتهم علي الاستقرار.. ليقوموا مع شدة الحر وسخونة الجو بالتنقل من مكان لآخر بجوله كلها قلق وتوتر أملا في الوصول إلي مكان يناسب ظروف المعيشة الصعبة.

لحظة طيش
هكذا واصل أفراد الأسرة البسيطة تحركاتهم بسيارة “تاكسي ” أملا في إنجاز المهمة الشاقة دون تقدير لعواقب الأمور وما يخفيه لهم القدر بتهورهم.. عندما تطور النقاش بين “رب الأسرة” والزوجة إلي خلاف فقد علي أثره أعصابه لينتفض غضبا وتتعالي صيحاتهما متناسين وجودهما بالطريق العام ويقوم في لحظة طيش “بالتعدي عليها بطعنات” سلاح أبيضّ، وسط صرخات ودموع صغارهما وهو ماادي لتوقف السيارة ليختفي المتهم بعدها ويتجمع المارة في مشهد صادم ونقل الضحية للمستشفي جثة هامدة متأثرة بإصابتها وبتم التحفظ عليها بثلاجة حفظ الموتي تحت تصرف النيابة.
فور ابلاغ رجال المباحث انتقلت قوة من الضباط للفحص والمعاينة وسؤال الشهود ومنهم “السائق” الذي ظل يند حظه العاثر مع “زبون الندامة”.. وتوصلت التحريات التي أشرف عليها اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة للمباحث ونائبه اللواء علي نور الدين إلي المتهم وتم القبض عليه ليعترف بتفاصيل جريمته التي دمر بها أسرته وهو في حالة انهيار. تحرر محضرا بالواقعة واحيل للنيابة التي قررت حبسة علي ذمة التحقيقات.

قاتل ابنه
أما الجريمة الثانية فقد وقعت بمنطقة حدائق القبة بقلب القاهرة أيضا.. عندما توترت العلاقات بين “شاب” ووالده الذي تجاوز الخمسين من العمر لتشتعل حدة الخلاف بينهما بمرور الوقت وتصل الأمور إلي طريق مسدود وفشل كل محاولات التفاهم من الأهل والأحباب وتنتهي أخيرًا بجريمة قتل الأب “لفلذة كبدة” في لحظة تهور شيطانية أمام باقي الأسرة دون سابق انذار.
وقت الحادث نشبت مشادة بين الطرفين داخل المسكن شعر خلالها الأب الذي أفني حياته في تربية أولاده بتطاول الابن علية وتجاوزه في حقه بمجرد ان اشتد عوده مستغلا تقدمة في العمر وهو الأمر الذي اثار غضبة واستفزازه ليسرع بعد فقدانه السيطرة علي أعصابه بالإمساك “بسكّين المطبخ” ويغرسها في صدر” ضناه” وسط صدمة باقي أفراد الأسرة الذين تعالت صيحاتهم بصرخات مدوية غير مصدقين ماحدث وكأنة حلم وكابوس مزعج.
دموع ندم
خلال دقائق تجمع الجيران من كل مكان ليسرعوا بنقل الابن الضحية “جمال” للمستشفي في محاولة لإسعافه وإنقاذ حياته لكن باءت كل المحاولات بالفشل ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه ليتم التحفظ علية بثلاجه حفظ الموتي تحت تصرف النيابة.. وفور اخطار قسم الشرطة انتقل رجال المباحث للفحص والمعاينة وتبين من التحريات التي باشرها اللواء أحمد الأعصر مدير المباحث الجنائية ارتكاب الاب للجريمة والقي القبض عليه منهارا لاتحمله قدماه وفي حالة توهان ..دموعة تسبق كلماته يحدث نفسة كالمجنون بعد ماحدث في لحظة تهور مدمره للأسرة بموت ابنه وقضاء بقية عمرة بالسجن، تحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء طارق راشد مدير أمن العاصمة واحيل المتهم للنيابة التي قررت حبسة علي ذمة التحقيقات.

قاتلة شقيقها
الجريمة الثالثة لاتقل بشاعة عن سابقتها وهي لطالبة بالصف الثاني الثانوي باحدي قري مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية والتي تعاني من اضطرابات نفسية دفعتها بعد “نوبة هياج وتوتر “للإمساك بشقيقها الطفل “نور” ابن الأربع أعوام لتسدد له طعنات ذبيحة قاتلة بلارحمة لبراءة ودموع ملاك الجنة لتسقطه جثة غارقة بالدماء في غفلة من الاهل الذين فوجئوا بالجريمة التي زلزلت وجدان ومشاعر الجميع غير مصدقين أن تصل الأمور لهذا الحد لتهز صرخاتهم أرجاء البلدة ويتجمعوا في مشهد حزين غريب علي أهلها الطيبين.
ضبط المتهمة
فور وقوع الحادث وابلاغ مركز الشرطة انتقل رجال المباحث بقيادة اللواء محمد عز مدير المباحث للمعاينة وفحص جثة ملاك صغير في عمر الزهور لم يرتكب إثما منذ مولدة.. كان مصدر بهجة وسعادة والدية وكل من يعرفة لكنها مفارقات القدر التي دفعت بشقيقته لارتكاب الجريمة في لحظة تهور فقدت فيها اتزانها لتدمر نفسها وأسرتها.. تم نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتي بالمستشفي تحت تصرف النيابة التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للاهل والتصريح بالدفن ..والقي القبض علي المتهمة وهي في حالة زهول وصمت رهيب وأخطر اللواء دكتور حسام عبد العزيز مدير أمن المحافظة وتحرر محضرا بالواقعة وتباشر النيابة التحقيق.