قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس إن الولايات المتحدة ليس لها أى علاقة بالهجوم الإسرائيلى الأخير على إيران، مؤكدا أن أى هجوم تتعرض له بلاده من طهران، سيُقابل برد عسكرى أمريكى غير مسبوق وبأقصى درجات القوة.
وذكر ترامب أن الولايات المتحدة يمكنها التوصل بسهولة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء الصراع القائم، حسبما كتب على موقع التواصل الاجتماعى «تروث سوشيال».
فى غضون ذلك، دعت وزارة الخارجية الأمريكية أمس مواطنيها غير القادرين على مغادرة إيران الاستعداد للبقاء فى أماكنهم لفترات طويلة.
وأضافت الخارجية الأمريكية، أن الوضع الأمنى فى إيران يتطلب من الأمريكيين توخى الحذر الشديد، وحثت مواطنيها فى إيران على المغادرة حال اعتقادهم أن الوضع يتطلب ذلك.
وأوضحت أن سلامة الأمريكيين أولوية قصوي، لكنها أشارت إلى أن الوضع الحالى فى إيران يجعل من الصعب ضمان سلامة الأمريكيين الراغبين فى المغادرة.
من جانبه أنتقد الرئيس القبرصى كريستودوليديس ما وصفه بالتباطؤ من الاتحاد الأوروبى فى التعامل مع الأزمة المتفاقمة فى الشرق الأوسط.
وقال إن قبرص، أقرب دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى إلى منطقة الشرق الأوسط، طلبت عقد اجتماع استثنائى لمجلس الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
وقال كريستودوليديس للصحفيين: «من غير المعقول أن يزعم الاتحاد الأوروبى دوراً جيوسياسياً، ويرى كل هذه التطورات ولا يعقد اجتماعاً لمجلس وزراء الخارجية على أقل تقدير».
وعرضت قبرص المساعدة فى إجلاء رعايا دول أخرى من المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن أى أعمال قد تؤدى لتصعيد الصراع.
فى الأثناء، قال وزير الخارجية الألمانى يوهان فادفول إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات فورية مع إيران بشأن برنامج طهران النووي، فى محاولة لتهدئة الوضع فى الشرق الأوسط، عقب تصعيد لليوم الثالث مع إسرائيل.
وأضاف فادفول الذى يزور سلطنة عُمان أنه «يسعى إلى المساهمة فى تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران»، مشيرا إلى أن طهران «لم تغتنم الفرصة سابقا للدخول فى محادثات بناءة».
وتابع فادفول فى تصريحات لهيئة البث الألمانية ARD، «آمل أن يكون ذلك ممكنا»، وأضاف: «ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، مستعدة.. نعرض على إيران مفاوضات فورية بشأن البرنامج النووي، وآمل أن يُقبل (هذا العرض)».
أضاف أن الصراع «لن ينتهى إلا بممارسة ضغوط على إيران وإسرائيل من جميع الأطراف»، مشيرا إلى أن «هناك توقعات مشتركة بأنه خلال أسبوع يجب بذل جهد جاد على الجانبين لوقف دوامة العنف».
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الحكومة الإيرانية قد تسقط، قال فاديفول إنه يعتقد أن نية إسرائيل ليست إسقاط النظام فى طهران.
يأتى العرض من الدول الغربية الثلاث فى وقت أعلن وزير الخارجية العمانى بدر البوسعيدى أن جولة المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران التى كانت مقررة الأحد فى مسقط «لن تُعقد»، وذلك بعدما تسبب هجوم إسرائيلى على المنشآت النووية الإيرانية واغتيال قادة عسكريين إيرانيين فى إشعال مواجهات بين الجانبين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأذربيجانى جيحون بيراموف إن أذربيجان لن تسمح أبدا باستخدام أراضيها أو مجالها الجوى لشن أى هجوم ضد إيران، وذلك خلال اتصال هاتفى مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي.
بدوره، أكد مستشار الأمن القومى العراقى قاسم الأعرجى رفض بلده القاطع أن تكون منطلقا لشن هجمات على دول الجوار والمنطقة.
وقال المكتب الاعلامى للأعرجى فى بيان، بعد لقاء بين مستشار الأمن القومى والسفير التركى لدى بغداد أنيل بورا أتان، إن الجانبين أكدا ان الحوار هو الطريق الأمثل لإنهاء الصراع وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى حرب شاملة.
وشدد الجانبان على أن «هدف العدوان (الاسرائيلى على إيران) هو إفشال المفاوضات الخاصة بالملف النووي»، بحسب بيان مكتب الأعرجي.
يأتى ذلك بينما هددت كتائب حزب الله فى العراق، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة فى المنطقة فى حال تدخلت واشنطن عسكريا فى الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.