ما يحدث من حرب إسرائيل على معظم دول المنطقة لا يعنى سوى أنها تنفذ ما تعلنه من خطة سيطرة كاملة على الشرق الأوسط بحيث تتحكم فى كل دولة بالطريقة التى هاجمت بها إيران باتفاق مع أمريكا رغم أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية ما زالت قائمة لم يكن هدفها المفاعل النووى الإيرانى فقط وإنما رسالة إلى المنطقة كلها بأنها قادرة على الوصول إلى أى مكان فى المنطقة والى أى شخص أيّا كان موقعه أى أنها رسالة إرهاب وترويع لكل المنطقة.
لذا فإن من يقرأ ما يحدث فى المنطقة فى صور الهجوم الإسرائيلى على إيران الذى بدأ الجمعة الماضية يستطيع أن يقف على نقاط من أهمها: أن السلام الحقيقى ليس هدفاً أمريكياً أو إسرائيلياً فى المنطقة فالسلام كما يرونه هو اخضاع المنطقة كلها وإذلالها واستباحتها فى أى وقت واقتطاع ما تراه إسرائيل وأمريكا من أراضيها دون أن تجرؤ قوة على الرد على ذلك أى أن القوتين المعتديتين تسعيان إلى استسلام شعوب المنطقة تماماً والتصرف فى مقدراتها.
الملاجئ الحامية للمدنيين أصبحت ضرورة تعتمد عليها حتى تكاد خسائرها لا تكاد تذكر رغم قوة الصواريخ التى تصل إليها والتقارير تقول إن لديها ملاجئ تسع ثمانية ملايين فرد فى مقابل أن إسرائيل تعتمد على الايذاء فى المدنيين وسيلة للضغط على من تعتدى عليه والنماذج لا تكاد تحصى منذ عصابات الهاجناه قبل 1948م وحتى يوم الناس هذه.
كما تؤكد الحرب أن على دول المنطقة امتلاك أقصى ما تستطيع من قوة و التوسع فى الصناعات الحربية خاصة المحلية والرخيصة بحيث تستطيع تجديد ترسانتها وابتكار الجديد أثناء الحرب التى أصبحت تطول بما تقوم به أمريكا وأوروبا من تعويض إسرائيل بكل ما تخسره من عتاد، بل بكل جديد من أسلحة بدون سقف، وكذلك تعوضها عن خسائرها المادية.
تعلمنا التجربة أن أى تراجع أو تنازل أمام إسرائيل لا يعنى توقف إسرائيل واكتفاءها بما كانت تطالب به وإنما يعنى مزيداً من البغى والتجبر ونموذج جنوب لبنان وسوريا وكذلك مفاوضات غزة إسرائيل نماذج ساخنة لم تجف بعد.
تقول لنا الحرب أيضاً: إن المنطقة كلها تعيش حرب وجود وليس إسرائيل فإسرائيل تستطيع أن تعيش آمنة إن أرادت هذا ولكنها تسعى لاحتلال كل العالم العربى.
تقول أيضاً: إن أزمة إيران وكثير من دول المنطقة ليس قدراتها العسكرية سواء الصناعية أو مهارات الأفراد وإنما فى حالة الاختراق التى بدت واضحة على مدى زمن بعيد يؤكد أن العدو يعرف كل شىء عنها ولديه شبكة كبيرة من التجسس حتى جاء فى بعض التقارير أن أحد المسئولين عن محاربة التجسس فى إيران كان هو نفسه جاسوس .
أما رد الفعل الإيرانى على الهجوم الإسرائيلى سواء بالهجوم أو الدفاع فيقول: إن إيران تملك قدرات عسكرية هائلة استطاعت من خلالها إيذاء إسرائيل بشكل دفع إسرائيل التى تستهدف المدنيين إلى تحذير إيران من استهداف المدنيين لديها. والتحذير معناه أن إسرائيل تألمت من رد الفعل الإيرانى.