بعيداً عما يجرى الأن بين إيران وإسرائيل.. فإن الكثير من الأحداث السابقة قد جعلت المنطقة كلها ملتهبة.. ودعونا نبدأ بما حدث للعراق الذى تم جرجرته لغزو الكويت..ثم استبيحت أرضه بحجة امتلاكه للسلاح النووى.. وانتهى أمره لما نراه حالياً.. وأمامنا ما يحدث فى اليمن.. فأين اليمن الآن؟.. صراع داخلى متواصل منذ عدة سنوات ولا أحد يستطيع أن يتوقع متى سيتوقف هذا الصراع.. وإذا انتقلنا إلى ليبيا فحدث ولا حرج فقد كان الشعب الليبى من بين الشعوب التى خرجت فى إطار ثورات الربيع العربى.. ولكن ليبيا لم تعد حتى الأن.. وأيضاًً من الصعب التوقع متى ستعود.. وإذا تحدثنا عن السودان فبعد تقسيمها.. وإعلان استقلال جنوب السودان.. اشتعلت نيران الحرب ولا زالت مستمرة.. ولا أحد يعرف متى ينتهى هذا الصراع.. وأصبحت سوريا مستباحة من قبل إسرائيل التى استولت على الجزء المتبقى من هضبة الجولان واحتلت كثيراً من المناطق السورية.. وهكذا فإن معظم دول المنطقة شهدت تغيراً إما بالحرب الداخلية أو بتفجير الثورات.. ويوم الخميس الماضى قامت إسرائيل بتنفيذ واحدة من عملياتها العسكرية مستهدفة قادة إيران العسكريين.. وعددا من خبرائها وعلمائها ثم أهم الأهداف العسكرية الإيرانية الحيوية.. وكان إن بدأت إيران بعد 24 ساعة فى إطلاق عدد من الصواريخ البالستية على تل أبيب.. وإن كان أثرها محدوداً على تل أبيب.. هذا إلى جانب استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية وتحين كل طرف لفرصة مناسبة لالحاق أكبر الخسائر بالطرف الآخر.. كل هذا يحدث ولا تزال إسرئيل تمنع دخول أو وصول المساعدات إلى أهالينا فى غزة.. والقيادة المصرية تسعى للوصول إلى حل يوقف نزيف الدمار الذى تتعرض له غزة ومختلف المدن الفلسطينية.. واندلاع كل هذه الحروب يؤثر بلا شك على الاقتصاد العالمى.. ويساهم فى تباطؤ التنمية فى العديد من دول العالم أو القضاء على الكثير من فرص التنمية..
فى وسط هذا كله تقف مصر بصلابة وصمود تواجه التحديات حولها من كل اتجاه.. وتتصدى للمؤامرات والشباك التى تنصب حولها.. ولا تخضع لوعيد أو تهديد.. وتواصل البناء.. وتخوض معركة التنمية على كل أرضها.. وتمضى بخطوات جادة فى الإصلاح الاقتصادى.. وتقف صلبة أمام التآمر على قضية العرب الأولى.. القضية الفلسطينية.. ترفض التهجير منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى.. وعندما ترتفع وتيرة التهديد بالتهجير يزداد صوت مصر قوة.. رافضة هذا التهجير وداعية إلى إعادة تعمير غزة وسكانها على أرضها.. ولكن المؤامرات لا تتوقف وآخرها مؤامرة القافلة التى تهدف إلى اشاعة الفوضى فى مصر واتمام عملية التهجير للفلسطينيين من غزة.. ولكن كل هذا لن ينجح.. فمصر بالمرصاد لكل مؤامرة ولكل متآمر.
نتمنى الا تؤثر الحرب الإسرائيلية الإيرانية على حركة السياحة القادمة إلى مصر.. خاصة ونحن نستعد للافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير.. وما تتوقعه الأوساط السياحية من تحقيق رواج كبير للسياحة المصرية بعد هذا الافتتاح.
إن الصراع الدائر فى المنطقة سببه الأساسى إسرائيل والمساندة غير المحدودة من الولايات المتحدة الأمريكية.. التى تمدها بالمال والسلاح دون توقف.. ولا يلفت نظر أمريكا استمرار ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من قتل وتشريد بعد مواصلة إسرائيل تدمير غزة.. وعلى عكس تصريحات ترامب قبل فوزه فى الانتخابات الرئاسية بأنه سيوقف الحرب فى غزة.. والحرب الروسية – الأوكرانية.. فأن جميع الحروب مستمرة.. وأخيراً بدأت الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
إننا لا ننتظر من أمريكا غير مساندتها لإسرائيل ودعمها غير المحدود.. ورغم كل هذا الدعم.. ومع كل الدمار الذى تتسب فيه السياسة الإسرائيلية الغاشمة.. فلن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية الا بحل الدولتين.. وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وسيظل الشعب الفلسطينى متمسكا بأرضه لآخر طفل فلسطينى.. ولن يتمكن إرهاب النتنياهو من إبادة الشعب الفلسطينى.. ولن تتخلى مصر عن دورها فى مساندة القضية مهما طال امدها.. لانها مصر أم الدنيا.. صاحبة التاريخ والحاضر والمستقبل بإذن الله.. وتحيا مصر.