الشعب أنقذ الدولة عندما ثار
فى 30 يونيو وإنحاز إليه الجيش
عندما نقرأ التاريخ بهدوء وتركيز فى محاولة لفهم الحقيقة ومدى علاقة ما نشهده اليوم بتاريخنا الوطنى سوف نكتشف كيف استطاع الشعب المصرى تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات وتحويل «المحنة إلى فرصة» كما يقوّل دائماً الرئيس السيسى هكذا فعلا المصريين على مدار التاريخ وفيما يخص شهر يونيو سوف نكتشف انه شهد أحداثا وتطورات عظيمة وانتصارات باهرة، وشهد أيضا انتكاسات كبرى. بل يمكن القول بأن ما تطور إليه تاريخ مصر والدولة المصرية عبر عقود طويلة وما استقر عليه حال الدولة والمجتمع فى مصر اليوم هو نتاج لما جرى فى شهر يونيو على مدار التاريخ الحديث، والبداية مع خروج الشعب المصرى على بكرة أبيه كما يقولون ليتم تنصيب محمد على حاكما لمصر عام 1805 هذا الحاكم العبقرى الذى أسس مصر الحديثة برؤيته وإنجازاته المشهودة فى كل المجالات، وذلك عبر علمائه ونخبته لتدخل مصر عصر البناء الحديث وعصر الدولة المصرية القوية.
فى 18 يونيو عام 1953 تم إعلان الجمهورية فى مصر لتدخل عهداً جديداً فى تاريخها الطويل فى ظل حكم رجال ثورة يوليو. .كما تم توقيع معاهدة الجلاء التى أدت إلى انسحاب القوات البريطانية من مصر فى يونيو عام 1954
فى 18 يونيو عام 1956 رحل آخر جندى من جنود الاحتلال البريطانى عن أرض مصر تطبيقا لاتفاقية الجلاء التى تم توقيعها فى أكتوبر عام 1956، وخرجت بموجبها كل قوات الاحتلال، وليصبح 18 يونيو عيدا للجلاء فى مصر تحتفل به كل عام.
فى 25 يونيو عام 1956 أصبح جمال عبدالناصر رئيسا لمصر بعد الاستفتاء، ومع تولى عبدالناصر رئاسة الجمهورية دخلت مصر فى مرحلة التغيير التاريخية الكبرى على المستويات الداخلية والسياسات العربية والعالمية
لكن هذا لا ينفى ايضا نكسة يونيو عام 1967 والتى مازلت على قناعة بإنها كانت مؤامرة على مصر وشعبها «بمساعدة ودعم من بعض الدول الاقليمية وحضرتك اقرأ ما بين السطور « حقق معدلات تنمية شاملة مما أثار حفيظة الجميع اقليمياً ودولياً فحدثت المؤامرة فى الخامس من يونيو، وحدثت النكسة، وهذا فقط ما يتذكره الكارهون للدولة الوطنية التى أرساها الزعيم جمال عبد الناصر «وهذا نفس ما يقوم به الرئيس السيسى حاليا ولذلك ترى المؤامرات والتحديات لمقاومة مفهوم الدولة الوطنية» صحيح هذّه المؤامرة كسرت أحلاما وحطمت آمالا، ولكنها كانت نقطة تحول ليس فقط فى تاريخ مصر ولكن فى التاريخ العربى كله.
هنا نحتاج ان اتذكر ما حدث عقب إعلان الزعيم عبدالناصر بالتنحى عن الحكم وأنه يتحمل المسئولية الكاملة عما حدث فى الخامس من يونيو حيث كنت فى بداية المرحلة الإعدادية وخرجنا جميعا أطفالا وشباناً وفتياناً ورجالاً وشيوخاً نرفض التنحى فى مظاهرات غير مرتبة او منظمة من قبل نظام الحكم بل كانت تعبيراً حقيقياً عن رغبة الشعب المصرى باطيافه بعدم الاستسلام لما حدث والإصرار على مواجهة المؤامرة فى وجود عبد الناصر، وكان قد أكد لى أحد اصدقائى الدكتور رؤوف درويش الاستشارى الهندسى الكبير «متعه الله بالصحة والعافية « وكان عضوا فى منظمة الشباب وقت صدور قرار التنحى ان المنظمة اكتشفت خروج المواطنين فى الشوارع بمحافظات الجمهورية تطالب عبدالناصر بعدم التنحى، ورافضا الهزيمة ومصرا على محو آثارها، حتى كان النصر فى اكتوبر 1973.
فى 30 يونيو عام 2013 اندلعت الثورة الشعبية الكبرى التى قادت إلى إنهاء حكم الإخوان الإرهابيين وأنقذت الدولة المصرية من الضياع.
هذه أبرز الأحداث التاريخية الكبرى التى شهدتها مصر فى تاريخها الحديث والمعاصر ليس فقط تاريخ مصر وإنما فى تاريخ كل الدول والأمم، لا يمضى أبدا فى خط مستقيم، لا سلبا ولا إيجابا. خاصة إذا كنا على يقين بأن تاريخ أى دولة يحفل عادة بالانتصارات والإنجازات، وبالهزائم والانكسارات، كما يحفل عادة بالفخر والاعتزاز والأمل، لكن المهم فى النهاية أن تبقى الدولة الوطنية موجودة وأن تستجمع مصادر قوتها من أجل تحقيق هذا الهدف ومن أجل أن تتعدل مسيرة التاريخ بما يحفظ الدولة وقوة وتماسك المجتمع.
إذن الشعب هو الذى أنقذ الدولة المصرية وحمى كيان المجتمع عندما ثار فى 30 يونيو وهى الثورة التى انحاز إليها جيش مصر الوطنى.
وهذا هو درس التاريخ الأكبر الذى يمكن أن نستخلصه من كل التحولات والأحداث العاصفة الكبرى.. إن الشعب هو الذى يحمى ويحفظ كيان الدولة والمجتمع والرهان يجب أن يكون دائما على الشعب.