إعلان العصيان ضد قرارات الرئيس الأمريكى
هل يشعر الأمريكيون اليوم بالندم لانتخابهم دونالد ترامب رئيسًا؟!.. اعتقد لو تم طرح هذا السؤال فى استطلاع رأى عام داخل أمريكا لجاءت إجابة الأغلبية بـ «نعم» ولكن إيه يفيد الندم وترامب لم يزل فى سنة أولى رئاسة وهو ما يدفعنى للتساؤل كيف سيكون شكل أمريكا بعد مرور ثلاث سنوات على حكم ترامب..؟ فالرجل خلال خمسة اشهر فقط من حكمه أثار العديد من المشاكل والقضايا والانتقادات والاعتراضات ويمكن القول إن أمريكا لم تشهد منذ عقود رئيسا مثيرا للجدل مثل ترامب الذى بات خطرا على العالم بل وعلى أمريكا نفسها.
إن ما جرى ولم يزل يجرى فى مدينة لوس انجلوس «درة» ولاية كاليفورنيا من احتجاجات من السبب فيها؟ الرئيس ترامب نفسه احتجاجا على سياسات الهجرة وملاحقة المهاجرين وقد اشتعلت تلك الاحتجاجات أكثر بعد قرار ترامب إرسال قوات الحرس الوطنى إلى لوس انجلوس للتعامل مع المتظاهرين ما دفع جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا ليكتب على منصة إكس «لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب» معتبرا ما حدث «انتهاكًا خطيرًا لسيادة الولاية» وردا على تحريض ترامب على اعتقاله قال حاكم الولاية «رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دعا الى اعتقال حاكم ولاية وهو فى منصبه هذا يوم تمنيت ألا أراه أبدًا فى أمريكا إنها خطوة لا لبس فيها نحو الاستبداد».. وندد حاكم كاليفورنيا الذى ينتمى للحزب الديموقراطى بقرار نشر قوات من مشاة البحرية «المارينز» واصفا هذه الخطوة بـ«المتهورة وتنم عن عدم احترام لقواتنا والأمر لايتعلق بالسلامة العامة بل بإرضاء غرور رئيس ولايجوز نشر «المارينز» على الأراضى الأمريكية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق خيال مضطرب لرئيس دكتاتورى» وفى تصعيد جديد قام حاكم كاليفورنيا ومدعيها العام برفع دعوى قضائية ضد ترامب ووزير الدفاع لنشرهما الحرس الوطنى و«المارينز» فى لوس انجلوس ما يمثل انتهاكا لسيادة الولاية.
الخلاف بين ترامب وحاكم كاليفورنيا الحالى ليس الأول من نوعه حيث سبق وأعلنت ولاية كاليفورنيا العصيان على رسوم ترامب الجمركية وطالبت دول العالم باعفائها من أى رسوم جمركية انتقامية وأبدى حاكم الولاية استعداده لإقامة علاقات اقتصادية قوية مع جميع دول العالم وهذا العصيان دفع تحالفًا يضم 12 ولاية لإعلان العصيان أيضا وتقديم دعوى قضائية لوقف قرارات ترامب الجمركية وهو ماحدث بالفعل حيث أوقفت محكمة التجارة الدولية وهى محكمة فيدرالية الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب ما مثل ضربة موجعة لسياساته الاقتصادية.
مشكلة الرئيس ترامب أنه يريد تغيير أوضاع عاشت عليها أمريكا منذ نشأتها وكانت سببا فى تقدمها وازدهارها وأقصد هنا تعامل ترامب مع ملف المهاجرين شديد الحساسية الذى انفجرت قنبلته فى لوس انجلوس وامتد إلى ولايات اخرى..فهل يكون ترامب سببا فى فرط عقد الولايات الامريكية وانفصال بعضها أم أن أيام ترامب فى البيت الابيض باتت معدودة؟!