هناك قصص تُكتب وتُروى بدموع الصبر على صفحات «الجمهورية معاك»، لكنها لا تنتهى بالحزن، بل غالبًا ما تُختتم ببريق أمل، لأن هناك من يصغى بإخلاص، ويملك اليد التى تمتد لتُعين، وتُضمد، وتُعيد الحياة من جديد.
فى أحد الأيام نشرت الصفحة استغاثة من سيدة فقدت عائلها، ترعى ثلاثة أطفال فى منزل متهالك لا يقيهم برد الليل، كتبت كلماتها واثقة أن «الجمهورية» لن تخذلها، وأملت أن يصل صوتها إلى بيت الزكاة والصدقات المصري، يثقون فى نزاهته، ويشهدون له منذ سنوات بأنه بيت الرحمة والخير الحقيقي.
ولم يطل الانتظار، حتى تلقّت الجريدة اتصالًا من أحد ممثلى بيت الزكاة، يطلب بيانات الحالة، وكما هو العهد، بدأ فريق العمل فى إجراء بحث ميدانى شامل، لتبدأ رحلة دعم منتظم، وتم صرف إعانة شهرية مستمرة أعادت للأسرة إحساسها بالأمان والاستقرار، قالت السيدة وهى تبكى من الفرح: «لم أكن أصدق هذا الاهتمام الذى شعرت به أنا وأولادي… نعم السند والحنية».
يشرف على بيت الزكاة والصدقات المصرى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس الأمناء، الذى يتابع بنفسه آليات توزيع أموال الزكاة والصدقات فى وجوهها الشرعية، بدقة ومسئولية، لضمان وصولها إلى مستحقيها الحقيقيين.
ومن خلال هذه الرؤية النبيلة، نشأت علاقة متينة بين قراء «الجمهورية» وبيت الزكاة، علاقة تقوم على الثقة والإنصاف، وعلى تجارب دعم إنسانى حقيقي، تمتد إلى برامج دعم منتظمة وإعانات شهرية للحالات الأشد احتياجًا.
فى قصة أخرى مؤثرة، نشرت «الجمهورية معاك» مناشدة من سيدة خمسينية تعول ابنتها المريضة بالسرطان، بعدما تركها زوجها، لتتحمّل وحدها مسئولية الرعاية والمعيشة، لم تمضِ أيام حتى تواصل فريق بيت الزكاة معها، وبعد دراسة الحالة، تم توفير العلاج المكلف، بما فى ذلك 15 حقنة، يتجاوز ثمن الواحدة منها عشرات الآلاف.
تقول السيدة اليوم بعد أن عادت الحياة لوجهها: «أنا رجعت أضحك تاني بعد ما كنت فقدت الأمل.»
ما يميز بيت الزكاة أنه يقدم المساعدة ثم يتابع الحالة، ويراقب تطوراتها، ويستمر فى تقديم الدعم المنتظم إذا لزم الأمر، كل ذلك يتم تحت إشراف نخبة من المختصين والباحثين الاجتماعيين، وبتوجيه مباشر من فضيلة الإمام الأكبر، وبجهود فريق ميدانى يعمل كخلية نحل، مؤمن بأن كل قرش يُنفق يجب أن يذهب لمستحقه الحقيقي.
وأحيانًا تصلنا رسائل شكر من أصحاب القصص الذين تغيرت حياتهم بعد المساعدة، تقول إحدى الأمهات: «بيت الزكاة رجّع لينا الكرامة قبل الفلوس… إحنا متشالين على راسهم.»
أصبح المواطن يدرك جيدًا أن صوته إذا وصل إلى «الجمهورية»، فإن باب الخير سيفتح من بيت الزكاة، وأن الاستجابة لن تتأخر لان النداء صادقًا، والحاجة حقيقية.
العلاقة التى تربط قراء الجريدة ببيت الزكاة أصبحت نموذجًا للنجاح الإنسانى الحقيقي، حيث تجد الكلمة الصادقة من يصغى لها، ويجد النداء الصامت من يجيبه.
بيت الزكاة هو الذراع الرحيم الذى يسعى فى خدمة الإنسانية، وأن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قدّم نموذجًا يُحتذى به فى العمل الخيرى المنظم، الذى يجمع بين الشفافية، والانضباط، والرحمة، ليظل بيت الزكاة بيتًا لكل المصريين، لا يُغلق بابه أبدًا فى وجه من طرقه محتاجًا.
فشكرًا لهذا الكيان الذى يُعيد رسم البسمة على وجوه الآلاف، وشكرًا للإمام الأكبر الذى يزرع الخير بصمت، وشكرًا لقراء الجمهورية، لأنهم دائمًا يؤمنون بالكلمة حين تكون من القلب، ويصبرون حتى تأتى الاستجابة من الأيادى الرحيمة.