بعد حوالي عام من التحقيقات وجلسات المحاكمة.. أصدرت محكمة جنايات المحلة الكبري بمحافظة الغربية حكمها في قضية “السفاح” محمد الشرقاوي المتهم بالتخلص من والدته وشقيقيه وتقطيع جثثهم وحرقها داخل مسكن الأسرة.. وقضت بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا بعد أن ورد لهيئة المحكمة الرأي الشرعي لفضيلة المفتي بتأييد إعدامه علي جريمته الوحشية التي أرتكبها في حق الضحايا بلا رحمة أثناء نومهم لخلاف معهم علي الميراث.
صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر فاروق الدسوقي وعضوية المستشارين أحمد محمد عبد السلام ومحمد أبو بكر الصديق.. حيت استمعت المحكمة علي مدي عدة جلسات إلي طلبات دفاعة المنتدب من هيئة المحكمة بعد تخلي الجميع عنه لبشاعة جريمته الغير مسبوقة والتي انتفض لها المجتمع وهددت آمنه وسلامته.. وطالبت النيابة خلال مرافعتها بتوقيع أقصي عقوبة علية لما أرتكبه من جرم في حق أقرب الناس إليه وتنفيذة بفكر شيطاني دفعة لنهش لحم أسرته دون أن تهتز مشاعره متجاوزا بذلك كل القيم والأعراف الإنسانية بسبب الطمع الذي أعمي قلبة وعقله. وهو ما يستوجب القصاص العاجل منه ليكون عبرة لأمثاله.. الأمر الذي دفع رئيس المحكمة لوصفة بذئب بشري عصف بالإنسانية في أعرق مقدساتها متتبعا قانون الغاب بجريمته في حق أسرته والتي تجاوزت تصرفات وأفعال عتاة الإجرام وبلطجية الشوارع.. مؤكدا لة في النهاية امام غضب ودموع وأحزان الحاضرين لقد تخلصت منهم بلا رحمة والقانون لن يرحمك.

مذبحة عائلية
الجريمة البشعة التي اصابت الناس بالرعب والفزع وقعت بإحدي قري مركز قطور بمحافظة الغربية خامس أيام عيد الأضحي المبارك العام الماضي.. وتم الكشف عنها ببلاغ من الأهالي لرجال مباحث المركز بتصاعد أدخنة كثيفة ورائحة كريهة من داخل حظيرة ماشية ملحقة بأحد منازل البلدة واختفاء أهل البيت علي غير العادة وعدم استجابة اي منهم للرد عليهم وهو مايثير شكوكهم بتعرضهم لمكروه.. وفور وصول القوات عثر بالحظيرة على بقايا عظام وسط المخلفات المشتعلة يشتبه فى آدميتها وصاروخ كهربائى وسكاكين ملطخة بالدماء وهو مايؤكد وجود جريمة ومذبحة عائلية تبدو ملامحها أكثر وضوحا علي حوائط الغرف وأرضية المسكن ومحاولة الجاني الهارب التخلص من آثارها.. ليتجمع الأهالي بعد انتشار الخبر في غمضة عين بصرخات مدوية وهم في حالة ذعر و حزن شديد علي الضحايا لتتكشف الكارثة تباعا بعد الفحص والتحري.
فريق بحث
خلال ساعات توصلت جهود فريق البحث المشكل برئاسة اللواء محمود أبوعمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بمشاركة رجال البحث الجنائي بالمحافظة إلي تحديد شخصية المتهم بارتكاب المذبحه الصادمة لجميع الأهل والأقارب ويدعي محمد الشرقاوي “29 عاما ليسانس حقوق ” وهروبه بعد تنفيذها وأن الأشلاء الآدمية المعثور عليها خاصة بباقي أفراد اسرتة الثلاثة وهي لوالدته بدرية مقلد 55 عام وشقيقته أمنية الشرقاوى 28 عام حاصلة على ماجستير بكلية التربية النوعية وشقيقه الآخر محمود الشرقاوي 22 ليسانس آداب، وأنه تخلص منهم بجبروته وبتلك الطريقة انتقاما بعد أن ملأ الغل الحقد قلبه تجاههم لخلافات معهم علي الميراث واختفي بعدها خارج نطاق البلدة خوفا من ملاحقة أجهزة الأمن له.
ضبط السفاح
تأكد لرجال المباحث بعد الرصد والمتابعة لتحركات القاتل أنه هرب إلي محافظة كفر الشيخ محاولا الاختفاء في الزحام.. وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية والتنسيق مع مدير مباحث المحافظة أمكن تحديد مكان تواجده وضبطه بإحدى المزارع.. وبمواجهته إعترف بالتفاصيل الكاملة بكل برود وهدوء أعصاب معللا ذلك لوجود خلافات عائلية بينه وبين والدته وأشقائه حول الميراث وسوء معاملتهم له رغم أنه “الابن البكري زي مابيقولوا” وأكبر إخوته وهو مادفعه للتخطيط والثأر منهم جميعا وبدون اي تفاهم .. مشيرا إلي أنه فكر كثيرا ومرارا وتكرار في طريقه يشفي بها غليله ولم بكن امامة سوي القتل وهو الأمر الذي سيطر عليه لعدة ساعات وبإلحاح شديد ليقرر اخيرا وبفكر شيطاني التنفيذ متناسيا تعليمه الجامعي ودراسته للقانون .
اعترافات صادمة
قال المتهم أنه ليلة الحادث تربص لهم وظل يترقب تحركات الثلاثة حتى راحوا في نوم عميق ليتخلص منهم واحدًا بعد الآخر وبطعنات قاتلة بلا رحمة وبعد تمزيقهم الي أشلاء قام بتقطيعهم باستخدام “شنيور كهربائي ” قطعا صغيرة جمعها في النهاية داخل “حظيرة المواشي” وأشعل فيها النار بعد وضع وقود عليها في محاولة لإخفاء معالمها تماما ودون أن تهتز مشاعرة وقلبه الصخري الذي تحجر نحوهم جمعيا وخاصة أمه التي فقد معها كل إحساس بالأمان والدفء الأسري لأنه كان يشعر بان” دلالاها” دوما لشقيقيه وهو ماجعله يكره رؤيتهم ليصبحوا كابوسا يهدد حياته ولابد من الخلاص منهم والهرب حتى فوجيء اخيرا بضبطه .. تحرر محضرا باعترافات المتهم وقررت النيابة حبسة أربعة أيام علي ذمة التحقيقات جددها قاض المعارضات..
حكم رادع
وقد تابع المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا الكلية التحقيقات في الجريمة التي هزت الرأي العام وقرر إيداع المتهم مستشفي الأمراض النفسية بالعباسية لمدة 45 يومًا لبيان سلامة قواه العقلية وكانت المفاجأة في تقريرها بأنه يتمتع بالذكاء الشديد ومدرك لجميع مراحل وخطوات الجرائم التي نفذها ضد أفراد أسرته بثقة وثبات تام وبتخطيط مسبق، وهو مايتطابق مع اعتراف القاتل تفصيلياً أمام جهات التحقيق وعلي مدي ثماني ساعات متواصلة وتمثيل كامل للجريمة بمسرح الحادث أمام النيابة وفي حضور قوة الشرطة.. وفي النهاية وبعد اكتمال ملف التحقيقات وبكافة التقارير الفنية تم إحالته لمحكمة الجنايات بعدة اتهامات منها القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لينال عقابه بحكمها الرادع بإعدامه.