تبدأ غدًا واحدة من أهم المحطات الفاصلة فى حياة مئات الآلاف من طلاب الثانوية العامة.، امتحانات مصيرية يترقبها جميع الطلاب، أولياء الأمور المسئولون، والمجتمع بأسره. وفى هذا اليوم الحاسم، لا نحتاج إلى التوتر، بل إلى الهدوء والثقة، فهما مفتاحا النجاح الحقيقي.
رسالتى الأولى إلى أبنائنا الطلاب:
ثقوا بأنفسكم، فأنتم اجتهدتم وتعبتم واستعددتم جيدًا، وها قد حان وقت الحصاد. لا تجعلوا الخوف يسرق منكم التركيز، ولا تدعوا الشائعات تربك حساباتكم. ارفعوا شعار الهدوء، وادخلوا لجان الامتحان وأنتم موقنون أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
أما أولياء الأمور، فأرجوكم، التزموا منازلكم. تواجدكم أمام اللجان لا يمنح أبناءكم أمانًا، بل يصيبهم بالتوتر والقلق، فى ظل المشهد المكرر كل عام لأولياء الأمور المتجمهرين أمام المدارس ليس دعمًا نفسيًا كما يُعتقد، بل ضغط نفسى حقيقى يدفع الطلاب نحو التشتت وربما الخطأ، ثقوا بأبنائكم كما وثقتم بهم طوال عام كامل، وادعموهم من بعيد.
إلى السادة المحافظين:
توفير الهدوء مسئوليتكم خارج اللجان فى هذا اليوم، وأى فوضى أو ضوضاء أو تجاوزات هى خلل يُحاسب عليه كل مسئول فى موقعه، دعوا أبناءنا يؤدون امتحاناتهم فى بيئة آمنة ومستقرة، تليق بأهمية هذه المرحلة.
وللسادة المراقبين فى اللجان:
لا تهاون داخل اللجان تحت أى ظرف. الغش خيانة، والتساهل فى منعه ظلمٌ صريح فى حق المجتهدين، لا تجعلوا من الجادين ضحايا لتقاعس البعض، ولا تسمحوا بخرق القواعد التى تحمى مصداقية الامتحانات وعدالتها.
وأخيرًا إلى وزارة التربية والتعليم:
القانون واضح، وتنفيذه واجب. لا استثناءات، لا تهاون، لا تسويات. كل من يخالف يجب أن يُحاسب، وكل من يعبث بمنظومة الامتحانات يجب أن يرتدع. تلك هى رسالتكم، وتلك هى أمانتكم.
أذكر جيدًا، فى أيام زمان، كنا ننتظر النتيجة عبر أثير الراديو، وكانت لجان كاملة تُعلن فيها عبارة «لم ينجح أحد». لم تكن المسألة وقتها مرتبطة بالغش أو التساهل، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن عدالة لا تعرف مجاملة، ونظام يرفض التساهل مع من لا يستحق.
فلنعد إلى هذه الروح روح الجد، والانضباط، والمسئولية.. وغدًا، يبدأ طريق جديد، فلتبدأوه بالثقة، لا بالقلق.