رئيس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد
أكد د. على فؤاد مخيمر رئيس جمعية الإعجاز العلمى المتجدد أن قضايا الإعجاز من أهم قضايا النقاش على الساحة بين الرد والقبول.. وتكثر حولها الشبهات .. موضحا أنهم اختاروا مجال الإعجاز العلمى وسيلة للدعوة بعدما صارت لغة الدعوة الإنشائية غير مجدية مع المؤمنين بالحقائق العلمية فقط.. نافيا بصورة قطعية وجود تعارض بين القرآن والسنة والحقائق العلمية .
لماذا اخترتم الإعجاز العلمى وسيلة من وسائل الدعوة؟
الدعوة إلى الله لها وسائل متعددة، ولكن قطاعًا كبيرًا من الناس لا يفهم إلا لغة الأرقام والحقائق العلمية فى القرآن الكريم والسنة المطهرة، باعتبارهما وسيلة أهل عصر العلم والتقنية، بعدما فُتِن الناس بالعلم ومعطياته، ونبذوا الدين وراء ظهورهم، فلم تصبح وسيلة الخطاب الإنشائى مُقْنعة قدر الإعجاز العلمى فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا التقدم العلمى يظهر لنا كنوزًا كامنة وردت فى القرآن الكريم ولم تكن معروفة ، فالإعجاز العلمى خطاب إلى كل العقول فى أرقى صورها وأعلى درجات إدراكها، ومخاطبة الغرب بإعجاز القرآن الكريم بالإقناع العقلى وبما أظهرته البحوث العلمية الحديثة، حيث أصبح الدليل العلمى المادى وسيلة إقناع رئيسية، فهناك كثير من الآيات فى الآفاق والأنفس توافقت مع الحقائق العلمية الكونية الحديثة، وهذا ما أثبتته الهيئة العالمية للإعجاز العلمى بمكة فى لجانها العلمية المختلفة بأن أكثر من «1300 « آية تحتوى على حقائق علمية، والبحث مستمر فى إظهار ما هو كامن فى القرآن الكريم من حقائق كونية.
هل يعد القرآن الكريم مرجعًا علميًا؟
القرآن الكريم كتاب عبادة ومنهج، وليس مرجعًا علميًا، ولكن الله سبحانه وتعالى يشير فيه إلى معلومات علمية كثيرة فى عدد من الآيات، وهو ما يسمى بالإعجاز العلمى فى القرآن وهذا يشكل دليلا قاطعا على مقدرة الله العليم بكل شيء، فالقرآن معجزة فى ألفاظه وأسلوبه وبيانه ونَظْمِه وتشريعاته وأحكامه وما يحتوى من علوم ومعارف، فتحدى الأولين واللاحقين إلى يوم الدين، وخاطبهم بما يعلمون، بالحجة والبرهان والأدلة القاطعة فيما يعتقدون، وما يحترمون من العقل والتفكير والحوار، فالعلم والحقائق العلمية لغة يحترمها العقل ويمجدها، ولذا قال ربنا «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ».
هل هناك ضوابط معينة قبل الحديث عن الإعجاز؟
هناك ضوابط كثيرة ولا بد للباحث فى الإعجاز الالتزام بها حتى لا يضر النص ولا يقع فى حرج شرعي، من هذه الضوابط: الاعتماد على الحقائق العلمية الثابتة والتى حسمها العلم وأصبحت من الأمور القطعية المسلمة التى لا رجعة فيها، وعدم التكلف وتحوير مفاهيم الآيات للتوافق مع الحقيقة العلمية، كما يلزم الإلمام باللغة العربية ودلالة مفرداتها وقواعدها وأساليب التعبير فيها، وأسباب النزول والناسخ المنسوخ، والإلمام بما توصل إليه العلم، ومراعاة ضوابط احترام التخصص العلم، فقد انتهى زمن العلماء الموسوعيين، لأنه يستحيل على فرد واحد أن يخوض فى قضية الإعجاز من علم الأجنة إلى علوم الفلك والهندسة، كما يلزم التثبت من صحة الحديث النبوى قبل التعرض لإثبات جوانب الإعجاز العلمى فيه.
ما ردك على منكرى قضية الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة؟
أصدرت كتابًا بعنوان «الإيجاز فى الرد على منكرى الإعجاز فى خلق الإنسان.. شبهات وردود»، تضمن براهين على استحالة وقوع التناقض بين صحيح المنقول وصريح المعقول وأن النصوص القطعية فى ميدان الدين يستحيل أن يوجد ما يكذبها فى ميدان العلم الحديث؛ فلا توجد حقيقة علمية ثابتة يقينية تناقض صحيح ما جاء به الإسلام، وهو ما يمثل عظمة الإسلام الذى تحدى خصومه أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو يقفوا على مأخذ أو مطعن أو اختلاف، وقد عجزت البشرية فى هذا التحدى وفى كل مرة ينتصر الإسلام، وهناك البعض لا يزالون يشككون فى صحة الحقائق العلمية التى جاء بها الإسلام، وهو ما يبرز الحاجة إلى نفى هذه الظنون وتجلية الشكوك.
كيف نهجك فى الرد على منكرى الإعجاز؟
بعض مدعى العلم، والمعرفة من المسلمين أشد عداوة للإسلام من المستشرقين والمبشرين؛ فإذا بدا شيء من تعارض نص القرآن مع حقائق عليمة، فإن هناك خطأ وتزوير فيما نسب للدين أو فيما نسب للعلم أو قصور فى الفهم لدى من يزعم هذا الأمر، فالحقيقة والقاعدة الثابتة أنه لا يوجد تعارض البتة بين صحيح المنقول وصريح المعقول مما انتهى إليه العلم فالدين الإسلامى والعلم يتصادقان ولا يتناقضان.