لم أستغرب المساندة الأمريكية للابادة الجماعية والتجويع لاهل قطاع غزة الذى تجلى باستخدام حق النقد المعروف بالفيتو الأمريكى ضد مشروع قرار عرض على مجلس الأمن يوم 4 يونيو الجارى لوقف إطلاق النار فى غزة ورغم تصاعد الدعوات الاوروبية لوقف القتال هناك لتدهور الاوضاع الانسانية رغم موافقه 14 عضواً بالمجلس على مشروع وقف اطلاق النار إلا أنه تحطم على صخرة الاعتراض الأمريكى.
حصار غزة الذى بدأ منذ عام 2007 أدى إلى قيام العديد من التحالفات على رأسها تحالف أسطول الحرية الذى يهدف لكسر الحصار وكانت السفينة مادلين رقم 36 ضمن هذا التحالف وحملت على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة وبعض المساعدات الانسانية من غذاء ومواد إغاثية ودواء وألبان أطفال ومعدات طبية ولكن تم اختطافها من جانب قوات بحرية الاحتلال فجر الاثنين الماضى.
تلك إشارة رمزية لاستمرار تمسك دول العالم بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير مصيرة ورفضه للاحتلال وتمسكه بارضه وصموده علبها رغم كل ما يتعرض له من حرب ابادة باعتراف شعوب أوربا والدليل استمرار المظاهرات فى شوارع العديد من دول أوروبا تطالب حكوماتها بوقف الدعم لدولة الاحتلال بكافة اشكاله.
ثم الإعلان عن مؤسسة غزة الإنسانية الممولة عن طريق جهاز الموساد الصهيونى والتى يعمل بها مرتزقة أمريكيون كانوا اعضاء فى الجيش الأمريكى المخابرات الأمريكية ونظرا للتحفظ على اسلوب عملها المقرر أدى لإستقالة رئيسها ولكن هذا لم يمنع من إقامة المؤسسة أربعة مقرات لتوزيع المعونة فى جنوب القطاع لجذب الفلسطينيين نحو الحدود المصرية فى حركة خبيثة من اجل إجبارهم على التهجير باتجاه الحدود المصرية وفى كل محاولة لتوزيع المعونة تنتهى بإطلاق النار على الفلسطينيين وقتل وإصابة اعداد كبيرة منهم.
انتقدت الأمم المتحدة هذا الاسلوب ووصفته بالمذلة والقاتل واتباع سياسة تجميع سكان غزة بحجة استهداف المقاومة الفلسطينية رغم أن الأمم المتحدة وصفت الوضع فى غزة الذى يدمى القلوب وعسكرة توزيع المساعدات الانسانية والاغاثية عبر الشركة الامنية المرتبطة بالكيان وجيش الاحتلال ياتى تنفيذا لمخططات العدو لإلغاء دور المنظمات الدولية والمؤسسات الدولية الانسانية التابعة للأمم المتحدة من أجل إسقاط حق اللاجئين فى العودة ورغم المحاولات التى تسعى من خلالها العديد من الدول لانهاء هذا الوضع المزرى للإنسانية فى غزة نجد إسرائيل مستمرة فى تنفيذ خطة ممنهجة لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين الذين يغرونهم بتوزيع المعونات الغذائية عبر أحد المخارج التى وضعتها الشركة عبر الموساد والمرتزقة الأمريكيين.
احتج عدد من دول العالم على ما تقوم به إسرائيل وما يحدث والذى يشكل جريمة حرب لأنه وضع الفلسطينى أمام خيارات سوداء الموت جوعاً او المجازفة بالتعرض للقتل بحثا عن الغذاء مما يؤكد على طبيعة العدو الفاشية الذى يستخدم الجوع والقصف للقتل والتهجير من خلال الآلية الإسرائيلية الامريكية لتوزيع المساعدات.
ولكن الاعتراضات من قبل الشعوب بدأت تتوالى فنجد مجموعة بوسطن الاستشارية التى شاركت فى تاسيس صندوق إغاثة غزة جى اتش اف GFH أنهى التعامل مع شركة المساعدات الامريكية وسحبت موظفيها من تل أبيب بحجة صعوبة العمل واعتراضها على منهجه واستقال جيك وود لصعوبة تنفيذ البرنامج مع الحفاظ على المبادئ الإنسانية والحياد بجانب اتهام حكومه الآحتلال بحصر سكان قطاع غزة فى ثلاث مناطق تمهيدا لتهجيرهم بحجة تأمين الغذاء.. ما تقوم به قوات الاحتلال بمساندة أمريكية واضحة يعتبر فى نظر كل العالم المتمسك بإنسانيته هى حرب ابادة باستخدام التجويع سلاحاً فى هذه الحرب.