ما يحدث فى غزه هذه الأيام.. لفت انتباهى إلى الشخصية اليهودية.. كيف تجرد الإسرائيلى من انسانيته.. ما كل هذه القسوة التى تسيطر على سلوكه.. كيف غابت عن قلوبهم الرحمة.. كيف يتفننون فى إبادة شعب كامل.. ليس فقط بقتلهم.. إنما تجويعهم لدرجة الموت.. ومنع العلاج والدواء عنهم.. بهدم جميع المستشفيات.. ومنع الطعام والوقود.. ما نوع هذه الشخصية الإسرائيلية.. ذهبت مسرعاً إلى العالم والباحث الكبير د. جمال حمدان.. إلى كتبه.. فهو أعظم من كتب وحلل وتغلغل وكشف الشخصية اليهودية.. ومعه المفكر الكبير د.عبدالوهاب المسيرى.. أتوقف هذه المرة أمام ما كتبه د. جمال حمدان.. لنعرف حقيقة تكوين الفكر اليهودى وهذه القسوة المسيطرة عليهم.. يقول جمال حمدان فى كتابه الرائع «اليهود» الذى اصدره فى منتصف الستينيات.. كتب مقدمته د. عبدالوهاب المسيرى فى حوالى 50 صفحة لتكون أطول مقدمة فى عالم الكتب.. وهو كتاب بالغ الأهمية.. فالقضية الفلسطينية تكتسب أهمية خاصة.. وبالتبعية اليهود باعتبارهم المادة البشرية الوافدة إلى فلسطين.. ويؤكد جمال حمدان.. عن طريق الدراسة العلمية الموثقة.. أن اليهود ليسوا شعباً واحداً.. يقول جمال حمدان: إن ربع الشعب اليهودى فقط قرر الاستيطان فى فلسطين.. البداية كانت عام 1882 بعدد 24 ألف يهودى.. أخذوا يتسربوا.. حتى أصبحوا 3 ملايين و510 آلاف يهودى عام 1985.. ويقول د. جمال حمدان إنه فى حوالى عام 1800 قبل الميلاد.. هاجر سيدنا إبراهيم وقومه إلى حوران ومنها إلى فلسطين.. وفى فلسطين يولد له إسحق.. ومن إسحق يولد يعقوب.. ومن أبناء يعقوب الاثنى عشر.. تتكون 12 قبيلة.. وأطلق على اليهود.. إسرائيل.. وهو الاسم البديل لسيدنا يعقوب.. واليهودية أصلا ترجع إلى يهودا.. أحد أبناء يعقوب عليه السلام.. وأطلق على الإسرائيليين جميعا.. اليهود.. وأن أول من أقام فى فلسطين.. حام بن سيدنا نوح.. ولكن التاريخ يؤكد أن الفلسطينيين.. استقروا فى فلسطين منذ عام 1200 قبل الميلاد.. أيام حروب طروادة.. ومنحوا فلسطين اسمهم.. وهنا يكشف لنا جمال حمدان.. حقيقة الشخصية اليهودية قائلا: إن تاريخ اليهود.. كان فى ذلك الوقت تاريخًا دمويًا.. لا أخلاقيًا.. يدور حول الحرب والغزو.. وكانت دائما الهزائم من نصيبهم على يد الفلسطينيين أقوى أعدائهم.. ويجئ القرن 17 قبل الميلاد.. أى بعد 150 سنة فقط من هجرة إبراهيم إلى فلسطين.. حيث يهاجر يعقوب وأولاده الى مصر.. بسبب القحط «المجاعة» المعروفة.. واستقروا فى الشرقية.. إلى أن خرج منهم سيدنا موسى «من الجيل السابع بعد إبراهيم» .. حوالى 1300 ق.م وذلك هربا من اضطهاد فرعون «رمسيس الثاني».. ويرفض اليهود الذين بلغ عددهم 60 ألف نسمة.. العودة إلى أرض كنعان «فلسطين».. خوفا من الكنعانيين العمالقة.. وكان عقابهم التيه فى سيناء 40 سنة.. وفى عام 1000 ق.م.. وحد سيدنا داوود قبائل إسرائيل الاثنى عشر.. ووسع وأسس داوود مملكة إسرائيل.. واتخذ من يبوس عاصمة لها وأصبح اسمها أورشليم أى مدينة السلام.. وانقسمت إسرائيل بعد سليمان صاحب الهيكل إلى مملكتين.. ولكن تم القضاء نهائيا على المملكتين.. وتم تدمير أورشليم والهيكل عام 586 ق.م.. على يد سيرجون الآشوريون بوخنتنصر البابلى.. وبذلك زالت إلى الأبد دولة اليهود فى فلسطين.. وبذلك تصبح كل إقامة اليهود فى فلسطين فقط ستة قرون من 1200 ق.م حتى 586 ق م.. ويجئ الرومان.. ويحرموا على اليهود.. دخول القدس نهائيا.. بل وطردوهم من فلسطين.. من هنا تنتهى علاقة اليهود بفلسطين سياسيًا وسكانيًا.. حيث كان عددهم 40 ألفاً فقط.. أتوقف هنا.. لنعرف أن تاريخ اليهود.. قبل عصر التوراة وبعده تاريخ دموى حربى.. عبارة عن غزو وعدوان.. يتصف بالشراسة والعنف والدموية.. وأحيانا تحقق أغراضها بوسائل ملتوية وبالمكر والخديعة.. ويهاجر ربع مليون يهودى إلى أمريكا.. ومثلهم إلى روسيا وبولندا.. والنمسا وألمانيا والمجر ورومانيا وكندا وفرنسا وإنجلترا.. وينصب هتلر الهولوكست.. ليحرق 4 ملايين يهودى بالغاز.. ويجئ غزو فلسطين وطرد عرب فلسطين.. وصنع إسرائيل.. إذن نحن أمام الشخصية اليهودية التى لا تعرف سوى العنف والقتل والتدمير والإبادة.. بالإضافة إلى ديانتهم اليهودية المغلقة.. كما يدعون.. أى مقصورة عليهم فقط.. وهو ما يمثل عنصرية غاشمة.. وهذا سر قسوتهم وجبروتهم.. أدعو معى: اللهم عليك باليهود الملاعين.. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.