بداية أرفض مصطلح جماعات الإسلام السياسي.. وأفضل مصطلح خوارج العصر أو الميليشيات والجماعات الإرهابية.. أو المرتزقة.. أو الأدوات الوظيفية فى أيدى أعداء الأمة لأنه لا يليق أن تربط الإسلام دين السماحة والوسطية والبناء والسلام بجماعات تتاجر بالدين وتعمل على هدم وتشويه مقاصد ومبادئ وصورة الإسلام لصالح أعدائه.. لكننى أطرح سؤالاً مهماً للغاية ماذا جنت الأمة العربية والإسلامية من وراء هذه الجماعات والميليشيات خاصة منذ أن أسس حسن البنا جماعة الإخوان الإرهابية كأداة فى يد المستعمر الإنجليزى الذى غرس هذا الكيان السرطانى الخبيث فى جسد الأمة المصرية.. ثم انتشر فى جسد الأمة العربية والإسلامية.. وهل ربح الإسلام من وراء هذه الجماعات وهل استفاد العرب من هذه الميليشيات التى تتاجر بالدين وتزعم الحديث باسمه وهل استفادت القضية الفلسطينية وهل تم تحرير القدس والمسجد الأقصي؟.. وكيف ساهمت هذه الجماعات والميليشيات فى نشر الخراب والدمار والإرهاب وإشاعة الفوضى وإسقاط الدول؟.. والسؤال المهم لحساب من تعمل هذه الجماعات والميليشيات الإرهابية بدلائل ومعطيات الواقع؟.. ولماذا صنعت أمريكا هذه الميليشيات؟.. وما الأهداف التى تسعى وراءها وما علاقة خوارج العصر بالمخطط «الصهيو- أمريكي»؟
الحقيقة ان تجار الدين أساءوا للإسلام وشوهوا صورته ورسموا له صورة ذهنية له بالعنف والقتل والإرهاب والدمار والخراب.. وهو ما ترسخ فى قطاعات ومجتمعات غربية كثيرة بعيداً عن جوهر الدين.. الذى يدعو إلى التعايش والبناء والسلام واحترام حياة وأرواح الناس لكن الأخطر من ذلك ان هذه الجماعات والميليشيات الإرهابية من العصابات والمرتزقة الذين يتاجرون بالإسلام وبطبيعة الحال فإن جماعة الإخوان الإرهابية هى الرحم الخبيث التى خرجت منه جميع هذه الجماعات والميليشيات ارتبطت بالخيانة والعمالة لصالح القوى المعادية للإسلام نفسه.. ويثبت الواقع الذى نعيشه وما ترتكبه هذه الجماعة الإرهابية من محاولات لتدمير وإسقاط الدول العربية والإسلامية لخدمة المخططات «الأمريكية والصهيونية» أنها مجرد أدوات وجماعات وظيفية تنفذ تعليمات وأهداف قوى الشر.
الحديث عن جماعات الإخوان والنصرة وداعش يشير إلى انه جرى صناعتها وإلباسها رداء الدين لخداع الناس والشباب وتجنيدهم والتغرير بهم.. كما أن جماعة الإخوان من أهدافها الخبيثة محاولة تغيير هوية المجتمعات العربية وفى القلب منها المجتمع المصرى من خلال تزييف الوعى وغرس روح التعصب والحقد والانقسام والفرقة والفتن.. وكلما دخل الإخوان بلدة أو دولة أو وطناً إلا وجعلوا أهله وشعبه فرقاً وشيعاً وطوائف.. فالجماعة لا تعترف بفكرة وعقيدة الوطن والوطنية والأرض ويعتبرونها حفنة من التراب ولا يضعون للحدود أى اعتبار.. مجرد أصوات وظواهر تتاجر بكل شيء بالدين بالوطنية.. بالإنسانية لا يتورعون فى ارتكاب أى جريمة أو حقارة كذب وتضليل وخداع وتآمر على الأوطان وارتماء فى أحضان أعداء الأمة.. منذ يناير 2011 تعانى جماعة الإخوان وأذنابها من حالة انكشاف تاريخية وظهرت على حقيقتها وسقطت عن وجهها القبيح أقنعة الزيف وقادت مخطط الفوضى فى عدد من الدول العربية.. منها دول سقطت بالفعل وضاعت فى غياب التفكك وسقوط الدولة الوطنية ومؤسساتها وعاثت هذه الجماعات والميليشيات فى هذه الدول فساداً وإرهاباً وقتلاً وسرقة لموارد ومقدرات هذه الدول.. ومن أهم كبائر وجرائم جماعة الإخوان الإرهابية ودورها الخبيث هو تمهيد الأرض والأجواء بالاضعاف والإسقاط والفوضى والاجهاز على مؤسسات الدول لمصلحة «قوى الشر» وأطراف المخطط «الصهيو- أمريكي» وهو نوع من الحروب بالوكالة وتستطيع أن ترصد ذلك جيداً فى الدول التى سقطت ومن ضحايا مؤامرة يناير 2011.. لكن تبقى مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من هذه المؤامرة بفضل بطولة وشرف ووطنية جيشها العظيم.. ثم يتخلص المصريون من جماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة عظيمة فى 30 يونيو 2013 لاستئصال السرطان الإخواني.. عندما خرج الشعب بالملايين مطالباً بعزل الجماعة الإرهابية وحكمها الفاشى العميل وأطلق المصريون النداء لجيشهم العظيم ولبى قائده الوطنى الشريف الفريق أول عبدالفتاح السيسى نداء الوطن وحمى إرادة الشعب وأنقذها وتصدى جيش مصر لجرائم وإرهاب الإخوان المجرمين.
هناك لقطة مهمة تكشف خيانة الإخوان المجرمين منذ 2011 قادت الميليشيات الإرهابية بقيادة جماعة الإخوان المؤامرة على سيناء وإشاعة الإرهاب واستهداف مؤسسات الدولة وجيشها وشرطتها فى محاولة لإضعاف الدولة المصرية والسيطرة على سيناء.. والسؤال لماذا؟ والسؤال الثانى لماذا لم تتجه عمليات وجرائم الميليشيات المسلحة لهذه الجماعات صوب دولة الكيان الصهيونى التى تحتل أرض فلسطين وفى قبضتها القدس والمسجد الأقصى لتحريره من أيدى الصهاينة؟.. ولماذا تركز إرهاب الإخوان المجرمين صوب الجيش المصرى العظيم والشرطة الوطنية فى سيناء رغم أنهم يرفعون شعارات الإسلام؟.. هذا من ناحية وفى المشهد الحالى الذى تعيشه المنطقة والقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والمجاهرة بمخطط التهجير علانية والطلب من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين فى غزة والضفة.. الحقيقة ان الهدف فى الحالتين واحد سواء فيما تعرضت له سيناء بقيادة الجماعة الإرهابية من استهداف وعمليات إجرامية لأن الهدف إضعاف سيطرة الدولة المصرية على سيناء وبالتالى يسهل تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية وهو الأمر الذى أجهضته الدولة وجيشها.. ولعلنا نتذكر ما قاله الإرهابى محمد البلتاجى فى اعتصام رابعة المسلح: «ان هذا الذى يحدث فى سيناء سيتوقف عندما يعود الرئيس محمد مرسى إلى قصر الاتحادية» وهو ما يؤكد أن الإرهاب فى سيناء كان بقيادة جماعة الإخوان الإرهابية وإنها وراء الجرائم التى ارتكبت فى حق أبطالنا من الجيش والشرطة.. وكان الهدف هو تنفيذ المخطط «الصهيو- أمريكي» فى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.