«لا أخطط للتحدث معه فى أى وقت قريب، لديَّ أشياء أخرى أقوم بها وليس لديَّ نية للتواصل معه، خاصة أنه لم يحترم منصب الرئاسة وهذا أمر سيئ».
بهذه الكلمات وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب علاقته بصديقه الأغنى الملياردير، «إيلون ماسك» الرئيس التنفيذى لتسلا معلنا انتهاء «شهور العسل» بينهما.. إن صح التعبير.. فمن كان يتوقع أو يتصور أن تصل الأمور بين الصديقين الأشهر فى العالم إلى هذه الحالة خلال بضعة شهور؟!.
يرى المراقبون والمحللون السياسيون أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة فى علاقات ترامب وماسك عندما انتقد الأخير مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذى طرحه الرئيس الأمريكي.
ووصف ماسك مشروع القانون بأنه «شر مقيت» وسيزيد من العجز الاتحادي، وكتب فى منشور علي منصة إكس «أنا آسف، ولكننى لم أعد أتحمل ذلك.. مشروع قانون الإنفاق الهائل والفظيع فى الكونجرس هو شر مقيت».
أضاف: «سيزيد مشروع القانون عجز الميزانية الهائل أصلا إلى 2.5 تريليون دولار(!!!) ويثقل كاهل المواطنين الأمريكيين بديون لا يمكن تحملها»، ولعل المظاهرات التى اندلعت مؤخرا فى عدة ولايات ومدن أمريكية خير دليل على ما ذهب إليه ماسك.
وردا على انتقادات ماسك لقانون الإنفاق المدعوم من الحزب الجمهورى قال ترامب: إنه يشعر «بخيبة أمل»، موضحا أنه كانت تربطه وإيلون علاقة رائعة لا يعرف إذا ما كانا سيظلان كذلك بعد الآن»؟!.
ترامب هدد بـإنهاء العقود الحكومية الممنوحة لماسك، وقال فى منشور على منصة «تروث سوشيال»: «أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات من ميزانيتنا هى إلغاء الدعم الحكومى والعقود الممنوحة لإيلون».
وأضاف: «كنت أستغرب لماذا لم يفعل جو بايدن ذلك.. إيلون كان يفقد مكانته، وقلت له إن يرحل.. لقد ألغيت اللوائح التى كانت تُجبر الناس على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد، وكان يعلم ذلك منذ شهور، لكنه جنّ جنونه فى حينها».
وجاء الرد سريعا من ماسك، الذى أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم ترامب وجمهوريين آخرين فى انتخابات العام الماضي، وكتب على إكس «لولاى لخسر ترامب الانتخابات»!!
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد حيث تصاعدت حدة الخلاف بين الرجلين حيث دخل ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، على خط الأزمة داعيا إلى فتح تحقيق فى الوضع القانونى لماسك وترحيله فورا، مؤكدا أنه يعتقد اعتقادا راسخا أن ماسك مهاجر غير شرعى ويجب ترحيله من البلاد، فهناك تقارير تفيد بأنه عمل بشكل غير قانونى فى الولايات المتحدة قبل حصوله على الجنسية، علاوة على وجود مزاعم تكشف تعاطيه لمخدر «الكيتامين»، الأمر الذى يستوجب تحقيقا فيدراليا»!.
كشف بانون أن ترامب منحه دعما غير مسبوق، لكن ماسك «انقلب عليه»، مضيفا «هذا شخص سيئ وغير كفء، لذلك يجب الحذر منه».
فى المقابل، ألمح ماسك إلى تأسيس حزب سياسى ثالث «يمثل 80 ٪ من الطبقة المتوسطة»، مطالبا بعزل ترامب وتولى نائبه «جيه ديفانس» المنصب بدلا منه!!
الخلاف بين ترامب وماسك تسبب فى العديد من التداعيات المباشرة وغير المباشرة، فبعد ساعات قليلة من التصعيد بينهما اختتم سهم شركة «تسلا» المملوكة لماسك تداولات البورصة على انخفاض بأكثر من 14 ٪، لتخسر الشركة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية فى أكبر هبوط فى قيمتها فى يوم واحد على مدى تاريخها، وإن كانت عوضت بعضا من خسائرها فى تعاملات لاحقة، وارتفعت الأسهم بنسبة 5 ٪ بعد تقارير مبكرة أفادت بأن الرجلين من المقرر أن يتحدثا.
ويرى مراقبون بأن تداعيات الخلاف بين أغنى شخص فى العالم ورئيس أقوى دولة فى العالم، قد تكون كبيرة إذ يمكن أن تقلص الرصيد السياسى لترامب فى حين قد يخسر ماسك عقودا حكومية ضخمة.
وحتى كتابة هذه السطور يرى المراقبون أن العلاقة بينهما وصلت إلى نقطة «اللا عودة» وأنه ليس من الواضح كيف يمكن إصلاح العلاقة المتوترة بينهما، يأتى ذلك فى الوقت الذى علق فيه مستشار ترامب التجارى بيتر نافارو، الذى كان ماسك وصفه بأنه «أكثر غباء من «كيس الطوب» خلال جدل حول التعريفات الجمركية قائلا: إن «مدة صلاحية» ماسك «قد انتهت»!!