أحداث كثيرة تحتويها الذاكرة عن العام الذى عاشته مصر فى ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية.. نستعيد بعضها ونحن نقترب من الثلاثين من يونيو.. ثورة شعب مصر فى عام 2013.. التى أنهت حكم الإخوان لمصر.. وأعادت لمصر هويتها.. ونعود بالذاكرة إلى قليل من كثير ارتكبته هذه الجماعة الإرهابية فى حق مصر خلال عامها الأسود.. ولا تنسى هذه الذاكرة أيضا الكثير مما ارتكبته هذه الجماعة من إرهاب اجتاح كل مصر.. بعد ان استطاع الشعب ان يستعيد الوطن من براثن هذه الجماعة التى لا تعرف وطنا.. ولا تعرف انتماء.
ولعل قطاع السياحة كان واحدا من قطاعات عديدة نالها الكثير من الأذى والعدوان.. من جماعة الإخوان.. ويأتى فى مقدمتها القضاء والإعلام والتعليم.. بل كل مناحى الحياة فى مصر التى تسارعت خطى هذه الجماعة محاولة صبغها بصبغة إخوانية.. وإجراء عمليات التمكين بسرعة فى مختلف المناصب.. وظهرت على السطح الخلايا النائمة.. وأصبح معتادا ان يفاجئنا البعض بإطلاق لحاهم إما اظهارا لولائهم.. أو اظهارا لحقيقتهم التى كانوا يخفونها.
وكنا نعجب ونحن نشهد جانبا من اجتماعاتهم التى عقدوها لرجال السياحة.. يبشرون فيها بخططهم الجديدة بايقاف سياحة الشواطئ.. كأول خطوة فى تغيير هذه الصناعة طبقا لتصورهم.. وفى هذه الاجتماعات رأينا العجب وسمعنا ما هو أعجب.. من شخصيات كانت كأنها خارجة من القبور.. لا ترى العالم حولها ولا تعرف ما تتكلم عنه.. وتريد ان تنفذ ما تتصوره هى.
وكانت هذه الاجتماعات تقدم من جانبهم أشخاصا خرجوا من السجون بعد عفو مرسى عنهم.. وعليك ان تستمع إلى هؤلاء وهم يتحدثون عن تصورهم للسياحة.. وكان يجلس إلى جوارى فى أحد هذه الاجتماعات أحد المشاركين فى قتل الدكتور رفعت المحجوب رحمه الله.. وهو الحادث الذى هز مصر فى أكتوبر عام 1990.. وقد وقع فى وقت كنا نشارك فيه فى مؤتمر سياحى دولى فى ألمانيا.. فأفسد على الوفد المصرى مشاركته.. وأظهر عدم استقرار مصر.. باغتيال الشخصية الثانية فى مصر طبقا للبروتوكول.. وهى أمور كنا كثيرا ما نعانيها مع الإرهاب.. الذى كان يختار ضرباته للسياحة حين يكون هناك مؤتمر سياحى دولى تشارك فيه مصر.. وهو ما حدث فى المرات التى ضرب الارهاب فيها السياحة مباشرة منذ عام 1992..
>>>
مع التوجه الجديد لهذه الجماعة الإرهابية ضد السياحة.. بدأ منظمو الرحلات العالميون يتساءلون.. عن مصير استثماراتهم فى المقصد السياحى المصرى.. بل عن مصير السياحة المصرية كلها؟..
وتصاعدت أسئلة كثيرة عندما فرغت الجماعة عددا من نشطائها لكى يبشروا السياحة والسياحيين بأنه ليس أمامهم وقت كثير حتى يتوقفوا عن كثير من ألوان السياحة وعلى رأسها سياحة الشواطئ.. وهى التى كانت ومازالت تشكل الجانب الأكبر من السياحة الوافدة إلى مصر.. وكان البعض منهم يزداد كرما بمنح السياحيين مهلة خمس سنوات ليتوقفوا عن هذه السياحة.
>>>
ولكن الطامة الكبرى جاءت مع تعيين محافظ إرهابى «محافظا للأقصر».. وكان واحدا من الجماعة التى قامت بمذبحة الأقصر عام 1997.. فكان هذا ضربة قاصمة للسياحة.. وأحدث هذا التعيين دويا عالميا هائلا فى الأوساط السياحية العالمية.. وأعاد التذكير بمذبحة الأقصر التى لا نريد لأحد أن يتذكرها.. وبدأ العالم السياحى يتساءل مصر إلى أين؟.. ونذكر للوزير هشام زعزوع استقالته من منصبه بعد هذا التعيين.. وما أحدثه من دوى سلبى فى العالم كله.
ولكن أبناء الأقصر الشرفاء كان لهم رأى آخر.. فى هذا المحافظ الذى أرادت الجماعة فرضه عليهم فى إطار التمكين لرجالها من كل مفاصل الحكم فى مصر.. رفض أبناء الأقصر المحافظ الجديد.. وأعلنوا أنهم لن يقبلوا بإرهابى محافظا لأشهر مدن الآثار فى العالم.. وتوعدوه أن يحاول أن يأت إلى مدينتهم.. وبالفعل لم يستطع المحافظ الإرهابى أن يتوجه الى الأقصر.. وقام أبناء الأقصر بغلق أبواب المحافظة بالسلاسل والجنازير.. متوعدينه ان جاء إلى الأقصر.. فانه لن يستطيع أن يبقى فيها لحظة..
وكانت هذه الواقعة هى واحدة من أسوأ ما واجهته السياحة فى عهد الإخوان.. والتى جعلت كل منظمى الرحلات العالميين يتساءلون عن مصير السياحة فى مصر.. بل ترتفع نبرة التساؤلات والقلق عما كانت عليه بما يصلهم من أنباء عما ستفرضه الجماعة الإرهابية من قيود على السياحة المصرية..
ونجح أبناء الأقصر فى منع المحافظ الإرهابى من القدوم إلى المدينة وظلت أبواب المحافظة مغلقة بالسلاسل.. حتى قامت ثورة 30 يونيو ليتنفس أبناء المحافظة الصعداء.. مع كل أبناء مصر.. فقد توقف كل شئ.. وهرب المحافظ الارهابى ضمن من هرب من الجماعة الإرهابية..
>>>
اذكر أننى كنت فى الأقصر.. فى وقت سابق.. أشارك فى افتتاح بيت كارتر بعد إعادة ترميمه وتجهيزه كمتحف فوق أحد روابى الأقصر.. وكان فى الاحتفال وزير السياحة فى ذلك الوقت هشام زعزوع.. ووزير الآثار د.محمد ابراهيم.. وبينما نحن فى الاحتفال نقلت الينا أنباء ينقلها التليفزيون عن الإعلان الدستورى.. أو غير الدستورى.. الذى أصدره مكتب الارشاد باسم مرسى.. وكانت صدمة لنا جميعا.. وقال الوزيران معا.. كيف نستمر بعد هذا فى عملنا..؟.. أى عمل يجدى بعد هذا الاعلان الدستورى الذى جعل من مرسى إلها.. استغفر الله.. لا معقب على قراراته..
>>>
مصائب الإخوان بعد زوال حكمهم استمرت سنوات حتى تمكن جيشنا وشرطتنا بجهدهم وتضحياتهم من القضاء على إرهابهم.. ولكننا يجب ألا ننسى ما فعلوه.. ويأتى على رأس ذلك الحادث الإرهابى بتفجير أتوبيس سياحى فى طابا.. ثم حدث سقوط طائرة فوق سيناء.. فأوقف السياحة تماما وظل مؤثرا عليها لسنوات.. ويجب أيضا ألا ننسى خونتهم وهم يواصلون ليل نهار التآمر على مصر.. ولكن مصر بعون الله محفوظة فى رعايته..