لم يعد هناك «نخبة» تقود ولا طليعة مثقفة مستنيرة تضيء ملامح الطريق.. أصبح الجهل هو سيد الموقف بعد انتشار قاتل ومدمر للسوشيال ميديا التى أصبحت الطريق إلى الهاوية واختلاط الحقائق والمعانى وفقدان الثقة فى كل شيء بعد أن ظهر قادة جدد للرأى فى مقدورهم أن يحيلوا الأبيض إلى أسود والأسود إلى الأبيض..!
وتعالوا نتابع ما يحدث فى العالم كله.. وليس فى بلادنا فقط.. فالسوشيال ميديا اخترقت كل الاسوار والمسافات والحدود.. ولم يعد يصلح معها فى كثير من الأحيان قانون أو ضوابط أو أخلاقيات.. والناس أصابها «سعار» من نوع لا علاج له فأدمنت حوارات السوشيال ميديا وانبهرت بالتيك توك وأصبح هو مصدر معلوماتها الرئيسى ومصدر ثقتها أيضا..!
والنتيجة.. النتيجة أن تعليقا من حاقد أو ناقم أو مغرض أو حتى جاهل أصبح كفيلا باشعال أزمات بين الدول وتباعد فى العلاقات بين شعوبها.. لأن التعليق الجاهل يقابله رد فعل أكثر جهلا وتشتعل المواجهات وبدلا من الرد والشرح تأتى لغة الإثارة والنعرات العصبية تحت مفاهيم خاطئة تتعلق بالكرامة الوطنية لتصب الماء فوق الزيت المغلى فتزيده اشتعالا.
وحدث هذا ويحدث فى أمور كثيرة تمتد من الحوادث الفردية إلى القضايا السياسية.. فإذا ارتكب أى شخص جريمة يمكن أن تحدث فى أى مكان وزمان فإن حوار السوشيال ميديا الأهوج يمتد إلى التعميم وإلى تبادل الاتهامات و»المعايرة» وننسى ونتناسى فجأة اننا اخوة واشقاء وأن هذه الحوادث مرفوضة ومدانة من الجميع وأن القانون وحده هو سيد الموقف.
ويحدث جدال حول منصب ما أو ترشيح لمنصب فإذا بالجدال يخرج عن سياقه ومضمونه ليفتح الباب أمام خلافات وحسابات وتعقيدات واظهار للحوارات وتربص وترصد لم يكن معهودا أو مسبوقا.. وسوشيال ميديا.. تنحاز وتتحزب وكأنها معركة كروية فيها فائز ومهزوم وتخلو من الروح الرياضية أيضا..!
وكارثة الكوارث أن «النخب» والطليعة المثقفة لم تعد تجد من يستمع لها أو يصغى لحديثها لأن خطابها لم يعد مسموعا أو مفهوما وأصبح خارج نطاق الزمن وبعيدا عن الواقع والتأثير فانعزلت عن الشارع وتركت الساحة لقادة جدد هم أبطال «التريند» ونجوم الشباك.
ونحن فعلا فى خطر.. ونحن جميعا نعاني.. فالسوشيال ميديا تحولت إلى ادمان اكثر خطرا من المخدرات، فهى تغييب وغياب كامل للعقل لا يرتبط بلحظة أو بمناسبة.. انها حالة دائمة من الأرواح الشريرة التى تقمصتنا وسيطرت علينا ولا يصلح معها علاج حتى الآن ولا حتى بحفلة «زار» وبخور ولطم على الوجوه..!
>>>
وشكرا السعودية.. الشكر واجب للمملكة العربية السعودية على الجهود الكبيرة التى بذلت لتأمين موسم الحج.. الشكر واجب على كل التسهيلات التى قدمتها المملكة.. والشكر ممتد لكل من ساهم فى خدمة حجاج بيت الله الحرام.. لقد كان عملكم رائعا، وجهودكم واضحة.. وكل عام هناك جديد فى موسم الحج وتصبح الأمور أكثر يسرا وسهولة.. وما تقدمه المملكة من أجل رعاية الحجاج يزيد من قوة ومكانة المملكة.. وشكرا هى أقل ما يمكن قوله بعد نجاح موسم الحج.
>>>
ونذهب للشأن المحلي.. وحوارات من نوع اخر.. حوارات عن عذاب الإنسان للإنسان.. حوارات عن الجهل والفقر الذى فيه النهاية لحياة الإنسان.. وصاحب هذا المكان طالب مرارا وتكرارا بمنع وتجريم نقل الركاب فى سيارات مكشوفة.. نصف نقل.. ربع نقل.. «ترويسكلات».. وقلنا إن ذلك ضد آدمية الإنسان وكرامته ويعرض حياته للخطر عند أول توقف مفاجيء للسيارة أو لأى حادث عارض..! ولكن أحدا لم يهتم.. والحوادث المرورية لم تتوقف.. وقبل يومين وفى قرية بمحافظة أسيوط كان هناك 17 شخصا على «ترويسكل» فى طريقهم لأحد الأفراح.. والترويسكل كان يمضى بهم على طريق غير ممهد عندما انحرف عن الطريق وسقط فى ترعة وأسفر ذلك عن انتشال جثمان طفلة وأربعة مفقودين واصابة الآخرين ونجاتهم بأعجوبة..!! والحادث اصبح كما نقول دائما عاديا.. ولن يتكرر فى أى مكان آخر.. فالناس لم تعد تهتم.. ولا يوجد من يوقف هذا الانفلات ولا يوجد من يرى أن فى نقل الركاب على هذا النحو جريمة..!
>>>
ولأن الأمور اختلطت.. والجهل اصبح سلوكا فإن الشاب فى القطار لم يقبل أن يتم تغريمه بمائة جنيه.. وقرر الانتقام، فاقتلع لمبة كهرباء من سقف العربة وألقاها خارج القطار وسط تصفيق وتشجيع من رفاقه بالقطار ولم يجد من يوقفه أو يحذره.. والبوليس يتابع حاليا شريط الفيديو المنشور لهذا الشاب على السوشيال ميديا.. وسوف يأتون به وسوف يدفع ثمنا لحماقته..!! هذا مجرم.. ومجرم شديد الخطورة على المجتمع كله.
>>>
والمطرب المشهور ظهر فى الحج بعد أن أزال «الوشوم» وأعلن التوبة وقرأة القرآن الكريم فى المسجد بخشوع ورهبة.. وعاد بعد الحج بـ 48 ساعة لإحياء حفل غنائى فى الساحل الشمالي.. وعادت معه ريما لعادتها القديمة..!! ولا تعليق..!
>>>
وأحسن حاجة نعود لعبدالوهاب.. وأغنيات محمد عبدالوهاب الخالدة.. و»هان الود».. وقالوا هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني، رديت وقلت بتشمتوا ليه.. هو افتكرنى عشان ينساني.. أنا بأحبه وأراعى وده ان كان فى قربه ولا فى بعده.. خلونى أحبه على هواى وأشوف فى حبه سعدى وشقايا.. ده مهما طول شوقى إليه ومهما زاد هجره وبكاني.. يعز الود عليه ويفتكرنى عشان ينساني.. آه عشان ينساني..!
ويا عبدالوهاب يا أسطورة النهر الخالد.. الود هان على الجميع.. والنسيان أصبح عادة..!
>>>
وأخيرا:
>>>
وفى حياة كل إنسان لحظة
لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها
>>>
وأغلب الأرقام فى هاتفك لا فائدة منها.. العيد أثبت ذلك..!
>>>
ولا تسألنى عن حالي.. أنا بخير دائما مهما كانت الظروف ستجد الإجابة نفسها.. أنا بخير لأننى تعلمت تجاوز كل شيء وحدى دون الحاجة للناس..!