فى عام 2016 صدر كتاب «ألاعيب تل أبيب» للباحثة والكاتبة المتخصصة فى الشئون الإسرائيلية شيماء أبوعميرة، والذى يعد بمثابة نموذج بحثى وعلمى يرصد جميع الوسائل التى استخدمها بنى صهيون طيلة مائة عام منذ صدور وعد بلفور عام 1917 وحتى 2017، بل وحتى الآن فى زراعة إسرائيل فى جسد الأمة العربية.
تذكرت ذلك الكتاب المهم وأنا أتابع ما يمارسه الكيان الصهيونى بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلى « نتن يا هو « من ألاعيب وحيل لإطالة أمد العدوان السافر والسافل على الشعب الفلسطينى الأعزل وعدم الاستجابة لأى محاولات أو وساطات لوقف حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال ضد الأشقاء فى غزة والضفة الغربية طوال 600 يوم وتحديدا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس فى السابع من أكتـوبر 2023 وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 50 ألف شهيد وقرابة مائة وخمسين ألف مصاب ومفقود.
ولعل ما فعله الكيان الإسرائيلى بمنع الوفد الوزارى والدبلوماسى العربى من زيارة الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس خير دليل على تعنت وغطرسة هذا الكيان وألاعيب قياداته القذرة.
ولذلك يرى الكثيرون أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد ضاق ذرعا بألاعيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو»، ففى الأسابيع الأخيرة مارس ترامب ضغوطا على نتنياهو لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودفعه لتحريك مفاوضات تبادل الأسري، كما أصدر تحذيرا صارما من تنفيذ غارة جوية على المنشآت النووية الإيرانية وسط المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران».
و بالمقارنة مع طريقة تعامل إدارة ترامب مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، يبدو أن المسئولين الأمريكيين يتعاملون بحذر أكبر مع نتنياهو».
وبعد ضغوط إقليمية وعالمية، بدأت مؤخرا منظمة أمريكية إسرائيلية تُعرف باسم «مؤسسة إغاثة غزة»، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق محدودة بقطاع غزة، وذلك لاستغلالها بإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه، بل قامت قوات الاحتلال بقصف عدد من نقاط توزيع المساعدات مما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المواطنين الفلسطينيين الجوعى والجرحى !!
وتأتى المساعدات التى توصف بأنها «نقطة فى بحر الاحتياجات» بعد أن مارست «إسرائيل» التجويع الممنهج بحق 2.4 مليون فلسطيني، بإغلاق معابر قطاع غزة منذ 2 مارس بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء.
وفيما يتعلق بإيران فقد تحدثت وسائل إعلام عبرية عن هجوم إسرائيلى محتمل على منشآت طهران النووية، وهو ما دفع ترامب ليصدر أمرا بوقف التنسيق العسكرى مع «إسرائيل» خشية أن يعرقل الهجوم المحتمل المفاوضات الجارية مع طهران، لدرجة أن الرئيس الأمريكى ترامب حذر «نتنيا هو» من اتخاذ «إجراءات مضادة» من شأنها تعطيل المحادثات النووية مع إيران.
والواضح أن العقلية التى تتحكم فى قادة إسرائيل حاليا ترى عدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين. وهى عقلية قديمة أقل ما يقال فيها إنها لا تقرأ الخريطة ولا تستوعب بعد أن شيئاً ما قد حصل لا يلائم هذه العقلية، فبحسب ما يقول منتقدون لسياسة قادة إسرائيل. فإن الحديث هنا يدور عن 58 عائلة لا تنام، من شدة القلق على ذويهم المختطفين وأن هناك خطرا حقيقيا يهدد حياة الأسري، وفى حين يقر أهالى الأسرى بأهمية المفاوضات ويقولون إن إسرائيل فى حاجة اليوم إلى قائد شجاع يفكر خارج الصندوق، ويتخذ قرارات غير عادية، ويضع حياة الأبناء الأسرى فوق الآلاعيب!!.
ويوافقهم هذا الرأى كثير من المسئولين السابقين والخبراء والإعلاميين، فقد خرج جنرالات عديدون بينهم رؤساء سابقون لأركان الجيش الإسرائيلي، شاؤول موفاز وإيهود باراك وموشيه يعلون، وأولمرت يدعون إلى إبرام صفقة مع «حماس» على إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع الأسرى الإسرائيليين.