تستمر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى تحقيق تقدم ملحوظ على الصعيدين التجارى والاستثمارى، وهو ما تجسد مؤخراً فى استضافة القاهرة لمنتدى قادة الأعمال المصرى الأمريكى، بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الأعمال من البلدين. هذه الفعالية لم تكن مجرد لقاء اقتصادى عابر، بل تعبيراً واضحاً عن التزام متبادل بتعميق أواصر التعاون وتوسيع مجالات الشراكة بما يعود بالنفع على الشعبين.
ما يلفت الانتباه فى هذا المنتدى هو الحضور القوى من الجانب الأمريكى، والذى عكسه لقاء وفد رجال الأعمال الأمريكيين بالرئيس عبد الفتاح السيسى قبل بدء الفعاليات، ما أضفى زخمًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا على الحدث. هذا اللقاء يؤكد اهتمام الإدارة المصرية بتوفير مناخ داعم للاستثمار الأجنبى، وحرصها على فتح آفاق جديدة أمام الشراكات الاستراتيجية، خاصة مع الولايات المتحدة التى تُعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر.
الرسالة الأهم التى خرج بها المنتدى تتمثل فى الدعم المصرى الواضح لدور القطاع الخاص كرافعة أساسية للنمو. فقد شدد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على التزام الدولة بخلق بيئة استثمارية محفزة وتنافسية، تتيح للقطاع الخاص أن يقود مسيرة الابتكار، ويوفر فرص عمل حقيقية، ويسهم فى النمو المستدام على المدى الطويل. هذا التوجه هو ما يفتح المجال أمام الاستثمارات الأمريكية وغيرها لتجد لها موطئ قدم قوياً فى السوق المصرى.
هذه الشراكة التجارية والاستثمارية ليست مجرد أرقام وعقود، بل انعكاس لتاريخ طويل من العلاقات الثنائية التى تحمل فى طياتها بعدًا سياسيًا واستراتيجيًا. تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن لا يُنظر إليه فقط من زاوية المصالح التجارية، بل من منطلق بناء استقرار إقليمى قائم على التعاون، وتبادل المنافع، ومواجهة التحديات المشتركة.
بالنظر إلى مجريات المنتدى وما شهده من تفاعل قوى بين الجانبين، أرى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة تسير فى اتجاه إيجابى ومتسارع. إنها ليست مجرد شراكة تقليدية، بل نموذج لعلاقات استراتيجية قادرة على تحقيق مصالح متبادلة ونقل الخبرات وتعزيز فرص التنمية. وما دامت هناك إرادة سياسية واضحة، ورؤية اقتصادية منفتحة، فإننى أعتقد أن هذه العلاقة مرشحة لمزيد من التقدم والازدهار فى السنوات المقبلة.