فى مناسبات عديدة مثل المؤتمرات والجلسات النقاشية وعلى هامش الافتتاحات الرئاسية نجد السيد الرئيس يجرى مداخلات على الهواء مع المتحدثين معلقاً أو مستفسراً عن أمر أو معلومة أو رقم ما، لكن ما لفت نظرى حقاً هو كم المبادرات التى يطرحها سيادته فى كل المناسبات تقريبا، الرجل يبحث دائماً عن أفكار جديدة تغير من واقعنا المعاش، انه يعلم يقينا أن هناك حلولاً لكل الأزمات لكنها ليست متاحة بسهولة وليست مجانية، تحتاج تلك الحلول إلى بحث وتنقيب وفهم ووعى وارادة.
>>>
لو راجعنا كل المبادرات والأفكار والمقترحات التى جاءت على لسان سيادته لوجدنا حاصل جمعها يمثل مشروعاً وطنياً متكاملاً، تقوم أعمدة هذا المشروع على بناء الإنسان وتغيير واقع الناس، اتذكر لسيادته حديثه عن الثروة الحيوانية فى مصر وضرورة التفكير فى تغيير طريقة تفكيرنا فى التعامل مع هذا الملف وغيره من الملفات، الرئيس يعلم ان هناك شحاً فى المياه وفقراً فى المراعى وهناك خيارات محدودة فى إدارة التركيب المحصولى فاختيارنا بين القمح والبرسيم على سبيل المثال.
>>>
إذا أردنا إنتاج اللحوم والألبان والتوسع فيها فسنحتاج إلى مضاعفة الأراضى المخصصة لزراعة البرسيم والذرة والمحاصيل العلفية، وإذا أردنا تقليص حجم صادراتنا من القمح والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتى منه يجب مضاعفة مساحة الأراضى المنزرعة بالأقماح والحبوب الغذائية، يعلم كذلك السيد الرئيس ان ثقافة الشعب المصرى يغلب عليها عدم المغامرة أو المقامرة، فى ضوء كل ما سبق نجد طرح الرئيس لفكرة تبدو بسيطة لكن حال نجاحها ستغير من حياة ملايين المصريين.
>>>
الفلاح المصرى يربى أبقاره وماشيته بطريقة تقليدية كلاسيكية كما ورثها عن أجداده، فيكون حجم وجودة الإنتاج سواء لحوم أو ألبان متواضعاً جداً مقارنة بالتكلفة من ناحية والفرصة البديلة من ناحية أخري، فالبقر أو الجاموس المصرى الذى ينتج ٥ كجم لبن فى اليوم يكلف فى تغذيته نفس تكلفة البقر الأوروبى والأمريكى الذى ينتج 50 كجم فى اليوم، لذلك يجب ان يتم استبدال ذلك بتلك دون نقاش، من هنا جاءت مبادرة «احلم» التى طرحها السيد الرئيس وهو يقول «إنتوا مبتحلموش ليه ؟» فى معرض حديثه عن مشروع تغيير طبيعة الثروة الحيوانيّة فى مصر.
>>>
فالمزارع أو الفلاح الذى يملك بقرة أو جاموسة إنتاجها محدود وعائدها ضعيف يمكنه استبدالها بأخرى تنتج بغزارة وتحقق أرباحاً وتغنى أصحابها، هنا بدأت وزارة الزراعة فى التحرك أو استكمال التحرك لكن بوتيرة شديدة السرعة لتنفيذ تلك المبادرة مع شركاء النجاح « الممولين وهم البنك المركزى والبنك الزراعى المصرى – الفلاحين – القطاع الخاص – وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية «، شاهدت حتى الآن مرحلتين من مراحل المبادرة الرئاسية «احلم» والتى انتشرت فى اكثر من محافظة فى الشرقية والغربية والبحيرة وأسيوط،
>>>
حيث نجح البنك فى تمويل عملية اقتناء الفلاح لرءوس الماشية المدرة للبن والمستوردة من الخارج، وقام القطاع الخاص بإنشاء المحاجر البيطرية وأماكن التربية بطريقة علمية، ثم استلم من المزارع أبقاره لتربيتها وتغذيتها وتحصينها وحلبها بشراكة متفق عليها، هنا تنتقل الخبرة إلى آحاد المزارعين وتنتشر الثقافة بين الجميع ويتوسع المشروع ويتحقق الهدف الأساسى من هذه الأفكار والمبادرات الرئاسية، انها تبدو أحلاماً بسيطة لكن حاصل جمعها سيغير من واقع وحياة الناس.
