التحول الرقمى
بكافة المؤسسات والهيئات
التطوير والتحديث الذى شهدته هيئة البريد خلال الفترة الماضية أدى إلى تحقيق طفرة ونقلة كبيرة فى أداء مكاتب البريد على مستوى الجمهورية وأصبحت تنافس بقوة البنوك التجارية والاستثمارية فى تقديم الخدمات من صرف الحوالات وفتح الحسابات ودفاتر التوفير وصرف المعاشات نتيجة لانتشار فروعها فى الأقاليم والمراكز وعلى مستوى القرى والنجوع وأصبحت خدمات مكاتب البريد تستحوذ على نسبة كبيرة من اهتمامات العملاء من المواطنين الذين يفضلونها ويقبلون عليها لسهولة وبساطة التعامل معها.
فالخدمات التى تقدمها مكاتب البريد متنوعة سواء فى بيع المحررات الرسمية وغيرها إلى جانب طوابع البريد وإرسال الطرود والخطابات إلى كافة المحافظات على مستوى الجمهورية وإلى الجهات والهيئات الحكومية أو الخاصة وإلى خارج مصر فى الدول المختلفة.
بالرغم من هذه النهضة والتطور والتحول الكبير فى أداء مكاتب البريد إلا أنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من التحديث والتطوير باستخدام أحدث التكنولوجيا المتطورة فى هذا المجال لتؤدى جميع الخدمات على مستوى عال وبكفاءة وقد أدى إلغاء وضع صناديق البريد فى الشوارع الرئيسية أو أمام مكاتب البريد أو فى الأماكن العامة والميادين الكبيرة إلى تكدس وزحام كبير للمواطنين فى مكاتب البريد والضغط على موظفى مكاتب البريد وأدى أيضاً إلى مصاعب كبيرة وأعباء ومعاناة للمواطنين فى إرسال الخطابات والرسائل إلى أبنائهم أو أقاربهم فى المحافظات الأخرى أو إلى خارج البلاد أو التواصل معهم.
الحقيقة أن هيئات البريد فى كل الدول تقوم بتقدم خدمات متنوعة وراقية للمواطنين حيث إنها أنشأت صناديق بريد مكتوب عليها إرسال وأخرى مكتوب عليها استقبال يتم وضعها على مداخل العمارات والمبانى ويمر موظفو البريد على هذه الصناديق شبه يومى أو كل 24 ساعة ليجمع الخطابات منها ويلبى احتياجات وطلبات سكان العمارة وفقاً لما هو موجود بالصناديق وأيضاً وفقاً للتحول الرقمى من خلال كود يتم وضعه على هذه الصناديق للتعامل به فى تلبية احتياجاتهم من محررات رسمية وغيرها من الطلبات الأخرى.
اننى على ثقة كبيرة فى رئيسة هيئة البريد الجديدة المصرفية القديرة والمتميزة الجادة فى عملها والناجحة دائماً داليا الباز فى أن تعيد إحياء انتشار صناديق البريد إلى سابق عهدها ووضعها فى كل مكان فى مصر أو حتى على الأقل فى الشوارع الرئيسية والميادين العامة وأمام محطات المترو والسكة الحديد حيث إن عودة هذه الصناديق مرة أخرى تمثل خدمة كبيرة ومهمة للمواطنين خاصة كبار السن والمرضى لأنه يمكن من خلالها تحقيق متطلباتهم فى سهولة التواصل مع أبنائهم وذويهم بدلاً من الذهاب إلى مكاتب البريد والانتظار طويلاً حتى مجئ دورهم.
فوجود صناديق البريد بالقرب منهم يمكنهم ويسهل عليهم إرسال الخطابات مع أى جار أو قريب لهم ليضعها لهم فى صناديق البريد الموجودة فى طريقهم وهو مايخفف من العبء والزحام فى مكاتب البريد والضغوط على موظفى البريد ويعطيهم فرصة فى تقديم خدمات أخرى وأفضل للمواطنين بكل سهولة ويسر خاصة فى ظل تزايد الخدمات التى ستقدمها مكاتب البريد خلال المرحلة القادمة لتلبى احتياجات المواطنين.
مع التوسع فى التحول الرقمى والذى تسعى الدولة لتحقيقه وتطبيقه فى كافة مؤسسات وهيئات ومصالح الدولة وفى مقدمتها هيئة البريد ستكون الخدمات التى ستقدمها مكاتب البريد أبسط وأسهل وأسرع فى تلبية احتياجات المواطنين لكن ستبقى عودة وضع صناديق البريد فى الأماكن العامة والميادين الكبيرة والشوارع الرئيسية وأمام المدارس مطلب جماهيرى وضرورة ملحة.