تنظيم زيارات ميدانية للمشروعات العملاقة.. أمر مهم للشباب
برنامج شامل للنقابات المهنية، وطلاب الجامعات والمدارس
ربما يكون أهم أسلحة الحفاظ على الأوطان ونجاتها من محاولات الهدم والتدمير، ومخططات الإسقاط والفوضى، فهدم الدول الآن طبقاً لمؤامرات قوى الشر يأتى من الداخل من خلال مراحل من التخطيط الممنهج للسيطرة على عقول الشعوب خاصة الشباب وامتلاكها وتحريكها نحو الأهداف المرسومة من قوى الشر لتدمير الدول وإشاعة الفوضى وهدم الدولة الوطنية، وهى حروب أقل تكلفة مادية وبشرية من الحروب النظامية، وهى تسير وفقاً لمبدأ «ليه تدفع أكثر لما تقدر تدفع أقل» أى بحسابات المكسب والخسارة فالحروب الجديدة لا تحتاج تكلفة أسبوع من الحروب النظامية على أقصى تقدير.. فى ظل التكلفة الباهظة للأسلحة والذخائر، وتداعيات الحروب النظامية، لذلك تنفق قوى الشر بسخاء على برامج الهدم وأدواتها من المرتزقة والعملاء والطابور الخامس، وهذا ليس بجديد فهناك دول سقطت فى العقدين الأخيرين وتفككت مؤسساتها وجيوشها الوطنية بفضل تفجير الداخل، وصناعة الفوضى والانفلات، ثم الدفع بجحافل الإرهاب لفرض الأمر الواقع ونشر الرعب والخوف فى كل مؤسسات الدولة وسقوطها وهى المنوطة بحماية الأمن والاستقرار فى الداخل.
الحقيقة أن أخطر عناصر الحروب الجديدة ليس نشر الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك فحسب، ولكن وجود تشكيلات من تجار الدين والإرهابيين الذين ينتهجون العمل المسلح ولديهم أجنحة عسكرية سرية، تعمل تحت الأرض، تنتهج نفس الأسلوب الصهيونى، تترقب وتنتظر أى لحظة ضعف للانقضاض واستغلال انشغال الدولة وارتباكها فى مواجهة الفوضى ولذلك فإن العلاقة الوثيقة بين المرتزقة والطابور الخامس أو ما يطلقون على أنفسهم «النشطاء»، مع تجار الدين والتيارات المتأسلمة والجماعات المسلحة واضحة من خلال تجارب الخراب وإسقاط الدول فى العقدين الأخيرين، حيث يتولى المرتزقة والعملاء والإناركية إثارة الفوضى والانفلات وإشعال الاحتجاجات واستغلال خضوع الناس لحالة من تزييف الوعى، ثم تظهر الجماعات الإرهابية فى تأجيج وإشعال الأوضاع من خلال عمليات إجرامية تستهدف مؤسسات الدولة، والحقيقة أن هذه الخطط الشيطانية تنجح مع الدول محدودة القدرات أو الضعيفة، لذلك فإن مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من هذا المخطط الذى تعانق فيه المرتزقة والعملاء والطابور الخامس والإناركية مع جماعة الإخوان الإرهابية، لكن استرداد الشعب المصرى سريعًا وعيه وفهمه لما يدور، وقوة الدولة المصرية وجيشها العظيم، ومؤسساتها الأمنية المحترفة عبرت بمصر إلى بر الأمان.
هنا أتحدث عن أهم الأسلحة فى مواجهة المخططات ومحاولات إسقاط الدول، وهو الوعى الحقيقى، والفهم الصحيح، ويحتاج عملية بناء وإستراتيجية شاملة ومتكاملة، وبدون مجاملة، فإن مصر نجحت بشكل هائل فى بناء الوعى ويجسد ذلك حالة الاصطفاف الوطنى والتماسك الشعبى خلف الوطن والقيادة السياسية، وأيضا فى مواقف مصر الصلبة والراسخة والثابتة فى مواجهة المخططات والضغوط غير المسبوقة والقدرة على تحمل تداعيات الحصار والصراعات والأزمات الدولية والإقليمية.. ثم نجاح القيادة السياسية فى التواصل المستمر مع المصريين بالحقائق والمعلومات والمصارحة والشفافية، وعدم تجميل الواقع، وشرح التحديات، وعرض النجاحات فالرئيس عبدالفتاح السيسى يصل بسرعة إلى عقول وقناعات الناس لأنه يتحدث بصدق لا يخفى شيئًا حتى لو كان صعبًا، ولكنه فى ذات الوقت يمتلك الإرادة الصلبة لتجاوز الصعاب والعقبات، ونجح فى خلق مبدأ مهم هو «التشاركية» فى تحمل المسئولية فى البناء والحماية والحفاظ على الوطن ومواجهة التحديات والتهديدات المحيطة به، وهو الأمر الذى حافظ على الأمن والاستقرار، وأيضا الحفاظ على معدلات البناء والتنمية والاستثمار فى الوقت، وبات هذا الاستقرار الذى بناه المصريون بوعيهم ودبلوماسية وورقة مصرية مؤثرة، فى خطابات الدبلوماسية الرئاسية، والتفاوض ومن أهم المزايا لدى الدولة المصرية، ولا تستطيع أى قوة تحقيق أى ابتزاز من هذا الباب، لأنه مغلق بالضبة والمفتاح، بفضل وعى المصريين، كما أن هذا الاستقرار عنصر أساسى وهو الأهم فى جذب الاستثمارات الكبرى، وصناعة الفرص، ودفع الاقتصاد الوطنى إلى الأمام.
ورغم الثبات والصلابة التى تبدو عليها الدولة المصرية، وفشل حملات وحروب الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتزييف ظلت مصر وشعبها على قلب رجل واحد وباءت هذه الحروب على مصر بالفشل إلا أننى أرى استمرار بناء الوعى بجهود مكثفة لا تتوقف، وأرى أن هناك دورًا مهمًا للمؤسسات المسئولة عن الشباب والتعليم فى استمرار بناء الوعى ولكن بشكل ميدانى على أرض الواقع، خاصة وأننا على بُعد أيام من أجازة نهاية العام الدراسى أو الاجازة الصيفية التى تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر لا بد من الاستفادة منها وفق برامج ثقافية وترفيهية وتوعوية للشباب فى مختلف مراحل التعليم، والشباب فى مصر يمثل 65 ٪ من قوة الدولة.
لذلك بناء على تجربة من الواقع فى حوار مع فئات من ذوى التعليم المرموق وجدت أرقام أقل بكثير من الحقيقة والواقع، ومعلومات غير مكتملة خاصة عن الأرقام والنجاحات التى تتعلق بالنهضة الزراعية، لذلك أرى الآتى:
أولاً: تنظيم زيارات على أرض الواقع للنقابات المهنية المختلفة من الأطباء والمهندسين والمحامين، والصحفيين والزراعيين فى مواقع العمل والإنجاز مثل الدلتا الجديدة ومشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة وتوشكى وسيناء والصعيد والوادى الجديد وشرق العوينات والإطلاع على هذه المشروعات العملاقة وما تحقق لمصر وشعبها وأنها ليست قاصرة على الاستصلاح والزراعة ولكنها مشروعات شاملة، تضم بنى أساسية، ومحطات كهرباء ومياهًا ونظم رى ومصانع للتصنيع الزراعى ووسائل نقل وكيفية إدارة هذه المشروعات والأهداف والنتائج التى حققتها على أرض الواقع، التعرف على أرض الواقع أفضل بكثير من السمع والقراءة، ولن ينسى هؤلاء ما شاهدوه بأعينهم.
ثانيًا: استغلال أجازة الصيف أو نهاية العام الدراسى لتنظيم زيارات ميدانية إلى هذه المشروعات العملاقة، من الجامعات والمدارس وفق برامج مخططة، سوف تحقق نتائج عظيمة.
ثالثًا: أن تشمل هذه الزيارات الميدانية الكيانات العمالية، مثل اتحاد العمال، والمصانع والشركات، وأيضا قادة الفكر والرأى ورموز الإعلام والصحافة، وهنا أتحدث عن أهمية وجود برنامج لبناء الوعى خلال الأشهر القادمة، تشرف عليه وزارات الشباب والرياضة والثقافة والتعليم العالى والتربية والتعليم والأوقاف، وعلى رأسه نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية.. هو برنامج شامل للشباب ترفيهى، وثقافى، وتوعوى.. وللحديث بقية.
