استشاط العالم غضبًا وهو يشاهد أطفال غزة يموتون من الجوع
أدق وصف لما يفعله بنيامين نتنياهو وعصابته المتطرفة هو ما قاله إيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذى قال إن حكومة نتنياهو دمرت صورة إسرائيل فى العالم وهذه الحكومة ترتكب جرائم حرب وهى العدو الداخلى لإسرائيل حيث لم يتسبب أى عدو خارجى حاربته إسرائيل فى إلحاق الضرر بها على النحو الذى ألحقته بها حكومة نتنياهو التى وصفها بالعصابة.
نعم..نتنياهو دمر صورة إسرائيل فى العالم لدرجة أن علاقتها تدهورت مع حلفائها التقليديين فى أوروبا أمثال بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وشهدت العديد من العواصم الاوروبية مظاهرات حاشدة تندد بما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب فى قطاع غزة كما نظم يهود أوروبا مظاهرات فى 13 مدينة أوروبية فى وقت واحد طالبت أوروبا بحظر تصدير السلاح لإسرائيل وتعليق الاتفاقات التجارية معها.
العالم حقا أصبح يكره إسرائيل وليس الراحل شعبان عبدالرحيم وحده.. زادت كراهية شعوب العالم لها واشتعل الغضب حتى بين اليهود أنفسهم وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأى أن غالبية المجتمع الإسرائيلى يؤيد وقف الحرب فى غزة التى قال عنها أولمرت بأنها صارت حربا بلا أهداف وبلا رؤية سياسية وبلا فرص للنجاح.. وأولمرت الذى يتهم حكومة نتنياهو بإرتكاب جرائم حرب وتشويه صورة إسرائيل فى العالم هو أحد قادة حزب الليكود الذى يتزعمه نتنياهو الذى رغم كل هذه الضغوط الداخلية والخارجية التى يتعرض لها لم يزل يراوغ ويناور فهو مع التهدئة ووقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات لكنه ليس مع وقف الحرب.. أقولها من الآن أى اتفاق لوقف مؤقت للنار سيكون الهدف منه هو استعادة المزيد من الأسرى الأحياء منهم والأموات لتخفيف الضغوط الداخلية التى يتعرض لها نتنياهو وحكومته المتطرفة وبمجرد التخلص من صداع الأسرى وعائلاتهم سيبدأ فى تنفيذ مخططه بتهجير الفلسطينيين وتفريغ غزة من سكانها.
لقد نجحت الضغوط الدولية خاصة الأوروبية فى دفع حكومة نتنياهو لإدخال القليل من المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة بعد حرمان دام مايقرب من ثلاثة أشهر بعد ما استشاط العالم غضبًا وهو يشاهد أطفال غزة وهم يموتون من الجوع أكثر ممن يموتون من القصف.
فى الواقع أمامنا فرصة ليكون الضغط العربى أكثر تأثيرا إذا أصدرت كافة الدول العربية التى لديها علاقات مع إسرائيل قرارا جماعيًا بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم يتراجع نتنياهو عن جنونه.. ربما تلك الخطوة تنجح فى وقف الحرب التى لا يريدها نتنياهو أن تنتهى.