فى أغسطس 2006 نشرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية تقريرها الشهير: من قتل الصحيفة؟ ?Who killed the newspaper وأشارت فيه إلى ما كانت تحظى به الصحف من مكانة قوية فى التأثير ثم ما تعرضت له من تراجع شديد.
تقرير المجلة الشهيرة أصاب الأوساط الصحفية العالمية بانزعاج شديد حتى توقع فيليب ماير فى دراسة نُشرت ديسمبر 2006 عنوانها: The Vanishing Newspaper: Saving Journalism in the information age أن يكون عام 2043 هو آخر عام يشهد وجود الصحيفة المطبوعة.
ظهرت هذه التقارير فى مرحلة مبكرة من أوائل القرن الحالي، وقبل نحو 9 سنوات كاملة من المنتدى الاقتصادى العالمى 2015 الذى أطلق مبادرة التحول الرقمى Digital Transformation Initiative التى أحدثت تحولات جوهرية خطيرة فى «نماذج الأعمال» التقليدية لدى الكثير من المؤسسات الاقتصادية ومن بينها المؤسسات الصحفية.
ثم ظهرت بوادر الخطر بتوقف العديد من الصحف العالمية الكبري. ففى نوفمبر 2008 قررت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إيقاف نسختها الورقية لتسدل الستار على 100 عام من الصدور الورقي. وفى مارس 2009 توقفت صحيفة «ذى لندن بيبر» المسائية المجانية عن الصدور بعد 3 سنوات من انطلاقها وتوزيعها نصف مليون نسخة يوميًا، وفى أغسطس 2009 قررت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوعية التوقف عن الصدور بعد تراجع توزيعها. وفى نوفمبر 2010 توقفت مجلة «يو إس نيوز آند ريبورت» عن الإصدار الورقى الذى كان يحتل المركز الثالث فى أمريكا من حيث الانتشار. وفى نوفمبر 2011 قررت صحيفة «فرانس سوار» الفرنسية التوقف عن الصدور الورقى والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية. وفى 25 ديسمبر 2012 خرجت مجلة «نيوزويك» الأمريكية بغلاف يحمل عنوان «Last Print Issue #» أى الإصدار المطبوع الأخير، لتعلن وقف صدورها ورقيًا بعد 79 عامًا من صدور عددها الأول.
وفى 26 مارس 2016 أعلنت صحيفة «اندبندنت» البريطانية التوقف عن الصدور الورقى والاكتفاء بالنشر الالكترونى بعد أن غرقت فى الديون. وفى الشهر نفسه قررت صحيفة «الباييس» الإسبانية وقف نسختها المطبوعة والاكتفاء بالموقع الالكترونى.
تكشف هذه المؤشرات أن صناعة الصحافة تواجه تحديات وجودية، ومن هنا تكمن أهمية الدور الذى يقوم به المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة فى الحفاظ على صناعة الصحافة بمصر، وهى صناعة عريقة وذات تاريخ، حيث يحظى ملف استثمار أصول المؤسسات الصحفية بأولوية كبرى عبر خطة استثمارية طموحة جار تنفيذها، وستجنى المؤسسات الصحفية ثمارها فى القريب.
أشهد أن المهندس عبدالصادق الشوربجى – وبحكم تعاملى اليومى المباشر معه – رجل عمل وإدارة بكل معنى الكلمة، كثيرا ما أجده يتوقف أمام التفاصيل الدقيقة فى اجتماعات الجمعيات العمومية للمؤسسات، يُحاسب ويُدقق ويراجع ويقرر تشكيل لجان لتقصى الحقائق إذا لزم الأمر، واليوم تظهر بوادر جنى الثمار بموافقة رئاسة الجمهورية على تأسيس جامعة «نيو ايجيبت» بمؤسسة «أخبار اليوم»، ثم مع بدء التحرك فى ملف استثمارات مؤسسة «دار التحرير» باستغلال أرض بلبيس لإقامة مشروع تعليمى سيمثل إضافة قوية للمؤسسة.
خالص تحياتى للمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وتحية لكل زميل يبذل جهدًا مخلصًا طموحًا للحفاظ على صحافة مصر.