بالنظر إلى ما يحدث داخل الوطن العربى والأمة الإسلامية منذ عام 1917 وحالة الانقسام الحالية بين أطياف الدولة الواحدة.. والهجمات الشرسة البربرية من الصهيونية العالمية وكثير من الدول الغربية.
وبالنظر لما يحدث بواسطة إسرائيل حكومة وشعباً من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى مع التركيز على إبادة كل أفراد وعائلات المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية والوصول إلى مرحلة حرب التجويع والتشريد والتهجير القسرى والطوعى وإبادة جميع مظاهر الحياة والتعليم والصحة والإعاشة لمليونين من الفلسطينيين بقطاع غزة.
بالنظر إلى الأحداث الدامية نرى أن الطريق الوحيد لحماية الشعوب العربية من الإبادة التى تتم بواسطة الصهيونية العالمية منذ عام 1917 بأسلوب ممنهج وعلى مراحل هو العودة إلى مبادئ الرحمة والمودة والتراحم والتسامح بين الأفراد بعضهم البعض وبين الرؤساء والمرءوسين وبين الحكام والقادة وأفراد الشعب وبين المواطنين وأوطانهم، هل يعقل استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 وبداية الحرب الثانية منذ 65 يوماً وهدفها الإبادة الجماعية لكل أفراد المقاومة وعائلاتهم واقتلاع كل صور المقاومة الفلسطينية من جذورها ونزع سلاح المقاومة واستشهاد يومياً ما لا يقل عن مائة فلسطينى أغلبهم نساء وأطفال وآخرها استشهاد تسعة أشقاء دفعة واحدة داخل مسكنهم ووالدتهم طبيبة الأطفال «آلاء النجار» تكافح فى المستشفى لعلاج المصابين الفلسطينيين واستقبالها أولادها التسعة أشلاء نتيجة قصف منزلهم بقنابل MK82 أمريكية الصنع، وتم ذلك دون رحمة من الصهاينة الهمجيين.. هل يعقل مع هذه الإبادة لا نرى الرحمة والمودة والتراحم من باقى الشعوب تجاه إخوانهم المظلومين.
هل يعقل استمرار إقامة حفلات الغناء ومناظر الرقص فى جميع المناسبات وشعوبنا تقتل وتتشرد وتجوع وتموت بسبب قلة الأكل وأين الرحمة والتراحم ونحن نرى بعض الجشعين يعملون فى الاتجار والجلب والتسويق والبيع وصناعة المخدرات سعياً وراء المكسب المالى الحرام دون النظر إلي مبادئ التراحم؟
هل وصل الأبناء إلى مرحلة الجحود وعدم تنفيذ مبادئ الأديان السماوية بأهمية تمسك الأبناء بالرحمة والتراحم والتسامح للآباء والأمهات.. أين المودة والتراحم ونحن نرى الابن يقتل أخاه ووالده وأمه وجده؟.. أين مبادئ الرحمة والمودة والتسامح بين الزوج وزوجته أو بين الزوجة وزوجها بعد مرور عشرات السنوات من الزواج والعشرة ونسيان مبادئ الحب والمودة الذى ينادى به الله سبحانه وتعالى.. ونكران الجميل والوصول لمرحلة قتل الزوجة لزوجها من أجل عشيقها أو أمواله.
أين الرحمة والتراحم ونحن نرى الشعوب هامدة وهم يرون الأمهات والأطفال يبحثون عن قطعة الخبز وبعضاً من مخلفات الطعام داخل القمامة المنتشرة فى كل الشوارع.. وإسرائيل تمنع إدخال الطعام والشراب والدواء والملبس والكساء للفلسطينيين داخل قطاع غزة.
نرى يومياً صوراً مخزية فى التليفزيونات والأطفال الأبرياء يتزاحمون للحصول على بعض الأرز والعدس المطبوخ فى أوان قديمة وعيونهم تدمع ونظراتهم كلها أسى وحزن طالبة الرحمة والمودة.
أين الرحمة المطلوبة من العنصر البشرى تجاه أوطانهم باستمرارهم فى التزود بالعلم والتكنولوجيا والبعد عن الغش والخداع فى إنتاجهم والعمل على رفع شأن الوطن ضد الأعداء والمستغلين والتوجه نحو العمل الإنتاجى والبعد عن العمل الخدماتى والسمسرة والاتجار فى المخدرات والآثار.
ما أجمل استمرار الرحمة والمودة والحب بين أفراد الشعب الواحد وما ينادى به القرآن الكريم فى كل آياته بشأن الزكاة ما هو إلا صورة مضيئة لاستمرار تعميق المودة والرحمة والتراحم والتسامح بين العنصر البشرى داخل الدولة الواحدة والأوطان.
ما أفضل استمرار المودة والتراحم بين الأزواج والأبناء والأشقاء ذكوراً وإناثاً الذى اعتبره مفتاح النجاح فى الحياة وازدهار الدولة والأوطان.
ما أفضل استمرار الرحمة والمودة بين العاملين فى كل موقع وبين الرؤساء والمرءوسين وما أسوأ الإساءة بين الطبقات العليا والطبقات الأقل.. وما أجمل استمرار المودة والتراحم بين الطبقات المختلفة دون النظر لمستوى التعليم والمال.
إن تعميق مبادئ الرحمة والمودة والتسامح والتراحم بين العنصر البشرى بعضهم البعض هو السبيل للحصول على رحمة الله سبحانه وتعالى للبشر على الأرض ولا سبيل للحصول على رحمة الله والتغلب على همجية وبربرية الصهيونية العالمية والإسرائيليين إلا بنشر مبادئ الرحمة والمودة بين بعضنا البعض والتغلب على انتشار صور الكراهية والخيانة والغش والخداع.
«ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء».