أذرع «الموساد» تنتشر فى الجامعات الأمريكية عبر مراكز «الفكر» الكثيرة المنتشرة فى الولايات المتحدة الأمريكية وازداد نشاطها مع عملية طوفان الأقصى ووصول ردود الفعل لمناصرة المقاومة الفلسطينية بين طلاب الجامعات.. خاصة بعد تظاهرات جامعة كولومبيا.. أحد هذه المراكز استشعر الخطر فى الداخل الأمريكى من دور طلاب الجامعات خاصة ان هذه الجامعات تضم طلابا من كثير من دول العالم خاصة افريقيا وآسيا.. وفى ذهن المهيمنين على هذه المراكز ما حدث فى جامعة كولومبيا فى ابريل 2024.. وبهدف إعادة التوازن فى الجامعات سعى اليمين المتطرف فى أمريكا والمؤيدون لإسرائيل لقمع الأصوات التى تؤيد القضية الفلسطينية تحت لافتة «معاداة السامية» ويقود هذا أحد مستشارو الأمن القومى الأمريكى ستيفن ميلر بتركيز أولى على الجامعات التى شهدت احتجاجات ضد إسرائيل..
اهتدى تفكير «الموساد» إلى تأسيس مشروع تحت اسم «أستير» وتم اختيار الاسم بعناية فهو اسم الملكة اليهودية «القديمة» أستير فى الرواية والأدوات «التوراتية» وهى نفس أدوات نتنياهو فى مواجهة طوفان الأقصى تحت زعم ان اسرائيل تتعرض لتهديد وجودى.. ومهمة «أستير» هى اسكات أى صوت يطالب بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة تحت أى «مسمى وفى أى مساحة» ويبدو ان الإدارة الأمريكية بدأت تتعامل بشكل جدى من خلال مقترحات أوراق مشروع استير فى مساعدة الجامعات بتجميد المعونات لها كما حدث مع جامعة كولومبيا نفسها وتخضع معها أكثر من 65 جامعة للمراجعة بينها نيويورك وهارفاردار فى جامعات أمريكا اضافة إلى أقدمها جورج واشنطون.. وتشير التقارير إلى تقييد قبول الطلاب بهذه الجامعات باستخدام الذكاء الاصطناعى.. والصورة الآن هى انقسام الجامعات الأمريكية حول هذا التوجه باعتباره تدخلا فى البحث والانخراط فى التعليم أمام هذه الجامعات وهو ما أشارت إليه مجلة «ذا اتلانتيك» مؤخرا منتقدة هذا التوجه باعتباره تدخلا فى استقلال الجامعات.. ووقف المتابعون طويلا أمام تجميد الإدارة الأمريكية مبلغ يتجاوز ٢ مليار دولار لجامعة هارفارد «أشهر جامعات أمريكا» والتى تخرج فيها كثير من ساستها ونوابها فى الشيوخ والنواب عقابا للجامعة التى عارضت «مشروع استير» الذى يرى خبراء الجامعة انه عنصرى أو نوع من «الابارتهايد الجديد فى التعليم» واعتبروه هدما عبثيا للكيانات والمؤسسات التعليمية.
وفى خطة تنفيذ هذا المشروع كانت جامعة نيويورك التى وافقت على هذا التوجه وعقد اتفاقا مع إحدى مؤسسات «الأمن» التى تعد ذراعا قريبة من الموساد استنادا لأن أحد مؤسسيها هو رجل كان يتدرب أساساً مع الموساد بحسب المصادر الصحفية الأمريكية وله خبرة فى قمع التظاهرات طلابية وغير طلابية.. وتقوم هذه الجهة الأمنية بتصنيف الدارسين طلابا أو دراسات عليا بحسب انتماءاتهم السياسية وأيضاً بحسب المواقع الجغرافية القادمين منه.. ما يخشاه الدارسون الآن فى الجامعات التى وضعت فى القائمة الأولى لهذا الاختيار وتحت مظلة مشروع «استير» إلى الاضطرار للترحيل بسلاح معاداة السامية وليس له علاقة بالإقامة الشرعية أو غير الشرعية دون النظر لحصانة الحرم الجامعى.. الخبراء والمعلقون أكدوا ان ما يحدث فى الجامعات الأمريكية نحو تنفيذ مثل هذا المشروع يهدد «أسس النظام التعليمى فى أمريكا».. والسؤال هل ستذعن الجامعات لمشروع التصنيف اليمينى أم ستتدخل الإدارة الأمريكية لتحسين الصورة خاصة ان كثيرا من طلابها ينتمون إلى منطقة الشرق الأدنى «الأوسط» لدينا.. الأيام القادمة ستجيب عن ذلك فى الوقت الذى تشير أمريكا انها إحدى قلاع الديمقراطية فى العالم.