غدا.. بداية شهر يونيو.. وما أشبه الأمس باليوم.. ففى يونيو من عام 1967 اجتمعوا وتجمعوا وتحالفوا ودبروا واتفقوا علينا، قرروا ايقاف المد الثورى المنطلق من قاهرة المعز.. قرروا أن يضعوا النهاية لأحلام الزعيم ناصر الذى كان يقود أمته نحو صناعة مجد جديد للمنطقة والعروبة.. وكان أن دبروا نكسة عام 1967 لتحجيم ناصر وهدم شعبيته وكسر إرادته.. واعتقدوا أنه قد بقى وحيدا فى الساحة وان الجميع قد تخلوا عنه.
ونسوا أو تناسوا أن مع ناصر كانت إرادة شعب.. مع ناصر كان الإيمان العميق بأن الله معنا.. الله مع الحق.. الله مع استعادة الشرف و الكرامة.
ومات ناصر.. ولكن روح وعزيمة وإرادة الشعب لم تمت.. مات ناصر ولكن الرجال الذين تشبعوا بروح التضحية والشهادة.. الرجال.. أبطال مصر عبروا القناة أكبر مانع مائى فى العالم.. عبروها بقوارب مطاطية.. عبروها بصيحات الله أكبر التى كانت زلزالا عصف بالعدو وأشل تفكيره.. عبروها مع قائد فذ أرسلته السماء هدية لتكافئ شعب مصر.. السادات المؤمن الذى قرر أن تكون الحرب فى رمضان.. وباسم الله.. وعلى بركة الله.
وحين نسترجع هذه الذكريات اليوم.. فإننا نقرأ ما يدار بنا وحولنا من نفس الظروف والمؤامرات.. محاولات تلو المحاولات لجرنا إلى مواجهات وصراعات تستهدف وتبحث عن وسائل لضرب وتحطيم الإرادة الشعبية التى هى أقوى أسلحتنا فى الصمود والتصدى والمقاومة.. إرادة شعب هو الحليف.. هو السند.. هو حائط الصد أمام كل المخاطر التى تواجهنا والتى تدبر لنا من جميع الاتجاهات.. شعب منح تفويضا لقيادته الوطنية عن ادراك وقناعة بأنها صمدت وقاومت كل الضغوط ورفضت التفريط فى الشرف والكرامة حتى وان كان ذلك بكنوز الدنيا كلها.
وعندما يقول أحد خبراء إدارة الأزمات فى لقاء تليفزيونى أنه لأول مرة تقف مصر بدون حليف أمام المخاطر التى تواجهها، مشيرا فى ذلك إلى أن مصر مهددة من عدة اتجاهات فإننا نقول إن مصر ليست وحدها، معنا ملك الكون.. معنا الدعم الإلهى.. ومعنا قوة شعب.. شعب زاحف خطوته تولع شراراً، شعب كافح وانكتب له الانتصار.. أما الحكاية.. فهى حكاية حرب وتار بينا وبين الاستعمار كما غنى من قبل عبدالحليم حافظ فى «حكاية شعب».. والاستعمار مازال موجودا.. وللاستعمار أشكال عديدة..!
>>>
وعندما يتحدث أحد كبار الشعراء من الكتاب الصحفيين البارزين عن بلد أصبح يخلو من الكتاب المثقفين أو المبدعين فإننا لا نقول إنه قد جانبه الصواب فقط ولكننا ندين تماما كل ما قاله لأنه نوع من الافتراء وفقدان معايير التقييم والموضوعية عند إصدار الأحكام القاطعة على هذا النحو الجازم فالإبداع والعطاء لا يتوقفان جيلا بعد جيل، ولكل جيل مصادر للقوة والإبداع وإلا لكنا قد اعتبرنا أن مسيرة العطاء قد توقفت عند أحمد شوقى وحافظ إبراهيم وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وهيكل وغيرهم من شوامخ وقامات مصر، ولكن لكل عصر أدواته فى المعرفة.. وأدواته فى التعبير وأدواته فى الإبداع.. والذين لا يمكنهم مسايرة مجالات التطور التكنولوجية فى التواصل والاطلاع على عطاء الآخرين واسهاماتهم الفكرية والابداعية لا ينبغى عليهم إصدار الأحكام القاطعة التى تستند إلى تجارب ومواقف شخصية اصابتهم بالإحباط أو تدفعهم إلى الانتقام..!!
>>>
ولماذا كان يجب أن يفوز النادى الأهلى ببطولة الدورى العام لكرة القدم بعد ان كانت كل المؤشرات تدل على أن الدورى يذهب هذا العام فى اتجاه آخر؟!
فاز الأهلى لأنه النادى الذى يعرف كيف يدخل السعادة إلى قلوب عشاقه ومحبيه.. وفاز لأنه لم يكن مجرد ناد.. إنه شعب ودولة فى بوتقة أقوى ما فيها انها تمثل حزب نشأ شعبيا من القاعدة إلى القمة، حزب يعرف معنى الانتماء ويولد به.. حزب للأغلبية التى تحقق أحلامها وسعادتها من خلال انتصارات وبطولات فريقها.. وفاز الأهلى بالبطولة لأن الدرع يعشق من يجيد الحفاظ عليه.. فاز الأهلى وبدلا من صراعات المحاكم وتشويه كرة القدم المصرية فى محاكم دولية تعلموا منه.. واستفيدوا..!
>>>
والسوشيال ميديا تعلمنا.. السوشيال ميديا بفيديو لحجاج الصين فى مكة تقول لنا الكثير.. ففى الفيديو وقف حجاج الصين يقومون بجمع القمامة فى الشوارع من أمام المنازل التى يقيمون بها.. ووقفت مجموعات أخرى تحمل «أكياس القمامة» لوضع المخلفات والفضلات داخلها.. كانوا مثل فرقة عسكرية بالغة التنظيم حريصة على أن يكون المكان نظيفا وملائما ومتوافقا مع سلوكيات البشر!! وهذا هو إسلامنا.. هذا هو ديننا.. هذه هى أساسيات وتعاليم الدين.. وخذوا العلم ولو فى الصين..!
>>>
ووقف اللواء حازم مشعل مساعد مدير الإدارة العامة للمرور يؤدى عمله على طريق الإسكندرية الصحراوى.. وأتت سيارة «ميكروباص» مسرعة واقتحمت الكمين المرورى واصابته اصابات بالغة وفارق الحياة متأثرا بجراحه..! الله يرحمه.. مات شهيدا للواجب.. مات واقفا.. مات يذكرنا بأن أخطر ما يواجههنا هو الإنفلات المرورى.. نحن فى صراع لنقتل بعضنا البعض..!
>>>
وأعود لكرة القدم.. وفى مباراة الزمالك وبيراميدز القادمة فى الخامس من يونيو فى نهائى الكأس.. مبروك الفوز للزمالك مقدما!!
>>>
وتغنى الجميلة الرقيقة الخجولة نجاة وسلم عليا.. وقاللى وجودك ويايا نسانى تعبى وشقايا.. ما انت طبيبى ودوايا اشفينى، كل الكلام اللى بحبه قالهولى وأنا قعدة جنبه، ريحنى الله يريح قلبه، ده حبيبى..
والله.. الله يا نجاة القلوب.. قاللى وجودك ويايا نسانى تعبى وشقايا..!
>>>
وأخيرا:
وإن أسوأ ما يحدث للإنسان
أن تذهب كل تضحياته سدى
> وهناك غياب لا يعوض حتى لو ازدحم الحضور
> ونهار أنت فيه حاضر.. كيف لا يكون جميلا
> وكان تجاهلك لحزنى أصعب من حزنى كله