مرفق مهم لا يمكن الاستغناء عنه.. قد يحتاجه أحد ما فى أى وقت دون سابق إنذار.. مرفق حيوى يجوب الشوارع وحتى الأزقة بسرعة، لأن الدقيقة معه ربما تساوى عمراً.. مرفق جميع السائقين يتنحون جانباً فى الطريق تقديراً له.. له الأولوية فى المرور والأسبقية فى تخطى حتى الحواجز، مطلقاً سارينة معروفة ومعهودة لدينا جميعاً صغيراً وكبيراً.. إنه الإسعاف الذى احتفلنا بمرور 123 عاماً على إنشائه وتعرفنا من خلال أجهزة الإعلام والصحافة على كثير من مهامه الجسام ومهارة سائقيه فى سرعة نقل المصابين فى حوادث أو حرائق أو حتى مرضى يتم نقلهم من أماكنهم إلى المستشفيات.
كان أول تعاملى مع هذا المرفق الحيوى، عندما كنت طالباً فى الصف الثانى الثانوى وأصابنى نزيف فى الأنف استمر بضع ساعات.. ولولا سرعة وصوله ونقلى إلى مستشفى زفتى العام، لكنت فى خبر كان.. حيث تم إعطائى حقنة لوقف هذا النزيف الذى أفقدنى الكثير من الدماء.. لذا لم أنس هذا الموقف الإنسانى الرائع طوال حياتى، والذى تذكرته خلال الاحتفال بيوم الإسعاف.. وبالتأكيد لم ينس أحدنا ممن لجأوا إلى سيارة الإسعاف هذا العمل الإنسانى وكيف كان السائق يحرص على سرعة النقل، حرصاً على حياة الكثير منا فى كل البقاع سواء بمصر أو خارجها.
الحقيقة، مرفق الإسعاف ورقم الاستدعاء «123» جميعنا يحفظه عن ظهر قلب.. لذا تحرص الدولة على تطويره ومتابعة كل ما هو جديد، سواء من تجهيزات فنية ومعدات حديثة داخل السيارة، أو من خلال عمليات التدريب للسائقين أو المسعفين، خاصة أن المسعف عندما يكون متدرباً على الإسعافات الأولية قد يخفف من الألم أو يسارع فى عملية الإنقاذ لحين الدخول إلى أى مستشفى قريب من المكان الذى به المطلوب إسعافهم.. كما أن سيارة الإسعاف باتت تضم مسعفين على أعلى مستوى من التدريب، وبها أجهزة متطورة كقياس الضغط والحرارة والتنفس الصناعى ووقف النزيف وغيرها من أجهزة الإسعافات الأولية لتقليل حجم الإصابة.
كما حرصت الدولة على تطوير مرفق الإسعاف، بإدخال مجالات جديدة مثل الإسعاف النهرى.. حيث تم تدشين 3 لنشات إسعاف لأول مرة من أصل 6 جار تصنيعها، بالإضافة إلى تدشين خدمة الموبايل «كاد»، حيث يقوم بالتوجيه الإلكترونى لسيارة الإسعاف وبدأ تطبيقه بالفعل فى بورسعيد وأكتوبر، بهدف تتبع السيارات وتقليل زمن الاستجابة، وكذلك تطبيق الهاتف المحمول فى 13 محافظة «اسعفنى» لتمكين المواطن من سهولة طلب الخدمة، ناهيـــك عن أسطول سيارات الإسعاف بالآلاف التى تنقل المصابين بالمجــان، باستثناء الحالات غير الطــارئة داخل المحافظة أو خارجها، التى تبدأ من 450 جنيهاً إلى 10 آلاف جنيه حسب المسافة.
صراحة، لا يقتصر دور مرفق الإسعاف داخل مصر وحدها، بل يمتد إلى الدول المجاورة إذا ما طلب منها ذلك ويتضح هذا الدور جلياً فى الدور الإقليمى فى إغاثة الأشقاء فى فلسطين والسودان وليبيا وغيرها، كما لا يقتصر دور المسعف فى أعمال الإغاثة والإنقاذ والحالات الإنسانية وسرعة نقل الحالات وإنما يتعدى ذلك إلى الجوانب الأخلاقية.. والأهم من ذلك، وهو الأمانة، فكثيراً ما نقرأ ونشاهد حفلات التكريم لبعض المسعفين لأمانتهم فى إعادة مبالغ مالية بعضها تعدى الملايين من الجنيهات كانت بحوزة حالات تعرضت لحوادث وتبعثرت على الأرض أو كانت بحوزتهم، ومنها قيام مسعف بإعادة 900 ألف جنيه لمصاب أثناء إنقاذه على طريق السويس أمام بوابة مطار القاهرة الدولى، وكذلك 110 آلاف جنيه لضحية حادث ببورسعيد، و286 ألف جنيــه لمصابين بالإسماعيلية، والأكثـــر من ذلك إعادة 6 ملايين جنيه لضحايا حادث بالمنيا، و1.9 مليون جنيه فى سوهاج، وسبائك ذهبية ونصف مليون جنيه كانت بسيارة مصاب فى حلوان.. وخلال التكريم كانت الإجابة صريحة وواضحة، لا نقبل الحرام.. مما يؤكد الثقة فى هذا المرفق والعاملين فيه، لأن مثل هذا الصنيع يعود إلى ضمير المسعف، رغم إمكانية إخفاء تلك المبالغ أو المتعلقات وعدم الإفصاح عنها لعدم إدراك الضحية لما يدور حوله وبما فقده، فهو فى عالم آخر كل الذى يهمه هو إنقاذه وتشبثه بالحياة التى هى أهم من أى أموال أو مجوهرات.
>> وأخيراً:
> كل التحية والإعزاز والتقدير لهؤلاء الذين يعتبرون خط الدفاع الأول لإنقاذ حياة المواطنين.
> تسليم مليون وحدة إسكان اجتماعى خلال 10 سنوات.. إنجاز كبير والبقية تأتى.
> كان الله فى عون أهالينا فى غزة.. ينتظرون الموت يومياً قصفاً أو جوعاً.
> وطبيبة فلسطينية لها الله.. فقدت 9 من أبنائها بصاروخ إسرائيلى على منزلها بمدينة خان يونس.
> واشنطن تطلب من إسرائيل تأجيل العملية البرية فى غزة.. يا سلام على «الحنية»!
> قانون العمل الجديد فى صالح العامل، خاصة بالقطاع غير الرسمى.. المهم الرقابة والتفتيش المفاجئ على المنشآت الخاصة.
> قانون الإيجار القديم.. يجب أن يكون لا ظالم ولا مظلوم.