وأمانة لا نعرف ماذا نقول.. وأمانة أيضا فإننا نخجل من أن نقول ما نريد أن نقوله.. فوزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير أراد أن يختبر رد فعل العرب.. وأراد أن يزيد الموقف اشتعالا فوق الأراضى الفلسطينية فاصطحب معه عددا كبيرا من المستوطنين المتطرفين واقتحموا باحات المسجد الأقصى فى تحدٍ سافر لكل المشاعر الدينية وفى تأكيد على أنه لا نهاية للصراع.. وأن الحلول السلمية بعيدة المنال..!!
وماذا فعل الآخرون.. ماذا كان عليه رد الفعل؟.. من تحرك واحتج وهدد وتوعد.. من تراجع عن تصريحات استسلامية سابقة كانت هى البداية لكل ما يحدث!؟ من اتصل بالولايات المتحدة الأمريكية يطلب منها أن تنفذ وعودها بأن تكون شريكا حقيقيا فى صناعة السلام بالمنطقة!؟ مصر أصدرت على الفور بيانا.. وأدانت بقوة هذا التجاوز الاستفزازى.. مصر تحملت وستتحمل كل التبعات وكل المسئولية.. مصر فى ساحة اختلط فيها اللاعبون بالجمهور ولم يعد هناك قواعد للعبة.. فضاعت كل معالم الطريق.. والكل أصبح متفرجا..!! مصر تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان يصبح الأقصى مجرد ذكرى أيضا.
>>>
وأتلقى العديد من الاستفسارات.. ماذا تعرف عن الحدث الكبير المنتظر والذى يحمل الكثير من المفاجآت والذى يتحدث عنه عدد من كبار الإعلاميين بثقة واضحة وكأن لديهم معلومات مؤكدة عنه.
ولأنه ليس فى متناولى «معلومات مؤكدة» فإننى أجزم من قراءة للأحداث والمشهد أنه لا يوجد فى الأفق أى ملامح لأحداث قد تكون مصيرية، وأن الحديث الإعلامى يأتى فى إطار التوقعات والتكهنات ولكنه لا يرقى إلى الحقائق والأدلة.. فالأحداث الكبيرة التى أصبحت مثار حديث السوشيال ميديا بعد ان تناولها عدد من الإعلاميين لا تأتى الآن بمقدمات وإنما بمفاجآت.. والمفاجآت مثل الزلازل لا يمكن التكهن بوقوعها.. وكل ما فى الأمر هو أن علينا الحذر.. الحذر كل الحذر مما قد يدبر ويحاك لنا.. الحذر كل الحذر من محاولات ضرب وحدتنا الوطنية.. والحذر كل الحذر من شائعات مجهولة مدمرة لإثارة القلق والمتاعب.. بلدنا بخير.. وشعبنا بخير.. وأمننا واستقرارنا هو غايتنا فى المقام الأول والأخير..
>>>
ونعود إلى حوارات الساعة.. وقضية تتعلق بمعايير تكريم المشاهير والمبدعين وأصحاب العطاء والخبرات.. والقضية بدأت بتكريم الإعلامية المخضرمة سلمى الشماع فى احتفالية بمركز الإبداع الفنى فى دار الأوبرا.
وتكريم أثار غضب المخرجة هالة خليل التى سبق لها العمل مع «الشماع» وتساءلت.. ماذا قدمت «الشماع» حتى يتم تكريمها.. وشاركتها فنانة أخرى فى التعبير عن استيائها من هذا التكريم..!
ومن جانبنا نرى أنهما قد يكون لديهما وجهة نظر أو أن هناك خلافات مهنية سابقة تركت آثارها فى النفوس.. ولكن المناسبة لم تكن تستحق كل هذا الغضب.. وكل هذا النقد.. وكل هذا الاحتجاج.. فالتكريم فى هذه الحالات يكون تكريما انسانيا معنويا.. والتكريم قد يكون نوعا من تشجيع الآخرين على العطاء.. وان كنت على قناعة تامة بأن التكريم والجوائز يخلو من المعايير ويعتمد على المجاملات و»التربيطات» والشللية..!! التكريم الحقيقى يأتى من الجمهور.. من المشاهدين ومن القراء.. وما عدا ذلك فهو تكريم «بورقة» ودرع «صفيح» أو «خشب»..!
>>>
وكتبت أمس عن إهدار الأموال فى شراء الورد للمرضى بدلا من توجيه هذه الأموال لمساعدة المرضى المحتاجين فى المستشفيات الاقتصادية وتلقيت رسالة من الصديق اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة الأسبق وأحد الشخصيات العامة البارزة وفيها يقترح أن يتوقف إرسال الزهور والحلوى للمرضى من الأقارب والأصدقاء وسداد ثمنها نقدا للمريض ليستخدمها إذا كان فى حاجة إليها أو أن يتبرع بها ويقوم بتحويلها للفقراء والمحتاجين إذا كان ميسور الحال.. وفى الحالتين هذا أجدى وأنفع..
>>>
وياه على العمر.. على السن.. على الأعوام.. وما تفعله فى الإنسان.. فالسيدة نوال الدجوى التى كانت ملء السمع والبصر فى مجال التعليم الخاص اصبحت فى عمرها الـ 90 شاهدا على تفكك أسرتها.. وربما لا تدرى شيئا عما يحدث من صراعات داخل الأسرة بسبب الميراث وقد أخفوا عنها أيضا نبأ انتحار حفيدها..!! السيدة الفاضلة تعيش فى الحياة ولا تعيشها..!! ربنا يلطف بها ويساعدها على أن تعيش ما بقى لها فى هدوء.
>>>
وعندما نرى ما يحدث من صراعات وتقلبات الحياة فإننا نهدى سلاما من القلب على من تمسكوا بنا، على من أحبونا كما نحن، على من أتيحت لهم الفرصة لترك أيدينا فأبوا واحكموا قبضتهم بشدة ليزدادوا تمسكا بنا سلاما لهم من روحى.
>>>
ويارب غيَّر أقدارى إلى ما أتمنى، واجعلها للأفضل، وخذ معك ذنبى، همى، قلبى وأرنى الجمال فى ما تبقى لى من عمرى، اللهم حين تواجهنا الحياة بما لا نحب، حبب إلينا ما اخترت لنا وعلمنا الرضا، اللهم لا هزيمة أمام منتصف الأشياء، اللهم بلغنا تمامها أو انزعها من قلوبنا.
>>>
وأخيرا:
>>>
عدو الإنسان الحقيقى توقعاته
>>>
ولا حيلة لى فى بعض الأحيان
>>>
والصمت هو صديقى الذى كلما ساء المزاج كان أول الحاضرين.
>>>
وشكرا لكل من تربطنى به علاقة مريحة خالية من الحقد وسوء النوايا.