«شيخ الأزهر» يطالب بوضع خطة إعلامية عربية لحماية المدافعين عن الحقوق والحقيقة
استحضر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة الإعلام العربي المنعقدة في دبي مأساة الصحفيين الفلسطينيين،
وغيرهم ممن شاءت أقدارهم أن يدفعوا حياتهم ثمنا لشرف الكلمة وحرمة الحقيقة وتصوير الواقع دون تدليس أو تزوير، وقد استشهد منهم ما يزيد على مائتي إعلامي على تراب غزة، وآخرون غيرهم ممن أصيبوا بجروح بالغة،
أو ممن بترت أطرافهم، أو هدمت بيوتهم، أو فقدوا أسرهم، أو تشردت عائلاتهم، مؤكدًا أن الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة إنما يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة،
ومنع الصورة الشاهدة والفاضحة لبشاعة العدوان، وطمس الأدلة وتضليل العدالة والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكب آناء الليل وأطراف النهار،
داعيا كل من ينتسب إلى مهنة الإعلام النبيلة، أن يشارك في وضع استراتيجية إعلام عربي، تكون درعًا يحمي الحق، ويصون قيم الأمة ويحفظ هويتها، مؤكدًا تزايد الأهمية القصوى والمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الإعلام العربي،
ودوره في الكشف المستمر عن مظلومية أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وإبراز صمود هذا الشعب وتشبثه بأرضه، وإبقاء قضية فلسطين شعلة متقدة في وجدان شعوب العالم شرقًا وغربًا،
وأن من واجب الإنصاف أن نقدر وأن نرحب بما نشهده اليوم من تغير في مواقف دول كثيرة من دول الاتحاد الأوروبي حيال ما حدث ولا يزال يحدث في غزة، ونحيي كثيرا يقظة ضميرهم الإنساني النبيل.
أوضح الإمام الأكبر أن القضية الفلسطينية – وبخاصة ما تتعرض له غزة من حروب ودمار – يجب أن تظل محور اهتمام الإعلام العربي صباح مساء،
مشددًا أهمية الدور الذي يضطلع به الإعلام العربي في كشف المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وإبراز صموده وتشبثه بحقه وأرضه،
مطالبا الإعلام بتحمل مسؤولية تاريخية في إبقاء هذه القضية حيّة في وجدان شعوب العالم.كما أشاد الإمام الأكبر بتغير مواقف عدد من دول الاتحاد الأوروبي تجاه ما يحدث في غزة،
معربًا عن تقديره لما وصفه ب”يقظة الضمير الإنساني النبيل”، موجها التحية للموقف العربي الصامد في وجه آلة العدوان،
والساعي إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية رغم غطرسة الاحتلال. وإلى كل أحرار العالم الذين يرون في ما يحدث بغزة جريمة إنسانية يجب وقفها على الفور.
أوضح الإمام الأكبر أن قضية غزة يجب أن تدور حولها ماكينة الإعلام العربي صباحًا ومساءً، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرًا متواصلة”،
أبدى الإمام الأكبر تقديره الموقف العربي الصامد في مواجهة آلة العدوان، والساعي لوقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية رغم تغطرس الاحتلال، وإلى كل أحرار العالم الذين يرون فيما يحدث جريمة إنسانية يجب وقفها علي الفور،
مشددًا أننا لا نزال بانتظار الكثير من جهود إعلامية مكثفة تٌبذل لمواجهة الظاهرة اللقيطة المسماة بظاهرة: «الإسلاموفوبيا»، والتصدي لآثارها السيئة في الشارع الغربي،
رغم أنها لا تعدو أن تكون وهمًا أو خيالًا مريضًا صنعت منه تهاويل لتشويه صورة الإسلام والحط من مبادئه التي تقوم على السلام والعيش المشترك،
رغم ما هو ثابت من حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد في شريعة الإسلام، ولا نعرف له مثيلا في قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنى بها واضعوها، وعيرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خفي كان أعظم وأطم.
كما أكد شيخ الأزهر أن التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحاضر، في مجال الذكاء الاصطناعي لابد أن يحاط بسياج من المسؤولية الأخلاقية والضوابط المهنية،
حتى لا ينقلب إلى وحش كاسر يهدد الإنسانية بأسرها،، مشيرًا إلى مشروع إصدار وثيقة جامعة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالتواصل مع الفاتيكان في عهدها الجديد.