دائماً بصفتى الإعلامية أطلب من الجماهير دون أى ضغوط أن تقف خلف النادى الذى يلعب باسم مصر فى أى مسابقة افريقية أو دولية، وقلت هذا الكلام عندما وصل الأهلى طوال السنوات الماضية لنهائى دورى أبطال افريقيا وأيضاً عندما لعب طوال تلك السنوات فى كاس العالم للأندية، وقلته عندما وصل الزمالك لنهائى دورى أبطال افريقيا 2016 وعندما وصل لنهائى الكونفيدرالية الموسم الماضي، وأقوله الآن بوصول بيراميدز لنهائى دورى الأبطال فى ثانى مشاركة له بالبطولة.
بالتأكيد أرى أن هذا ما يجب أن يكون عليه دور الإعلام الرياضى من أجل قتل التعصب والعودة لروح الرياضة، ولكن للأسف بعض الإعلاميين ورموز اللعب أفسدوا الوسط الرياضى بآرائهم المتعصبة فى كل وسائل الإعلام كلما حاول بعض الإعلاميين الشرفاء إعادة الروح الرياضية، وكان هؤلاء المتعصبون يقولون دوما إن النادى يمثل نفسه ولا يمثل بلده مما خلق أجواء خانقة كلما وصل فريق مصرى لنهائى قارى أو دولي، بل وبالغ بعض هؤلاء الذين أفسدوا الإعلام فى موقفهم وكانوا يحتفلون علنا وفى قنوات تليفزيونية يشاهدها الملايين بهزيمة فريق مصرى أمام الفرق الافريقية.
أعود إلى قضية اليوم وهى مساندة الفرق المصرية فى كل اللعبات عندما تلعب دولياً.. فأرى أن أى مشجع أو إعلامى أو مسئول من حقه أن يساند أى فريق مصرى أو لا يساند ولكنى دائماً اطلب ممن لا يساند أن يقول خيراً أو يصمت عن التصريحات المتعصبة التى تثير الاحتقان فى الشارع الكروى وهنا غير مطلوب منه بالمرة أن يساند.
وفوجئت عندما ذكرت أن المساندة الآن يجب أن تكون لبيراميدز فى نهائى دورى الأبطال باعتباره الفريق المصرى الوحيد الباقى فى المنافسة عبر صفحاتى على السوشيال ميديا بوابل من الردود العنيفة من الجماهير التى تعلن صراحة عدم مساندة بيراميدز تحت أى ظروف وفى أى بطولة.. ولكن!!
لكنى توقفت كثيراً عند تعليقات الجماهير على أسباب عدم تعاطف الغالبية العظمى منها مع بيراميدز فى مشواره الافريقى وهو الأمر الذى أريد أن أهمس به فى أذن كل المسئولين بالنادى حتى ينخرط هذا الفريق الوليد فى الكرة المصرية بشكل سليم يضمن استقطابه للجماهير عبر سنوات قادمة بشكل تراكمى مثلما فعل نادى مانشستر سيتى الذى تحول من فريق استثمارى إلى فريق يملك جماهير الآن فى كل أنحاء العالم.
نعم نجح المسئولون فى نادى بيراميدز فى تأسيس فريق قوى ينافس على الألقاب المحلية والدولية وخلق أجواء مثيرة من المنافسة مع الكبار ولكنهم لم ينجحوا إعلامياً فى استقطاب الجماهير لصفهم بحيث يمكن للجماهير التى تنتمى لأندية أخرى أن تساندهم عندما يصلون إلى مرحلة النهائيات كما هو واقع الآن فى دورى أبطال افريقيا.
بل على العكس.. انتهجوا نظام المكايدة فى كل المراحل ولم تكن تصريحات من يعملون بالنادى بالحكمة التى تجعل الجماهير تتعاطف معهم حتى ولو بالقلب فقط. ظنوا أن المادة فقط هى التى ستصنع فريقا كبيراً دون مساندة إعلامية وجماهيرية.
أسوق هنا مثالاً مصرياً خالصاً بما أقول من ذكاء المسئولين فى التعامل.. وهو نادى المقاولون العرب الذى ظهر فجأة فى كرة القدم المصرية نهاية السبعينيات وهو الفريق الذى يحمل اسم إحدى الشركات العملاقة فى مصر.
عندما ظهر المقاولون منذ أول موسم لعب فيه فى الدورى كانت الإدارة ذكية فى استقطاب الإعلام الذى هو سبب رئيسى لما تحقق من إنجازات فى السنوات التالية والتى صال وجال فيها الفريق افريقيا وحقق 3 بطولات قارية لكأس الكئوس وكان أحد 7 أندية فقط حققت الدورى المصرى فى تاريخه.
فى رحلات المقاولون الافريقية كان يتعامل مع الإعلام بشكل راق وكان يمد كل الوسائل بتفاصيل رحلاته الافريقية فذاع صيت الفريق فى كل أنحاء القارة وبدأ يستقطب بعض جماهير الأهلى والزمالك للمدرجات عندما كان يخوض مبارياته الافريقية، ولن أنسى نهائى كأس الكئوس الافريقية عام 1982 فى ستاد القاهرة عندما حضر أكثر من 60 ألف مشجع كلهم من جماهير الأهلى والزمالك لتشجع المقاولون، وبعدها تواصلت النجاحات فى السنوات التالية بفضل ذكاء المسئولين وهو ما افتقده بيراميدز تماما منذ ظهر على الساحة.