صناعة العناقيد الصناعية المتخصصة

استحدث مؤخراً نظام العناقيد الصناعية industrial Clusters وهو يمثل تجمع يضم مجموعة شركات تجمع بينها عوامل مشتركة مثل التكنولوجيا، أو القنوات التسويقية، أو العمالة المشتركة أو اتفاقيات، ويضم هذا التجمع كذلك مجموعة من المؤسسات المرتبطة به والداعمة له، والتى يعتبر وجودها ضرورة لتعزيز تنافسية أعضاء التجمع.. وبالتالى يمكن القول بالنسبة للتجربة المصرية الصاعدة إن العناقيد الصناعية من الإستراتيجيات التى أصبحت تتبناها الحكومة من أجل الرفع من تنافسيتها ضمن الاقتصاد العالمى.. ولقد تبين أن آلية عمل العناقيد الصناعية القائمة على التركز الجغرافى والتخصص والابتكار والمنافسة هى ما يمكنها من زيادة تنافسيتها ومنه زيادة تنافسية اقتصاد الدولة.. هذا المفهوم الذى يمكن أن نطلق عليه مبدأ العناقيد الصناعية يهدف أساساً إلى تحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال تسهيل الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، التطوير والتحديث، إضافة إلى المعرفة بالتمويل والتسويق والتخطيط من أجل النمو.. لذا جاء تلقى طلبات المستثمرين الصناعيين والذى أعلنت عنه وزارة الصناعة، ويشمل 8 مصانع شاغرة  كاملة التجهيزات مخصصة للدباغة وصناعة الغراء، ضمن المرحلة الثانية من مدينة الجلود بالروبيكى، حيث تعد المدينة باكورة المجمعات الصناعية المتكاملة فى مجال دباغة الجلود وتصنيع الغراء والمنتج النهائى والصناعات المكملة.. وذلك فى إطار جهود الدولة لتعزيز التوجه نحو العناقيد الصناعية، والهادفة إلى جذب وتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب.. بما يعزز مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، وبالتالى فإن جهود الدولة المتجة نحو تصميم مدينة الجلود بالروبيكى لتكون نموذجاً تنمويا متكاملاً يجمع بين التصنيع، والتطوير التقنى، والخدمات اللوجستية، يأتى ضمن توجه الدولة لتطبيق مفهوم العناقيد الصناعية المتخصصة.. حيث تتيح المدينة للمستثمرين بنية تحتية عالمية، وشبكة مرافق متكاملة، وموقعا إستراتيجياً يربطها بأهم المحاور اللوجستية والموانئ البحرية، مما يعزز الربحية ويمنح المنتجات المصرية ميزة تنافسية فى الأسواق الإقليمية والعالمية.. وبذلك تعد مدينة الجلود بالروبيكى ركيزة إستراتيجية لتعزيز قطاع الصناعات الجلدية فى مصر، ونقلة نوعية نحو تعزيز الصادرات وزيادة القيمة المضافة، بما يخدم الاقتصاد الوطنى ويدعم رؤية الدولة فى تحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة.. لذا فإن توجه الاقتصاد المصرى حالياً يسعى إلى الاستفادة من التكتلات الاقتصادية، أو التجارب التنموية خاصة فى مجال العناقيد الصناعية المتخصصة.