حديث الرئيس الأمريكى ترامب عن العائلة الإبراهيمية أثار ردود أفعال وأصداء واسعة خاصة بالدول الإسلامية وتساؤلات عن الإبراهيمية.. كما جعلنى أعاود الحديث عن ذلك الذى تدعو إليه واشنطن وبعض دول الغرب فى سلسلة مقالات بجريدة «عقيدتى» عن استحداث دين جديد يجمع الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية فى دين واحد اسمه الإبراهيمية.
صراحة اهتمام ترامب وهو مسيحى أنجلوساكسونى بفكرة العائلة الإبراهيمية يجعلنا نتساءل لماذا هذا الاهتمام بأمور دينية من رئيس المهم عنده أمور سياسية اقتصادية فى المقام الأول ولماذا إصراره على دعوة الدول العربية بالذات للانضمام إلى تلك العائلة بحجة أن اتفاق السلام الموقع يمكن تعزيزه بإقامة بيت عائلة إبراهيمى.
صحيح أن فكرة السلام لا بأس بها والمحبة بين أصحاب الديانات حتى ولو من غير السماوية مهمة كى يمكن الناس التعايش بسلام ومودة ومحبة ونبذ الكراهية والفرقة والعنصرية وما قد يصاحبها من عمليات إرهابية.. ولكن أن يكمن الشقاق فى التفاصيل فهذا مرفوض ليس على المستوى الشعبوى وإنما من المعنيين خاصة علماء المسلمين الذين تصدوا لذلك وتحدثوا عن خطورته وعن المصطلح الذى تم إطلاقه بداية الألفية الثالثة ضمن مفهوم جديد لحل النزاعات القائمة على أبعاد دينية متشابكة بما يسمى «الدبلوماسية الروحية» لتمثل خلال الأديان الإبراهيمية أحد أركانه، كما أن المصطلح الإبراهيمى ظهر خمسينيات القرن الماضى أشار إليها يواكين مبارك تلميذ الفيلسوف ماسيبتون.
وقد حذر الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى احتفالية مرور 01 سنوات على تدشين بيت العائلة المصرية ــ مما يسمى بالديانة الإبراهيمية وقال إن محاولة الخلط بين تآخى الإسلامى والمسيحية فى الدفاع عن حق المواطن فى أن يعيش فى أمن وسلام وبين امتزاج هذين الدينين وذوبان الشؤون الخاصة بكل منهما.. مرفوض تماماً موضحاً بأن الدعوة الإبراهيمية تبدو فى ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنسانى وهى فى الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد والإيمان والاختيار، ويرى أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة أقرب إلى أضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطباعتها، لأن اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل فى العادة التى فطر الله الناس عليها وأن احترام عقيدة الآخر شىء والإيمان بها شىء آخر، بينما ارتأى العميد الأسبق لكلية أصول الدين الدكتور بكر زكى أن هناك جهوداً مضنية بذلت ولعبت الصهيونية العالمية دورها فى تدشينه وبذلت جهودها لتأليف كتاب مقدس واحد تم جمع نصوصه بيد أتباع تلك الصهيونية وأعوانهم وتم طبعه ونشره إلا أنه قوبل بالرفض من أهل الاعتدال، بينما أشار أحد أساتذة العقيدة والفلسفة بالأزهر الشريف إلى أنها دعوة سياسية خبيثة تسعى إلى ذوبان الأديان فى بعضها البعض وكأنه دين رابع.
صراحة أردت من وراء هذه السردية التنويه والتحذير خاصة للعامة كى لا يقع أحدهم فى تلك الشراك البراقة التى يكمن فى تفاصيلها الشيطان فلكل منا دينه «ولكم دينكم ولى دين» وأن الإسلام يحترم كافة الأديان ويعترف بها وعلينا العمل بما قاله سبحانه فى قرآنه الكريم «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.. « آخر سورة البقرة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
>> وأخيراً:
> انعقاد القمة العربية فى ظرف تاريخى ببغداد يتطلب وقفة موحدة وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام القمة ومطالبته للرئيس الأمريكى ترامب برعاية عملية جادة للتوصل إلى تسوية نهائية وسلام دائم بالمنطقة مشدداً على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف.. كما يؤكد أن القضية الفلسطينية والأزمة فى غزة فى عقل وقلب الرئيس السيسى وأن دور مصر تجاه القضية تاريخى.
> الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى نقلة حضارية للقاهرة الكبرى وسيمنع فوضى الميكروباص عليه.
> الخطة الأمريكية لتجهير مليون فلسطينى إلى ليبيا.. مرفوضة وتقضى على القضية الفلسطينية برمتها.. ولن يسمح بتنفيذها أحد لا الفلسطينيون ولا الليبييون ولا العرب ولا حتى العالم.