ونستكمل السابق ذكره بإذن ومشيئة الله.. ونبدأ ذلك بالآتى بعد.. (1) التكامل لا يعنى قط.. توحد المقادير بين المتناقضات.. التى هى فى أصل تقديرها من الله.. «مختلفة».. وفى اختلافها تكمن رحمة التوظيف.. «السياسى».. نعم.. فالتكامل يعنى بلوغ الاختلاف.. «الخلقى».. إلى بلوغ أفضل توظيف سياسى جمعى اجتماعى بين.. «الاختلاف».. فى الصورة بممكناتها وامكانياتها.. «الخلقية».. إذن.. التكامل هو استواء سياسى وليس تساوى مقادير.. (2) من احكامات مرادات الله سبحانه فى.. «خلقه».. هو أن.. «ثبت».. مقياس استواء التوظيف فى.. «ملكه».. نعم.. فقد قال تعالى وقوله هو الحق الثابت بعدله..» تبارك الذى بيده الملك وهو.. «على كل شىء قدير».. الذى خلق الموت والحياة.. «ليبلوكم أيكم أحسن عملا».. وهو العزيز الغفور . الذى خلق سبع سماوات طباقا.. «ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت».. فارجع البصر هل ترى من.. «فطور».. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو.. «حسير»..(4/ الملك).. (3) فكيف ذاك الاستواء.. «المتكامل».. بينما الله العزيز الحكيم.. «قد قدر».. الابتلاء العبودى الذى من شأنه أن يحدث.. «الاختلاف التوظيفى السياسى».. فكيف ذلك.. ومن البديهى أن.. «يشق الاختلاف».. الاستواء الخلقى الثابت.. بل وما يزيد الأمر حيرة وتساؤل هو.. أن أقام الله ثبات استواء خلقه.. «حَكَما وحسيبا ومقياسا للحساب».. على نوعية وكمية وكيفية ناتج.. «الاختلاف».. فهل زوال تلك الحيرة يكمن فقط فى أن الله سبحانه.. «على كل شىء قدير».. وأنه تعالى عليم بكل أمر قدره.. «وكل شىء خلقه».. وأنه هو الحق المبين وهو العدل أيضا.. أم أن سر زوال الحيرة.. «يكمن فى أنه يعلم ونحن لا نعلم».. ونحن نرفض ونستنكر بجهالتنا.. ونصر على أن يكون الحكم.. «لنا».. وليس للخلاق العظيم الذى خلقنا.. «ولم نكن شيئا مذكورا».. بل ونرفض فهم معنى أنه.. خلقنا ليبلونا أينا أحسن عملا.. «أحسن توظيفا سياسيا».. وأنه جل شأنه.. أنزل لنا العلم الذى يجعلنا.. «أحسن عملا».. وهكذا بات الأمر.. «وعدم الحيرة».. بأيدينا إما حقا وعدلا.. «أو باطلا وزورا».. أى.. إما نؤمن ونسلم لله.. «أو نكفر ونرفض الإسلام».. والنتيجة أيضا معلومة لنا.. بل ومشهود تأكيدها بقصص الأولين.. (4) بكل ما تم ذكره الآن من بنود.. وبكل ما ذكرناه سابقا أيضا.. يتأكد لنا أن.. «دوام الحال من المحال».. نعم.. لن يظل الصغير.. «صغيرا».. ولا القوى.. «قويا».. إلخ.. ولكن كيف نفهم ذلك.. «سياسيا».. وخاصة بمبدأ.. «الوراثة وتوريثها».. أى.. توريث التخطيط الاستراتيجى وما يقيمه.. «أحيانا».. من شبه ثبات الحال وديمومته بل والعمل على نمائية تلك.. «الديمومة».. كما يفعل ذلك.. «القطب الأمريكى».. حينئذ.. أرى والرؤية الحق لله ـ أن على من شاء كسر حصار احتكار القوة على ضعفه.. أن يأخذ علميا سياسيا.. بالآتى بعد.. (ا) أن يحول حق مفهومه النظرى.. إلى عمل علمى واقعى مشروط بالعزم الإيمانى..
(ب) إدراك أن ما من وارث.. «متطابق».. علميا وسلوكيا سياسيا مع.. «مورثه».. وكذا ما من ميراث ثابت فى وجه.. «الأغيار».. (ج) الأخذ بعزم أسباب إنمائية.. «القوة المتكاملة».. المتوفرة بين يديه.. على أن يكون ذاك الأخذ قائم على.. «حق العلم وحق الدين».. أى.. مطهر من مرض.. «الوهن».. ودون ذلك فلا سبيل للارتقاء.. «سياسيا».. أمام تغيير حال الاحتكار.. «من محتكر لأخر».. وذلك كما حدث مع الخلافة.. «الإسلامية وملكها».. حين أصاب.. «الوهن».. سياسة حكمها وتوالى تغيير وتبديل.. «المحتكر عليها».. حتى وصل إلى.. «الأمريكان».. الذين فى سبيلهم للسقوط المفاجئ مثل البيت الزجاج أيضا.. (5) أما عن رؤيتى السياسية.. «بسقوط القطب الأمريكى فجأة كالبيت الزجاج».. فهى ليست أمنية حاقد أو قليل الحيلة.. أو جاهل لا يدرك أن سقوط أى مبنى كبير.. يترك من حوله خسائر متنوعة عظيمة الأثر.. «والتأثير».. مثله مثل سقوط شجرة كبيرة وما يخلف ذلك.. من حفرة كبيرة فى.. «الأرض».. كما أننى لم أحتسب.. «تلك النتيجة».. بأغيار زماننا العالمى الحاضر غير.. «المنضبط».. بعدل قانون.. بل والذى يؤكد احتمال حدوث.. تلك النتيجة وحدوث.. «سقوطها».. نعم.. بل ما توقعت حدوثه كان من أهم.. «استنتاجات».. بحث علمى تكلفت به بعد.. «عام 1990».. أى.. بعد سقوط وزوال الاتحاد السوفيتى بزمن حكم.. «ميخائيل جورباتشوف».. وراح القطب الأمريكى يسعى لتأكيد.. «تفرده عالميا».. وهو التأكيد الذى كان غير وارد بعد انتهاء.. «الحرب العالمية الثانية عام 1954».. رغم تأثير دعم القطب الأمريكى فى نتيجتها.. بانتصار الحلفاء على محور تحالف الألمان.. وذلك بتدخله.. «الحربى».. لجانب بريطانيا وفرنسا.. وهو الأمر الذى نجح فى فعله.. ثعلب السياسة الإنجليزى.. «ونستون تشرشل».. رئيس وزراء بريطانيا بذاك الزمان.. وإلى لقاء.. لنكمل.. إن الله شاء
ملاحظة هامة
«أحداث غزة».. علامة استفهام أمام الاعقال الإسلامى والعربى؟؟