كيف نضاعف الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية خلال سنوات قليلة ؟..سؤال هام يطرح نفسه على الكثيرين خلال النقاشات التى تدور فى قطاعى الطيران والسياحة..خاصة مع التخطيط من جانب القائمين على قطاع الطيران لتحويل مطار القاهرة الى مطار محورى فى المنطقة منذ سنوات طويلة..وخلال المشاركة فى فاعليات افتتاح المركز الاقليمى لشركة سيتا العالمية فى القاهرة بحضور الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى..الذى يعد المركز الثالث على مستوى العالم للشركة بعد فرعيها فى مونتريال وسنغافورة..وهى شركة رائدة فى مجال تكنولوجيا النقل الجوى..اعلنت العديد من الارقام على لسان سليم بورى المدير التنفيذى للشركة فى الشرق الاوسط وافريقيا وتركيا..من اهمها ان الشركة تزود 18 الف طائرة حول العالم بمختلف المعلومات..مع تشغيلها لنظم المعلومات فى المطارات..و العمل على تسهيل الاجراءات من خلال التنسيق بين شركات الطيران والمطارات وادارة الجوازات..وانتهت من تزويد عدد من المطارات بما يسمى
« Smart Pass « او المرور الذكى..وهو ما يساعد فى سرعة انهاء اجراءات السفر او الوصول لمختلف المطارات.. وقد أعلن خلال حفل الافتتاح انه من المتوقع خلال السنوات الخمس القادمة ان يتضاعف عدد الركاب حول العالم..الى جانب دخول 1700 طائرة جديدة الخدمة..وان ما بين 60 و 70 ٪ من هذه الطائرات سيتم استخدامها للوصول الى نقاط جديدة.. واذا نظرنا الى هذه الارقام فلابد ان نأتى الى السؤال المهم وهو كيف يمكن ان نضاعف الطاقة الاستيعابية فى المطارات المختلفة حول العالم خلال هذه السنوات الخمس؟..والاجابة انه من المؤكد ستكون هناك صعوبة فى مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطارات العالمية خلال هذه الفترة.
ومن هنا يتضح لنا انه لابد ان يتوازى التخطيط والتفكير لزيادة الطاقة الاستيعابية..مع امكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة واستغلال التحول الرقمى فى امكانية رفع كفاءة المطارات المصرية..وزيادة طاقتها الاستيعابية من خلال تقليل زمن تواجد الراكب او المسافر فى المطارات..وهنا لابد ان نشير الى ما قاله سليم بورى من ان الوسيلة الوحيدة للتغلب على عدم توسعة المطارات هى الاستفادة بالتكنولوجيا فى مختلف مراحل انهاء اجراءات سفر او وصول الراكب..وان الاعتماد على التكنولوجيا يوفر من 70 الى 80 ٪ من الوقت المستغرق فى انهاء اجراءات السفر والوصول..ويقضى على الزحام بالمطارات.
وما قاله سليم بورى كلام يستحق الدراسة خاصة انه برهن على كلامه بتجارب عديدة فى مختلف المطارات من بينها مطارات عديدة فى المنطقة..واذا كنا فى مصر قد وصلنا الى الطاقة القصوى للطاقة الاستيعابية لعدد من المطارات..وفى مقدمتها مطار القاهرة الدولى..فإنه من الافضل والانسب ان نحرص على الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى انهاء اجراءات سفر ووصول الركاب..خاصة فيما يتعلق بالاجهزة البيومترية فى انهاء اجراء الجوازات..والتى تساعد كثيرا فى القضاء على الزحام امام كونترات الجوازات..وهو ما يساعد فى تقليل زمن تواجد الراكب داخل المطار..وايضا لابد من ايجاد آلية افضل للخدمات الارضية تساعد فى سرعة وصول الحقائب..وسرعة استلامها..واذا نجحنا فى تسهيل اجراءات السفر او الوصول وفقا لهذه الرؤية..ومن خلال استخدام البرامج المختلفة..ونجحنا فى تقليل زمن اجراءات السفر او الوصول بنسبة 50 ٪..فإننا نكون قد نجحنا فى تحقيق استغلال امثل للطاقة الاستيعابية المتاحة للمطار..والتى يمكن ان تساعدنا فى توفير فرصة لزيادة عدد الرحلات بمطار القاهرة..وهو ما ينطبق ايضا على مختلف المطارات المصرية..
ان السنوات الخمس القادمة ستشهد تغييرا كاملا فى قطاع الطيران المدنى حول العالم..ومن المؤكد ان منطقتنا ستشهد تطورا كبيرا فى مجال الطيران المدنى..ونحن فى مصر نخطط لزيادة الطاقة الاستيعابية للعديد من المطارات المصرية فى مقدمتها مطارات القاهرة وسفنكس والعلمين..وانشاء مطار جديد فى رأس الحكمة..ولكن يجب علينا الاسراع فى خطوات التنفيذ مع دراسة امكانية الاستعانة بما توفره الامكانيات التكنولوجية من تقليل زمن انهاء اجراءات الراكب بمختلف المطارات المصرية..وتحيا مصر .