الطب أمانة ورسالة.. ومهنة سامية.. ليست كسائر المهن.. والطبيب الإنسان يأتى فى منزلة عالية ومكانة رفيعة.. فليس هناك أفضل عند الله من طبيب يؤدى رسالته بأمانة.. يداوى ويعالج ويخفف معاناة المرضى بنفس راضية.. والحق يقال لدينا من الأطباء نماذج رائعة تستحق أن تلبس تاج الإنسانية ونرفعها فوق الأعناق.. وصحة المصريين تأتى فى مقدمة اهتمامات الدولة خاصة فى ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أطلق العديد من المبادرات الرئاسية للعناية والرعاية بصحة المواطن بوصفها أهم عناصر بناء الإنسان المصرى وطور كثيرا المستشفيات العامة فصارت نموذجا فى تقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطن.
>>>
عن تجربة وواقع عشته.. ليس اليوم ولكن على مدار سنوات عديدة.. أرفع القبعة للمستشفيات الحكومية وأداء وكفاءة مديريها والأطباء وهيئات التمريض بها.. ويجب أن تتغير فورا ثقافة الخوف والحذر لدى الكثيرين من التعامل مع المستشفيات العامة وتفضيل المستشفيات الخاصة..
ان ثقافة التعامل مع مستشفيات الدولة.. والفكرة المغلوطة لدى الكثيرين عن الاهمال وعدم الاهتمام.. هذا الكلام لا يمت للواقع بصلة.. والحق يقال ان قمة الالتزام والحرص على جودة الأداء والاهتمام والرقابة والمتابعة تجدها فى مستشفيات الدولة.
>>>
ولا أنكر انه كان لدى هذا الانطباع السائد لدى الكثيرين عن المستشفيات العامة.. لكن بعد ثلاث تجارب شخصية من داخل مستشفيات منشية البكرى ومستشفى شبرا العام «كتشنر» ومستشفى الدمرداش أيقنت ان مستشفيات الدولة فى المقدمة.. فى مستشفى منشية البكرى قطعت تذكرة كشف أنف وأذن لحفيدى.. وتبين ضرورة استئصال اللوزتين واللحمية.. ولابد من إجراء الجراحة لخطورة مضاعفات تكرار الإصابة بالتهاب اللوز على الطفل الصغير.. طلب أطباء الأنف والأذن بالمستشفى إجراء التحاليل اللازمة ورسم القلب.. ولأن نفس الهاجس والخوف من عدم الاهتمام بالمستشفيات.. أجرى الصغير التحاليل خارج المستشفى.. وعاد بالنتائج إلى الدكتورة هند السعيد والدكتور عاطف سعيد والدكتورة هالة كمال الأطباء المختصين بإجراء الكشف وعمليات اللوز.. فأعادوا فحص الطفل مرة واثنين وبعد ذلك تم عمل عرض أطفال.. وفى هذا القسم قام الأطباء بالفحص الدقيق للطفل باطنة وقلب والاطلاع على التحاليل بدقة وإجراء فحص شامل للطفل بصورة.. ربما لا تحدث فى أى مستشفى خاص.. كل هذا وأنا لا أصدق ان ذلك يجرى فى مستشفى عام وجماهيرى.. وبعد ذلك تم عرض الطفل على طبيب القلب والتخدير.. فأعادوا الفحص الدقيق.. باطنة وقلب كنت أتابع ما يجرى وأنا فى حالة اندهاش من هذا الاهتمام والدقة والنظام.. وتسلسل الاطمئنان على حالة طفل يستعد لإجراء عملية اللوز.. ثم تابعت بعض الحالات المماثلة للطفل الصغير.. فوجدت نفس المراحل ونفس الاهتمام وتم تحديد يوم العملية.. وفى قسم الأنف والأذن فى الثامنة صباحا.. فوجدت الحالات أيضاً التى تم فحصها مع الحفيد.. جاء التمريض فأعد الطفل بملابس العمليات وتم اصطحابه مع أطباء القسم الدكتورة هالة كمال والدكتورة هند السعيد والدكتور عاطف سعيد وخلال نصف ساعة أو أربعين دقيقة تم إجراء العملية بنجاح بفضل الله تعالى.
>>>
حرصت أن أسأل عن مدير المستشفى وأشكره على الجهد الكبير الذى يبذله فريق العمل من عامل المصعد إلى الأطباء.. نزلت إلى الطابق الأول حيث مكتب المدير العام للمستشفى.. وأنا أحدث نفسى هل يسمح المدير باللقاء.. وهل انتظر كثيرا فى مكتبه.. سألت عن المدير فأخبرنى أحد العاملين بأنه الدكتور وائل الجعار.. دخلت مكتبه فأخبرتنى السكرتيرة بأنه فى متابعة بالأقسام.. انتظرته حتى أنهى جولة المتابعة وشكرته على هذا الجهد والالتزام والاهتمام من جميع العاملين.. ودار حوار طويل حول ثقافة الخوف والحذر لدى كثير من المواطنين والفكرة المغلوطة عن المستشفيات العامة.. وقلت آن الأوان لأن تكون مستشفيات الدولة فى المقدمة ويقصدها المواطن وهو كله ثقة فى أجود خدمة وأقصى اهتمام.. وقلت تعظيم سلام لمستشفيات الدولة.. تعظيم سلام للقيادة السياسية الحكيمة التى أعادت الاهتمام والانضباط لقطاع الصحة والاهتمام بالمواطن.