شهد قطاع غزة، أمس، تصاعدًا فى العدوان الإسرائيلي، حيث استمرت قوات الاحتلال فى قصف المنازل المأهولة بالسكان، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين شهداء وجرحى ومفقودين، كما ارتكب مجزرة مروعة باستهدافه خيام النازحين، مما حولها إلى مناطق محترقة اخلفت خسائر فادحة فى الأرواح.
وأفادت تقارير ووسائل إعلام فلسطينية باستشهاد ما يزيد على 136 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، إثر قصف الطائرات الإسرائيلية منازل فى بيت لاهيا وجباليا وخيام للنازحين فى قطاع غزة.
وشهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة قصفاً مدفعياً واطلاق قذائف من الزوارق البحرية وغارات جوية إسرائيلية مكثفة من الطائرات الحربية، وسط تحليق مستمر للمروحيات الاستطلاعية.
من جانبها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن عددا من المواطنين استشهدوا وجرحوا، بجراح خطيرة، إثراستهداف طائرات إسرائيلية خيمة نازحين، فى مخيم طبريا بمواصى خان يونس جنوبا.
كما استشهد 3 مواطنين، وأصيب العشرات بجروح، نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلة الأغا فى بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع.
واستشهد مواطنان، وأصيب آخرون، بينهم أطفال، جراء قصف إسرائيلى لمنزل بمنطقة العامودى شمال مدينة غزة.
وقالت «وفا» إن الوضع فى بلدة الفخارى شرق خان يونس، ومحيط المستشفى الأوروبى صعب جدا، حيث ما زال القصف الإسرائيلى على المنطقة مستمرا، وهناك عشرات العائلات داخل منازلها، وسط انقطاع الاتصالات عنها، وما زال مصيرها مجهولا.
وأضافت الوكالة أن مئات المصابين وصلوا إلى المستشفيات تباعا، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، بما يفوق قدرتها على الاستجابة، كما أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب العدد الكبير من المصابين بجروح خطيرة، وسط قلة الإمكانيات الطبية.
بدورها اعلنت وزارة الصحة فى غزة ان القطاع يشهد أبشع مجازر التطهير العرقى حيث استشهد 250 فلسطينيا خلال الـ36 ساعة الماضية ، بينما وصل أكثر من 150 مصابا إلى مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي.بالاضافة الى ان هناك 120 مفقودا أمس .
وقالت الوزارة ان الاحتلال يستخدم أسلحة حديثة ومحرمة دوليا فى استهداف المنشآت المدنية.مشيرة إلى زيادة عدد حالات الأجنة المشوهة كأثر للأسلحة التى يستخدمها الاحتلال.
ونوهت الوزارة الى ان هناك نقصا حادا فى المستلزمات والكوادر الطبية وتوفير العناية المركزة.
فى هذا السياق، قال الدكتور خليل دقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصي، إن إسرائيل تواصل حملتها المسعورة لتنفيذ مخطط حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين داخل قطاع غزة.
واكد دقران أنَّ الاحتلال يستهدف الفلسطينيين وأماكن الإيواء بالصواريخ والطائرات والقنابل وحول خيام النازحين إلى أفران بشرية، إذ تجاوز عدد ضحايا الاحتلال خلال الساعات الماضية المئة شهيد.
وأكد أنَّ أعداد المصابين الفلسطينيين كبيرة وتعجز المستشفيات عن تحملها؛ نظرًا لضعف الإمكانيات الطبية بداخلها، فيما لا يزال هناك عشرات الشهداء المفقودين تحت الركام، ولا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول بسبب الطرق المدمرة، إذ يلجأ بعض الفلسطينيين لانتشالهم وإخلائهم مشيا على عربات تجرها الدواب.
فى الاثناء أكد مدير المستشفيات الميدانية فى غزة مروان الهمص ان الاحتلال أوقف المستشفيات عن العمل بتدميره شبكات المياه والصرف الصحى ، فى ظل فقد 60 ٪ من الأدوية ونحو 80 ٪ من المستلزمات الطبية.
واضاف الهمص ان الوضع الصحى صعب جدا والصورة قاتمة .
من جانب آخر قال مسئولون عسكريون إسرائيليون، إن أحد أسباب الهجمات الواسعة فى قطاع غزة هو الاستعداد لدخول القوات البرية والمدرعات فى حال تنفيذ عملية «عربات جدعون».
وأفاد موقع «يديعوت أحرونوت» نقلا عن المسؤولين العسكريين، بأن القصف المكثف يأتى وفقا للخطط التى قدمها الجيش الإسرائيلى والتى وافقت عليها القيادة السياسية بالفعل، من أجل التمهيد لدخول قوات الاحتلال .
وأوضح المسؤولون أن «هذه هجمات كبيرة لن تؤدى إلى تدمير أصول حماس فحسب، بل ستساعد القوات التى ستدخل إلى تلك المناطق أيضا».ولكن هناك احتمال آخر، وهو أن زيادة وتيرة الهجمات تأتى فى الواقع استعدادا لوقف إطلاق النار المحتمل.
على صعيد آخر قدم السيناتور الديمقراطي، بيتر ويلش و28 عضوًا بمجلس الشيوخ الأمريكي، مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب بإنهاء حصار قطاع غزة فورًا.
جاء ذلك فى بيان نشره السيناتور ويلش، لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية «غير المسبوقة» التى تتكشف فى قطاع غزة.
وقال ويلش، فى كلمة ألقاها بقاعة مجلس الشيوخ،» إنَّ الأطفال فى غزة يموتون جوعًا، ولا يمكن أن نقبل أو ندعم سياسة تجويع متعمدة تنتهجها حكومة إسرائيل».
ودعا مشروع القرار إدارة ترامب إلى استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة لها؛ لإنهاء الحصار المفروض على الغذاء والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لتلبية احتياجات المدنيين فى غزة.