تنطلق اليوم القمة العربية الرابعة والثلاثون لمجلس جامعة الدول العربية بمشاركة قادة وزعماء الدول العربية الذين بدأوا فى الوصول إلى العاصمة العراقية بغداد أمس.
القمة ستناقش العديد من الملفات المهمة والساخنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع فى غزة وسوريا والسودان إلى جانب الملفات الاقتصادية والأمنية العربية المشتركة كما تعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الخامسة والمعنية بمناقشة قضايا التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادى العربى ومشروعات البنية التحتية والتحديات الاجتماعية فى الدول العربية والقمة الثالثة التى ستستضيفها بغداد هى قمة ثلاثية على مستوى القادة بين مصر والعراق والأردن فى إطار الآلية الثلاثية التى تأسست بين الدول الثلاث بهدف تعزيز التعاون السياسى والاقتصادى وتنسيق المواقف بشأن قضايا المنطقة.
وتتصدر القضية الفلسطينية أولويات جدول أعمال القادة والزعماء والملوك وستدعم القرارات الصادرة عن القمة العربية غير العادية التى عُقدت فى مارس الماضى بالقاهرة والخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة.
وستطالب بوقف العدوان الإسرائيلى على القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط مع التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني.. وسيكون هناك عدد من المبادرات لتأسيس مراكز عربية متخصصة منها: المركز العربى لمكافحة الإرهاب والمركز العربى لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والمركز العربى لمكافحة المخدرات.
كما ستتضمن القمة قرارات متعلقة بالشأن السورى مع وجود دعم عربى كامل وواضح للشعب السورى بناء على ما تم التوافق عليه فى الاجتماعات السابقة.
من المنتظر أيضا أن يناقش القادة والزعماء قضايا جوهرية تمس الأمن العربى والتحديات الإقليمية.
وستتناول التحديات التى تواجهها المنطقة بواقعية.
المصادر فى الجامعة العربية أكدت أن المشاركة فى القمة من القادة والزعماء وستكون عالية وعلى مستوى رفيع.
ويشارك رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز ضيف شرف القمة.. كما يشارك الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش.
وفى ظل هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة تعكس القمة رغبة حقيقية فى توحيد الموقف العربى بما يخدم القضايا المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الاقتصادات العربية.
ومن المنتظر ان يطرح العراق خلال فترة رئاسته للقمة عددًا من المبادرات بالتعاون مع جامعة الدول العربية للتعامل مع الأزمات التى تشهدها بعض الدول العربية لحل الأزمات من خلال الحوار والمفاوضات سواء على صعيد الأزمات الداخلية أو فى العلاقات بين الدول.
وسيكون هناك مناقشة لنتائج زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وما أسفرت عنها من نتائج إيجابية للمنطقة العربية.
كما ستقوم اللجنة العليا العراقية المعنية بالإعداد للقمة بمشاركة واسعة من دوائر الدولة العراقية وبمشاركة 20 منظمة واتحادًا عربيًا من المنظومة التابعة لجامعة الدول العربية وستشارك فى أعمال القمة منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي.
سيشارك نحو 300 صحفى محلى من المؤسسات الإعلامية العراقية سيغطون فعاليات القمة بالإضافة إلى أكثر من 250 صحفيًا عربيًا وأجنبيًا، وعشرات الشخصيات الإعلامية البارزة.
من جانبه أعلن السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن العراق قدّم خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيرى للقمة العربية الرابعة والثلاثين فى بغداد، مقترحًا بإنشاء صندوق عربى لدعم التعافى وإعادة الإعمار فى الدول العربية التى تخرج من النزاعات، مشيرًا إلى أن المقترح لاقى توافقًا من الدول، ومن المنتظر أن ترحب به القمة، كما أن العراق سيبدأ بضخ مبالغ مالية فى هذا الصندوق.
قال زكى – فى مؤتمر صحفى عقده امس على هامش التحضيرات لانعقاد القمتين العربية الدورية والتنموية – إن العراق قدم أيضًا مبادرة سياسية تهدف إلى معالجة الخلافات بين الدول العربية، من خلال تحرك منظم عند وجود قضايا خلافية محددة؛ بما يسهم فى تحقيق نتائج إيجابية على الأرض.
وفى سياق متصل، نفى السفير حسام زكي، صحة ما تردد بشأن انسحاب أى دولة من القمة العربية الـ 34، أكد الأمين العام المساعد أن جدول أعمال القمة العربية الـ 34 مطوّل ويشمل موضوعات سياسية كثيرة، إلى جانب الترتيبات الخاصة بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، والتى تُعد فرصة مهمة للحوار العربى الرفيع المستوى بشأن ملفات التنمية، لا سيما أن القمة التنموية الأخيرة عقدت فى بيروت عام 2019.
وأشار إلى أن الموضوعات التنموية عادة ما تحظى باهتمام أقل من الملفات السياسية، إلا أن قمة بغداد تمثل مناسبة مهمة لإعادة طرحها من جديد، خصوصًا فى ظل المبادرات العراقية المتعلقة بالتنمية، ومنها إنشاء صندوق دعم التعافى والإعمار الذى سيُناقش ضمن أعمال القمة.
أشاد السفير حسام زكى بدور العراق، قائلًا: قوة العراق هى قوة للعرب، وعودته الكاملة إلى الصف العربى تُعد مكسبًا للأمن والاستقرار والتضامن العربي، خصوصًا فى ظل ما يقدمه من مشروعات وقرارات ومقترحات بناءة فى الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وأكد أن العراق يقدم اليوم نموذجًا إيجابيًا للتضامن العربى الفعّال، منوهًا إلى أن أغلب الأفكار والمبادرات المطروحة من الجانب العراقى تسعى لتعزيز التعاون العربى فى مختلف المجالات.